يستمر الحوثيون في إثارة الفوضى والحرب الأهلية وسفك الدماء في اليمن، ولا يبدو أنهم يفكرون في العودة إلى العقل والجنوح إلى السلام، لأنهم ملتزمون بالأوامر الإيرانية، ولا يوجد أي أمل في أن تأمرهم طهران بإنهاء الحرب والعودة إلى وطنهم وأمتهم، لأن طهران ستقاتل في اليمن حتى آخر حوثي، ولا يضيرها ذلك لأن الحوثيين في الأصل بالنسبة لطهران ليسوا سوى كروت لعبة نفوذ، وإن قتلوا أو ماتوا فهم الخاسرون وليس طهران. وهذا دأب طهران مع كثير من عملائها العرب، سواء في العراق أو سوريا أو لبنان، وأخيراً اليمن، إذا فازوا فإنها هي الكاسبة والمجد والبطولات لها، وإن خسروا فالوبال عليهم والسحق لهم. وإذا استمر الحوثيون، يغلقون عقولهم، ويلتزمون بأوامر طهران، فإن ليلهم وليل اليمنيين سيكون طويلاً، فطهران يهمها أن يصمد الحوثيون بأي ثمن، حتى وإن خسروا في النهاية، ولا يهمها أن تدمر صعدة أو صنعاء أو عدن وكل مدن اليمن، ولا يهمها أن يعيش الحوثيون واليمنيون أو يموتوا، فهم، في اللعبة الإيرانية، ليسوا أكثر من أدوات. ويلاحظ أن إيران وأبواقها ومسئوليها وأتباعها في لبنانوسورياوالعراق واليمن، بدلاً من الخشية على أرواح الحوثيين وسلامة بلادهم، يستمرون في تضليل الحوثيين، والاستخفاف بمصيرهم، إذ يحرضونهم على المزيد من التعنت والقتال والعدوان على المحافظات اليمنية، ويصورون لهم أنهم هم المنتصرون وإن واجهوا عشر دول عربية، ويزينون لهم الاستمرار في الانتحار، فيما يتلقى الحوثيون ضربات موجعة سواء من قوات التحالف العربي أو من المقاومة الشعبية اليمنية في كل محافظات اليمن. والذي يفترض أن يفهمه الحوثيون، ويعيد إليهم الرشد، هو أن قوات التحالف ضربت حصاراً محكماً عليهم، ولن يأملوا بعد اليوم بأي إمدادات سلاح من طهران، ولن يتمكن المزيد من رجال الحرس الثوري الإيراني من الوصول إليهم وبرمجتهم على الاستمرار في العدوان على الأمة. وأن الأمة العربية اتخذت قراراً نهائياً بالقضاء على الذيول الإيرانية في اليمن، وأن المملكة لن تقبل أن يتجول الحوثيون بأسلحة ثقيلة على حدودها، ويرددوا تهديدات طهران، ولن تقبل أن يصادر الحوثيون الدولة اليمنية وجيشها ويجعلوهما في خدمة الأطماع الإيرانية العدوانية ضد المملكة ودول الخليج والأمة العربية. ولو كانت طهران واتباعها حريصين فعلاً على أرواح الحوثيين وسلامتهم، لاقترحوا عليهم مخارج لوقف عدوانهم على اليمنيين والدولة اليمنية، وإنهاء الحرب التي بات واضحاً أن الحوثيين هم وقودها وحطبها. ولو أن طهران واتباعها تتفطر قلوباً على الحوثيين فعلاً، لنصحوهم أن لا قبل لهم بمواجهة الشعب اليمني والشعوب العربية، وأن يجنحوا إلى السلم والسلام ويحقنوا دماءهم، ودماء اليمنيين. ولو أن الحوثيين يتمتعون بذرة من فكر وبصيرة لعلموا منذ البداية، حتى بدء «عاصفة الحزم المجيدة»، أنهم يخوضون معركة دامية خاسرة، ويقدمون أرواحهم من أجل أمجاد طهران وميلشياتها، وليس لهم في الحرب ناقة ولا جمل، ولن يذكرهم اليمنيون ولا العرب بأي خير أو بطولة.