قال الأمين العام لرابطة علماء المسلمين أ. د ناصر بن سليمان العمر إن الدعم والتبرعات لم تعد قوية للمجاهدين في سوريا كما كانت في رمضان وقبله. مورداً إفادة لأحد قادة المجاهدين أبان فيها أن التبرعات انخفضت بنسبة 70 في المائة، مؤكداً أن المجاهدين مع توسعهم في العمل الميداني فهم بحاجة إلى المزيد من التبرعات إذ ليس عندهم نقص في الرجال, وإنما نقصهم في المال والسلاح؛ فبالمال يتم توفير السلاح. وقال" علينا أن نعيد إحياء القضية السورية بالمال وبالإعلام كل بما يستطيع". وأضاف فضيلته في درسه الأسبوعي في مسجد الوليد شرق الرياض: "يبدو أن العالم وصل إلى نتيجة ما, وهي أنهم لا يريدون أن يتغلب المجاهدون، كما أنهم لا يريدون أن تبقى الحكومة السورية على المدى البعيد، لذلك يرون ضرورة تمديد أمد الحرب لتدمير البنية التحتية للشعب السوري ولسوريا, وتدمير الجيش والممتلكات". وكشف فضيلته عن السبب المباشر لهذه النوايا، وهي أن يبقى اليهود في مأمن على أنفسهم بعد انتهاء الحرب؛ إذ لن تشكل أي جهة تتولى الحكم في سوريا خطراً على اليهود بعد تدمير سوريا ومقوماتها. واستدل على ذلك بقصة الطائرة المحملة بالأسلحة التي تبرع بها الإخوة في ليبيا للمجاهدين في سوريا، كاشفاً أن إحدى الدول قد تبرعت بتوفير الطائرة لنقل هذا السلاح إلى الإخوة في سوريا وبدلاً من أن تنزل الطائرة في تركيا, نزلت في تلك الدولة, حيث تم تجريد حمولتها من الأسلحة المتقدمة والمضادات والإبقاء على الأسلحة الخفيفة قبل أن تغادر مرة أخرى. وبين أن مما يدل على خيانة العالم وتواطئه على سوريا, تلك الدماء التي تسيل في سوريا تحت سمع العالم وبصره وقال " إن هذه الأحداث كشفت حقيقة العالم الذي يدعي الحرية والديمقراطية، فأي حرية وأي ديمقراطية وهم يرون شعباً بأكمله يباد تحت سمعهم وبصرهم. وأكد أن الغرب متخوف من قيام دولة إسلامية قوية في سوريا مورداً في هذا السياق تصريحاً أدلى به أحد القادة الروس قبل أيام عندما أكد فيه أن "القضية ليست قضية حكومة سورية أو معارضة وإنما القضية تتولى روسيا تناولها دولياً خوفاً من أن تعود دولة الخلافة الإسلامية التي كانت في تركيا". وقال د. العمر: إن دول العالم المتآمرة على الثورة السورية تسعى لإطالة أمد الحرب لتدمير المقدرات في سوريا حتى لا تؤول هذه المقدرات إلى المسلمين في حال سقوط النظام النصيري. وأضاف: "كما أن فكرة تقسيم سوريا إلى دويلات لا تزال مطروحة أمام هذه الدول المتواطئة كوسيلة لإضعاف سوريا فيتم استقطاع دويلة للعلويين وأخرى للسنة وأخرى للأكراد, مبيناً أنه مع بقاء هذا المخطط لكنه لم يعد قوياً كما كان". وعن الموقف التركي تجاه القضية السورية, أكد العمر أن الموقف التركي وإن كان من أقوى المواقف المناصرة للثورة السورية إلا أن تركيا لا تزال تواجه تحديات إقليمية ودولية تمنعها من التوسع في دعم هذه القضية, ومن ذلك خشيتها من الصدام مع الحزب التركي الشيوعي في تركيا والمتحالف مع إيران والنظام السوري إضافة إلى وجود العلويين في تركيا بشكل يؤدي إلى ضعف موقفها. لكنه انتقد بقية الدول العربية والإسلامية خاصة دول الخليج التي ضعف تأييدها كثيراً للثورة السورية, مؤكداً أن هذا الملف بحاجة إلى تحريك على المستويين الرسمي والشعبي. وقال" إيران تعلن موقفها صراحة, وتقول إن الصراع في سوريا ليس بين الحكومة السورية وبين المعارضة بل بين إيران وأعدائها "، محذراً من أنه في حالة إذا ما انتصرت إيران وحلفاؤها في سوريا فسوف يكون ذلك كارثة على دول المنطقة خاصة الخليج. وقال: "على هذه الدول أن تحمي نفسها من خطر قادم؛ فإيران تحيط بنا من كل الجهات, تتحرك بحرية وتدعم النظام السوري والحوثيين في الجنوب فضلاً عن دعمها في إفريقيا وبقية دول العالم باسم أهل البيت". وأكد فضيلته على ضرورة المواصلة في دعم الثورة السورية كل بما يستطيع، محذراً من أن طول الأمد وضعف الإمداد, قد يدخل الفرقة والخلاف بين أبناء الثورة السورية, وقال: " ومع أن الخلافات قليلة بين المجاهدين, ولا تزال غير مؤثرة إلا أننا نخشى أن تستشري هذه الخلافات كما حدث ذلك في أفغانستانوالعراق". وأكد فضيلته الشيخ العمر على أهمية دعم اللاجئين وأثر ذلك في الثورة السورية، منتقداً ما يدعو إليه البعض من الاكتفاء بدعم المجاهدين دون اللاجئين، مبيناً أن المجاهدين إن اطمأنوا على ذويهم اللاجئين كان ذلك أقوى لهم لمواصلة جهادهم. وأوضح أن هناك اختلافاً بين منطقة وأخرى في حاجتهم إلى الدعم, فهناك مناطق اكتفاؤها جيد والناس مقبلون على دعمهم وهناك مناطق تعاني ضعفاً شديداً وبالذات في لبنان بسبب سيطرة حكومة حزب الله في لبنان والامتناع عن مساعدتهم, فهم أشد حاجة من غيرهم وكذلك الحال مع الذين لجؤوا إلى العراق. وكشف عن مساعٍ قام بها فضيلته خلال زيارته الأخيرة لمصر لتوحيد كتائب المقاومة في سوريا بحيث تتوحد جميع الكتائب في كل منطقة تحت راية واحدة بغض النظر عن انتماء هذه الكتائب, ثم بعد ذلك السعي لتوحيد جميع القيادات أو على الأقل التنسيق بينها. وقال الشيخ العمر "إن دفاعنا عن إخواننا في سوريا, ليس تبرعاً منا، وإنما هو دفاع عن الإسلام ودفاع عن أنفسنا وأعراضنا, فدعمهم ليس فيه منة, وإنما هو حق واجب، فهم يقاتلون بالنيابة عنا". واختتم الشيخ العمر حديثه بضرورة الدعاء لإخواننا في سوريا، وعدم الاستهانة بهذا السلاح العظيم، وذلك إلى أن يرفع الله الكربة عنهم وينصرهم على أعدائهم ويرد كيد الأحزاب عنهم.