لم تكن ليلة الاثنين ليلة عادية في الفترة الماضية بل اختلفت عن كل الليالي حين توج سمو أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف مجموعة من حفظة كتاب الله وتخريج الدفعة السادسة والعشرين لحفل الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية بقاعة المؤتمرات بشيراتون الدمام بحضور الآلاف من عشاق كتاب الله ومحبي تلك الليالي العامرة بذكر الله.. لا شيء يفوق تلك المحبة التي تملأ القلوب فهي قصة عشق مستمرة ليوم الدين في طيات الحياة ومصاعبها نجد أن عشاق ومحبي القرآن دائما يتهافتون ويتحدثون ويتسامرون به ليسعد قلوبهم ويؤنس وحدتهم. منذ متابعتي حفلات تلك الجمعية مترامية الأطراف ولسنوات طويلة ودائما سمو أمير المنطقة الشرقية يحرص أن تكون تحت رعايته ولا يقوم بإرسال أي شخص آخر للقيام برعاية تلك المناسبات التي تخص الجمعية لأنه يشعر بأن رعاية حفظة كتاب الله من أولى أولوياته ويحضر مبكرا ويسعد بتقبيل هؤلاء الحفظة ويشارك الداعمين لهم من رجال أعمال وإعلاميين وعاملين في تلك الجمعية، ورغم اكتظاظ القاعة بالجمهور إلا أنه دائما ما يترك كرسيه ويذهب للحفظة ويجلس بينهم ويمازحهم ويستأنس بمجلسهم ويقوم بالتقاط الصور التذكارية.. نعم إنه مجلس من مجالس القرآن الكريم. إن المتابع لأنشطة هذه الجمعية يجدها مجتمعة في مراكز القارئ الصغير وحلقة التلقين ودورات الإجازة بالقراءات وحلقات تحفيظ أبناء الجاليات والتي تمكن من حفظ وتلاوة القرآن الكريم وقامت بافتتاح الحلقات القرآنية للسواد الأعظم من المساجد وإقامة دورات التجويد وحلقات الحفظة والحافظات والدورات والأندية الصيفية وإقامة المسابقات وفتح المدارس النسائية بأنشطتها وفتح معاهد إعداد للمعلمات وجميعها مجتمعة في قيمها في العزم والإتقان والمجاهدة والتواد والإخلاص والمحبة أيضا الإصدارات الإعلامية ممثلة في مجلة أنس ومفكرة المسلم وتقويم الصلوات. بالتدقيق في الأمر نجد خلف هذا الإنجاز رجالا ومسئولين نذروا أنفسهم لخدمة هذا النشاط الديني الرائع وذي الحسنات والإثابة الضخمة وفي مقدمتهم فضيلة الشيخ عبدالرحمن آل رقيب ويوسف العفالق وكذلك الأستاذ محمد بن ناصر السويدان مدير عام الجمعية المسئول المالي والأول والمحور الأساسي الذي يدير تلك الجمعية والشيخ سامي المبيض مساعد الشئون التعليمية وكذلك بمشاركة مجموعة كبيرة كنت أتمنى ذكرها ولكن ضيق تلك المساحة لم يسمح بذلك ولكن أجرهم وثوابهم عند الله سبحانه وتعالى. لم تقف تلك الإمكانيات فقط على الجمعية بل مدت جسور الخير والعطاء للفضاء الإلكتروني عن طريق مقرأة الإنترنت التي تهدف لتعليم القرآن الكريم باستخدام الحاسب الآلي ومشروع إنشاء مركز رتل الذي يستقطب أصحاب الخامات الصوتية لتنميتها وصقلها وإعدادهم وتأهيلهم ليكونوا أئمة مقرئين وتغذية بيوت الله بهم. الحفل لم يكن بالشيء البسيط ابتداء من مقدم الحفل محمد بن صليم القحطانى الإعلامي المعروف وإلى جميع الفقرات التي عرضت ووجدت التفاعل من رجال الأعمال الحاضرين والذين بلغت تبرعاتهم أكثر من 5 ملايين ريال جمعت في خلال خمسين دقيقة فقط وتستثنى البنوك التي تقول إنها إسلامية ولم تدعم رغم تأكيدها حب الخير ودعم المناشط الإسلامية ومع ذلك لم تحضر ولم تتبرع بشيء قط وذلك اسم على غير مسمى. كل ما قدم في ذلك المحفل يدعو إلى الحرص الدائم والمستمر على القرآن الكريم من خلال تلك الأعمال وأيضا كان توجيها إلى تكريس الوقت والجهد والعمل والمشاركة في تلك الأعمال من كافة أطياف المجتمع. أخيرا نهنئ كل من عمل وكل من حضر وكل من شارك وكل من بذل وتبرع فالجميع عاش كلام الله في نسمات تفوح في ليلة عطرة بذكر كلام الله وهنيئا للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالشرقية ذلك الإنجاز وإلى إنجاز آخر في السنوات القادمة.