أخذ حزب الله في الآونة الأخيرة يستعطف جمهوره لمده بالمال نظير خسائره في الأرواح والمعدات التي زج بها في سوريا، وما أصدره الأمين العام للحزب تحت عنوان: هيئة دعم المقاومة الإسلامية يدفع للقول بأن حزبه أفلس في سوريا، فهو الآن يدعو من خلال تلك الهيئة جمهوره للتبرع بالمال لدعم عمله العسكري في سوريا بالتوازي مع حملاته الإعلامية المسمومة ضد من يقف في وجهه حتى من المعتدلين اللبنانيين، ودعوة الأمين العام للتبرع للهيئة يريد منها تعويضه لتجهيز ألفي مقاتل للزج بهم في حرب خاسرة لدعم النظام الأسدي المتهالك. ولاشك أن ما يروج له الأمين العام لحزب الله ب -المجهود الحربي- دفاعا عن سوريا ودفاعا عن مصير حزبه يشكل افلاسا حقيقيا ويشكل كما أرى محاولة أخيرة للخروج من مستنقع خطير أصبح الخروج منه صعبا، فالأمين العام يمنى بخسائر فادحة كل يوم في سوريا، ويحاول الآن بعد خسائره أن يستعطف جمهوره لحمايته ضمن حملته الاعلانية لتجييش عدد من المواطنين اللبنانيين ودعوتهم للانخراط في حربه لانقاذ حليفه الأسدي والحيلولة دون سقوطه الوشيك، فمد المقاومة بالمال هو حاجة شرعية وأخلاقية وايمانية ووطنية كما يدعي الأمين العام، فلابد في هذه الحالة من التبرع لخوض الحرب مع النظام السوري، فالمتبرعون من خلال الدعم يشاركون كما يزعم الأمين العام في الدفاع عن عروبتهم وعن بلدهم وعن تحرير أرضهم وعن مصيرهم، ومن خلال التبرع فانهم يحافظون على كرامتهم وعزتهم وحريتهم. وهذا كلام يروجه الأمين العام للحزب كنوع من الاستعطاف ليقف من يريد الوقوف لمؤازرته في سوريا، ويبدو أن هذا الاستعطاف ليس الوحيد من نوعه، فلطالما عمد الأمين العام الى نداءات سابقة حتى يتمكن من مواصلة دعمه لحليفه الأسد في عملياته الاجرامية لقتل الأطفال والنساء والمسنين من أبناء الشعب السوري المنكوب بنظامه. ويبدو أن الدعوة التي أطلقها الأمين العام هي بمثابة -تكليف شرعي- كما يدعي في الوقت الذي يعد هذا التكليف طريقة لدعم نظام فاشل لم يتمكن من خدمة شعبه، بل هو يدمر شعبه علانية، وهو يعلن بهذه التصرفات عن نهايته الوشيكة. والدعايات الإعلامية التي يحاول الأمين العام نشرها بين اللبنانيين تتمحور في أن بقاء المقاومة واستمراريتها يتمحور في الدعم المالي والعسكري لحزبه كي يواصل دعمه للنظام السوري، وتلك حملة دعائية يريد من ورائها المزيد من التبرع لحزبه بما يوحي للوهلة الأولى أن الحزب قد أفلس ماليا وسياسيا، وأن المقاومة أضحت هشة للغاية. ويبدو واضحا للعيان أن الحزب بدأ في لفظ أنفاسه الأخيرة نظير خسائره الفادحة في سوريا، ونظير عدم تحقيقه لأحلام أمينه بانقاذ النظام الأسدي من السقوط، وليس من المستبعد أن استعطاف الأمين العام ربما ليتحمل السوريون المزيد من العناء والصعوبات، ورغم أن النظام الايراني يمد الحزب بالأموال الا أنها غير كافية كما يبدو من خلال الحملات التي ينظمها الأمين العام لجمع أكبر كمية من الأموال والسلاح ليزج بها في الحرب السورية. إن التبرع بالمال هو الوسيلة الباقية للحزب حتى يتمكن حليفه الأسدي من تدمير سوريا والاجهاز على البقية الباقية منها، ولعل من الغرابة بمكان أن يزج القضايا الشرعية في استعطافه للتبرع، مع أن تصرفات الحزب لا تعدو عن كونها غزوا آثما يريد الأمين من ورائه انقاذ نظام يوشك على السقوط، فالتبرع بالمال هو الطريقة التي يرى أمين الحزب أنها سوف تنقذ الأوضاع المتردية في سوريا لأنها سوف تقضي على المقاومة السورية، وهذا ما يبدو واضحا وجليا رغم تغليف الدعم بالأمور الشرعية وهو بريء منها تماما. ان دعم العدوان السوري على الشعب السوري لا يمثل عملا -شرعيا- كما يدعي أمين عام الحزب وانما هو مساعدة على العدوان، ومساعدة على قتل شعب أعزل، لتنشر هيمنة بغيضة لا يجب نشرها، وللابقاء على نظام يحاول تصفية شعبه بواسطة الأسلحة المحرمة دوليا كما يفعل الآن . ولايجب أن تمرر تلك الحملات الاعلامية، أو تمر مرور السلام، ولا يجب أن تنطلي على الشعب اللبناني المسالم، ومعظم أفراده لا يؤيدون ما يمارسه الأمين العام لحزب الله من تصرفات منبوذة ضد الشعب السوري الذي يريد الخلاص من نظامه بأسرع وقت ممكن. * كاتب وإعلامي