جهل أو تجاهل الأمين العام لحزب الله وهو ينفث سمومه الضالة والمضللة الأخيرة ضد المملكة، حجم علاقات الصداقة السعودية - اللبنانية وأهميتها لتعميق وتجذير العمل العربي المشترك ودفع عجلة التضامن بين الأشقاء العرب إلى أمام، وتلك النفثات السامة لن تؤثر على تلك العلاقات الوطيدة، وعقلاء لبنان والعالم العربي بأسره يدركون -يقينا- أن الأمين العام بنفثاته الحاقدة يصرخ في واد سحيق لا علاقة له بالسياسة اللبنانية، الساعية لتفعيل العلاقات السعودية - اللبنانية وتجذيرها وحصد مردوداتها الايجابية لما فيه تحقيق المصالح العليا للشعبين الشقيقين، وأولئك العقلاء يدركون يقينا في الوقت ذاته، أن الأمين العام ارتمى بكل ثقله وثقل حزبه في أحضان الفرس. لقد اتضح لكل ذي بصر وبصيرة منذ نشوب الأزمة السورية، أن الأمين العام يدافع دفاعا مستميتا عن النظام الأسدي المتهالك؛ تحقيقا لبنود أجندة إيرانية مكشوفة، يسعى حكام طهران من خلال مفرداتها لحشر أنوفهم في الشؤون الداخلية لسورياولبنان والعراق واليمن، وفي سائر الشؤون الداخلية لدول الخليج، ويتضح لكل بذي بصر وبصيرة في ذات الوقت تحقيقا لمفردات تلك الأجندة، أن الأمين العام تخلى عن عروبته تماما، ليعكس بأفكاره واتجاهاته الضالة المشروع الفارسي وأطماع حكام طهران في المنطقة. وإزاء ذلك فإن الأمين العام بكل نفثاته المبحوحة ضد المملكة، يعيش داخل أفكاره المريضة، التي يحاول من خلالها المساس بالعلاقات السعودية - اللبنانية وإصابتها في مقتل من جانب، والترويج لسياسات وأطماع إيرانية من جانب آخر، وهو يترجم حرفيا العداء المبيت للقضية الفلسطينية ويعلن صراحة تخليه عن عروبته لصالح أسياده حكام طهران، فهو الناطق باسمهم في المنطقة وهو المرشد لدورهم العدائي لكل العرب. ويتضح من خلال سائر خطبه المنبرية الأخيرة دفاعه عن ساسة إيران ومطالبهم بامتلاك قنبلة نووية لتهديد دول المنطقة، كما يتضح من مفردات تلك الخطب ذاتها تخبط الأمين العام في أقواله، التي لم يعد لها قيمة على الاطلاق، فهو يسمح لجيش حزبه ولأفراد الحرس الثوري الإيراني بالتدخل العسكري المباشر في سوريا؛ لانقاذ النظام الأسدي الآيل للسقوط، ثم يتحدث باسهاب عن - الانتعاش الديمقراطي- في اليمن رغم أن التشابه واضح بين الوضعين اليمني والسوري بأنماطهما الجزئية والكلية. ويبدو أن الأمين العام من خلال تضاعيف خطبه، يحاول خلط الأوراق وإثارة بلبلة سياسية لتضليل الرأي العربي، فدفاعه عن النظام الأسدي بأشكاله المستميتة للحيلولة دون سقوطه الوشيك، يشير إلى تقاطع واضح لا لبس فيه ولا غموض يصب في روافد المصالح الإسرائيلية البحتة، فساسة تل أبيب لا يبحثون عن إطفاء جذوة الصراع المتقدة في سوريا، بل يسعون إلى استمراريتها إلى ما لا نهاية، فذلك من شأنه إطالة أمد الصراع العربي - الإسرائيلي إلى وقت غير معلوم. والحرص الإسرائيلي على إطالة أمد الأزمة السورية والحيلولة دون انهائها يتوافق تمام التوافق مع توجهات الأمين العام بدعم النظام الأسدي، واستمراره في أعماله العدوانية ضد الشعب السوري، رغم علمه أن معظم الأطياف في هذا البلد المنكوب بحكم النظام يتمنون سقوطه بفارغ الصبر. وبتحليل سياسي خاطف، يتضح أن الأمين العام بدفاعه عن حليفه الأسدي يدافع في الوقت ذاته عن المصالح الإسرائيلية في المنطقة، وهي مصالح تؤججها الحروب والنزاعات والفتن، ومن بينها الأزمة السورية، التي لا يمكن وضع نهاية قاطعة لها إلا بزوال النظام الأسدي، وزواله يعني تفرغ السوريين لمعالجة مسألة الاحتلال الاسرائيلي لأراضيهم، وهذا ما لا يريده حكام تل أبيب. لقد فشل الأمين العام من خلال نفثاته المسمومة ضد المملكة فشلا ذريعا في التأثير على عمق العلاقات السعودية - اللبنانية، كما فشل في تمرير مراوغاته المكشوفة؛ ليبرر بها دفاعه عن النظام الأسدي، ويبرر بها دفاعه عن الأطماع الإيرانية في المنطقة.