يدخل الدوري السعودي «دوري جميل» مراحله النهائية ليتوج مشواراً طويلاً مرهقاً نتيجةَ جدولةٍ غير مدروسة كانت أحد أسباب خسارتنا لبعض نجوم الكرة السعودية، وفقدان متعة المنافسة على المسابقات القصيرة لتداخلها مع الدوري والبطولة الآسيوية. مشوار استنزف جهود وقدرات نجوم الأندية، وأوشك على نهايته بتنافس قوي بين أقوى وأفضل فريقين في الدوري (النصر والأهلي)، حيث بقي لكليهما مباراتان من العيار الثقيل بالنسبة للنصر، ومتوسطة الثقل بالنسبة للأهلي في واحدة، وثقيلة في أخرى. فمن يستطيع تجاوز هاتين العقبتين فسيحقق البطولة بكل جدارة واستحقاق، ولو كان للبطولة بطلين اثنين لاستحقها الفريقان المتميزان، إلا أن للبطولة بطلًا واحدًا فقط، والبقية مشاركون. متصدر الدوري النصر صعّب الأمور على نفسه كثيرًا نتيجة لعوامل داخلية وأخرى خارجية، لعل أبرزها الأخطاء التحكيمية التي لازمت مباريات الفريق، مما أفقده الكثير من النقاط التي كانت كفيلة بتتويجه بطلًا للدوري، ولا ننسى قتالية الفرق التي تواجه بطل المسابقة ومتصدرها الحالي لتحقيق إنجاز تتوج به مشوارها الرياضي هذا الموسم، بعد أن فقدت فرص المنافسة وتربّعت على المناطق الدافئة، فالفوز على البطل أو حتى التعادل معه يعد إنجازًا تتفاخر به هذه الفرق، فضلًا عن إصابات أبرز نجوم الفريق نتيجة للخشونة المتعمدة من قبل المنافسين، لعل أبرزهم (غالب والفريدي)، إضافة إلى عدد كبير من الإصابات التي حرمت الفريق من بعض نجومه في مباريات مختلفة. أما الأسباب الداخلية، فيمكن تلخيصها في «علة» النصر هذا الموسم، وهي المدرب الذي أفقد الفريق العديد من النقاط نتيجة لتخبطه المتكرر، والذي يسعى طوال المباراة لتصحيحه، فيتمكن نجوم الفريق من ذلك في بعض الأحيان، ويفشلون في أخرى، ولعل أهمها خسارة الفريق أمام المنافس الوحيد الأهلي بعد التقدم بهدفين، إلا أنه خسر المباراة بالأربعة نتيجة لتغييرات غريبة عجيبة، والتي يخشاها أنصار الفريق في قادم المباريات. النصر يخوض هذه الأيام مباريات من العيار الثقيل، وفي جميع المسابقات دون استثناء، وأمام فرق منافسة على البطولات، كما أن الفريق يمر بأعباء الإرهاق وتداخل البطولات والإصابات والإيقافات التي طالت أبرز النجوم، وعليه يمكن اعتبار هذه المرحلة من أصعب المراحل التي يمر بها الفريق في تاريخه الحديث، فكل مباراة تمثل بطولة مستقلة، وهذه المرحلة تحتاج لكل فرد من أفراد الفريق، وتحتاج لتكاتف النصراويين خلف رئيسهم الذهبي الذي يبذل من وقته وماله وفكره ويقدمه للفريق، حتى ان النصر قد يكون الفريق الوحيد الذي تكون أغلب تنقلاته بالطائرات الخاصة لتوفير أفضل سبل الراحة، ولتجنب عناصر الفريق المشقة والمعاناة التي يعانيها نظرائهم. إن استطاع النصر تجاوز هذه المرحلة بنجاح وتحقيق العلامات الكاملة فهو يستحق ذلك، وهم أهل لها، وإن لم يكتبها الله لهم فذلك لا يقلل من العمل الكبير الذي قدموه خلال هذا الموسم، وما زال يُقدم من جانب كل من يعمل بهذا الصرح الكبير، ولعل تصدر فرق النصر للفئات السنية دليل على حجم العمل الذي أنجز وما زال ينجز حتى الآن. رغم غياب جماهير الشمس التي طالما ملأت المدرجات في المباريات السابقة إلا أن أهمية مرحلة الحسم تتطلب وقوف الجماهير مع الفريق، وهي تعي أهمية وصعوبة هذه المرحلة، فإن لم نقف معه في هذه المرحلة الصعبة فمتى سنقف؟ وهم يرددون بكل ثقة «من لها غيرك يا نصر».