اشتبك الجيش العراقي مع مسلحي تنظيم داعش في مصفاة بيجي في محاولة لفك الحصار المفروض على نحو مائتي جندي داخل المصفاة. فيما قتل 17 شخصا على الأقل في بغداد نتيجة انفجار خمس سيارات ملغومة. وأوضحت مصادر أمنية عراقية من داخل المصفاة أن قوة من العمليات الخاصة مدعومة بعناصر من الشرطة الاتحادية تحاول تأمين الطريق الرابط بين المصفاة ومنطقتي السكك والبوجراد. وقالت إن هذه القوات «نفذت عملية قتالية في منطقة تل البوجراد بهدف تأمين الطريق المؤدي إلى المصفاة» في محاولة لفك الحصار عن الجنود. وكانت مصادر أمنية من داخل مصفاة بيجي قد أكدت الخميس أن داعش تمكن من بسط سيطرته على معظم المصفاة الواقعة في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، بعد معارك مع قوات الأمن العراقية استمرت عدة أيام. وأضافت إن نحو مائتين من عناصر الجيش والشرطة الاتحادية وقوات التدخل السريع (سوات) محاصرون عند البوابة الجنوبية للمصفاة، وهي المنطقة الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة قوات الأمن العراقية. وقالت المصادر إن عناصر القوة الأمنية وجهوا نداء استغاثة للقائد العام للقوات المسلحة العراقية وقائد عمليات صلاح الدين بسرعة إرسال تعزيزات إلى المصفاة لنجدتهم وفك الحصار عنهم. وبحسب المصادر، فإن مقاتلي التنظيم يسيطرون على أكثر من 90 % من مصفاة بيجي التي تبلغ مساحتها 22 كلم. تفجيرات وفي العاصمة بغداد انفجرت خمس سيارات ملغومة في أنحاء المدينة مساء الخميس مما أسفر عن مقتل 17 شخصا على الأقل مع تزايد وتيرة الهجمات في بغداد منذ رفع حظر التجول ليلا الذي استمر عشر سنوات في وقت سابق هذا العام. وقالت مصادر بالشرطة ومصادر طبية إن أكثر الهجمات فتكا في التفجيرات التي كانت منسقة فيما يبدو وقع في حي الاسكان حيث قتل خمسة أشخاص. ورفعت السلطات العراقية حظر التجول المفروض على بغداد في فبراير سعيا لاستعادة شعور بالحياة الطبيعية في المدينة في الوقت الذي تخوض فيه قوات الأمن قتالا ضد داعش. وانفجرت واحدة من السيارات الملغومة الأخرى بالقرب من مستشفى للأطفال في حي جميلة مما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين.وقتل أربعة أشخاص في انفجار قنبلة في شارع تجاري في حي الحرية وقتل ثلاثة في حي الطالبية واثنان في حي أور. البرزاني في واشنطن من جهة اخرى يلتقي رئيس اقليم كردستان العراق مسعود برزاني الحليف الاساسي للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم داعش، الرئيس الامريكي باراك اوباما في البيت الابيض، حسب ما اعلنت مسؤولة امريكية الخميس. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف ان برزاني الذي سيصل غدا الاحد، سيجري محادثات مع اوباما ومع نائب الرئيس جو بايدن، بعد اسابيع على زيارة بارزة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. وتعود اخر زيارة لبرزاني الى واشنطن الى ابريل 2012. ويصل الزعيم الكردي الاحد في زيارة تستغرق اسبوعا وستشمل لقاء مع مساعد وزير الخارجية توني بليكن لبحث الحملة العسكرية الهادفة الى «إضعاف وبالنهاية تدمير» تنظيم داعش على ما أعلنت هارف. ونفذ التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة اكثر من 3000 غارة على مواقع لتنظيم داعش في العراق منذ سبتمبر في اطار مكافحة هذا التنظيم الذي سيطر على مساحات واسعة من اراضي العراقوسوريا في هجوم خاطف في الصيف الفائت. ودخلت قوات البشمركة الكردية الى بعض مناطق الشمال التي انسحبت منها قوات الامن العراقية عند اطلاق تنظيم داعش هجومه في شمال العراق، وهي تتلقى اسلحة من بريطانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة. كما يتلقى ما بين 4000 و6000 عراقي من بينهم كثيرون فروا من الموصل بعد سيطرة التنظيم المتطرف عليها، التدريب في كردستان العراق استعدادا لمعركة استعادة المدينة. ولعب مقاتلو البشمركة الوافدون من اربيل دورا جوهريا في منع المتطرفين من السيطرة على مدينة كوباني الكردية السورية على الحدود مع تركيا، بعد اتفاق مع انقرة بوساطة امريكية للسماح لهم بالعبور الى سوريا. وكررت هارف التأكيد على ان المساعدات الامريكية العسكرية الى مناطق الحكم الذاتي الكردية تجري بتنسيق عبر الحكومة العراقية في بغداد. وأضافت ان واشنطن اعتمدت سياسة مفادها ان «الطريقة الاكثر فعالية لدعم جهود التحالف في مكافحة تنظيم داعش وتعزيز سياسة دولة عراقية موحدة فدرالية وتعددية» هي عبر التنسيق من خلال حكومة مركزية. وأضافت للصحافيين: «لقد شهدنا بالتأكيد مستوى غير مسبوق من التنسيق والتعاون».