بمشاركة خجولة في معرض الرياض للعقارات والمساكن (ريستاتكس18) لهذا العام، تواجدت جمعية تعاونية للإسكان في الرياض بنشاطها التعاوني الداعم لعملية التمكين من السكن لشريحة كبيرة في المجتمع، وذلك تحت مظلة وزارة الشئون الاجتماعية، إلا أن المشاركة ينقصها الكثير والكثير، وبوجود سلبيات أو إيجابيات صاحبت طريقة عمل هذه الجمعية نتفق عليها أو نختلف ليس هذا المهم، فالأهم هو وجود مثل هذه الفكرة وتفعيلها. إن إنشاء ودعم مثل تلك الجمعيات بما تحمله من رسالة وأهداف بعيدا عن نظام بيروقراطي غير مرن أمر جدير بالاهتمام، وخاصة إذا علمنا أن الأساس الذي تقوم عليه فكرة الجمعيات التعاونية هو التعاون والمشاركة وتوفير خدمة محددة للذين لا يستطيعون توفيرها بمجهودهم الفردي، وهي تسعى للتعاون والتضامن والمساعدة المتبادلة لتحقيق أهداف اقتصادية. واجتماعية أيضا، خصوصا بعد قرار مؤسسة النقد القاضي بدفع نسبة ال 30% كمقدم لشراء مسكن، وهو النظام الذي لم يُراع فيه سوى حماية المؤسسات المالية والبنوك. الفكرة ليست جديدة، فقد بدأت في بريطانيا منذ عقود مضت وانتشرت بعدها إلى عدد من الدول الأوربية مثل: «جمعية كمبردج» التي يبلغ عمرها ما يقارب 160 سنة من العمل التعاوني الموثوق الناجح. ولأن تجربة الإسكان التعاوني تجربة ناجحة في عدد من الدول العربية أيضا: كمصر مثلا التي تعمل بها وزارة الإسكان بمشاركة الجمعيات التعاونية بإعطاء الأفراد قرضا بمبلغ 50 ألف جنيه بدون فوائد مستردة على مدى 20عامًا، والأرض تقدم للجمعية التعاونية على أساس إنشاء مدن جديدة، وهي تأتي كمنظومة التعاون الإسكاني باعتبار أن جمعيات الإسكان هي نموذج لمشاركة المجتمع المدني في حل مشكلة الإسكان في مصر، وقد تم الاستدلال بالتجربة المصرية خصوصا لأنها تجربة قديمة وثرية وتخدم عددا كبيرا جدا من المحتاجين للسكن. لذا من الممكن الاستفادة من التجربة المصرية وتقنينها؛ لتتناسب مع احتياجات المواطنين محدودي الدخل، وبما يتلاءم مع الأنظمة المتعلقة بالإسكان، فهي فكرة تستحق البحث والتفعيل؛ لنتمكن من توفير الحلول وذلك من خلال: * إنشاء قناة جديدة تعمل على توفير السكن بالتعاون مع وزارة الإسكان دون الضغط على جهة واحدة. * توفير السكن لمحدودي الدخل بأسرع وقت ممكن. * تفعيل فكرة إنشاء المدن السكنية الجديدة. * التأسيس لفكر التعاون والمشاركة بين الأفراد لتحقيق الأهداف. * خلق فكرة التخطيط وتأمين السكن، وذلك من خلال المساهمة على مدى سنوات طويلة في جمعيات الإسكان التعاوني بهدف الاستثمار بعيد المدى للأجيال القادمة. * الإيمان بفكرة الجمعيات يسهل علينا التعود على مبدأ التخطيط الذي نحتاجه لنا ولأولادنا من بعدنا.