أكد الأكاديمي اليمني والباحث في الفكر الإسلامي، الدكتور فؤاد البعداني، أن الأزمة التي يمر بها اليمن، والحرب الدائرة حالياً هي نتيجة حتمية وطبيعية للفوضى التي مارستها الميليشيات الحوثية وفلول الجيش الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، لبسط نفوذها على اليمن، وفق المخطط الإيراني، لتكون اليمن إحدى الدول التي تخضع لأطماعهم الاستعمارية. وأضاف البعداني في تصريح إلى "الوطن": "ما قامت به هذه الميليشيات والعصابات هو جرائم كبرى، من اجتياح للمدن والمحافظات، واقتحام للمعسكرات، واستيلاء على أسلحة ومعدات الجيش، ونهب كل مؤسسات الدولة، وبسط نفوذها عليها، وقتل أعداد كبيرة من المعارضين المدنيين والعسكريين والشباب، والاستيلاء على خزينة الدولة، والتحكم بمقدرات البلاد. فكل هذه الجرائم العبثية قادت البلاد إلى حالة كبيرة من الفوضى، وجعلتها ساحة مفتوحة للصراعات والمزايدات والفتن، وإشعال النزاعات الطائفية والمذهبية والمناطقية. ومضى البعداني بالقول إن هذه الأحداث جعلت اليمن ساحة حرب مفتوحة، وصراع محتوم، وضياع شامل لكل مقدرات البلاد، بل وعبث خطير بقيم المجتمع اليمني الأخلاقية. وأضاف "المؤكد أن هذا العبث الحوثي في اليمن لا يخدم مصلحة الشعب، إنما يصب في مصلحة هذه العصابات المسلحة ومشروعها التآمري المدمر لليمن، ويخدم كذلك مصلحة المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة، ويمثل تهديداً مباشراً، ليس لأمن اليمن واستقرارها فحسب، بل لكل دول المنطقة، لاسيما دول الخليج العربي". وأبدى البعداني تأييده المطلق لعمليات عاصفة الحزم التي شنتها طائرات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وقال "شعرت بالراحة الغامرة عندما استمعت إلى بيان التحالف العربي، وإعلان بدء غارات عاصفة الحزم، فغالبية الشعب اليمني كانت قد وصلت إلى حالة نفسية سيئة، وغمرها شعور بالإحباط، بعد أن بدأ اليمن يسير في طريق الضياع، لكن هدير مقاتلات التحالف وهي تدك مضاجع الحوثي والانقلابيين، أعاد لنا كثيراً من الأمل، ونحن نشاهد هبة الإخوة في الخليج والبلاد العربية بقيادة المملكة، صاحبة المواقف الرائدة في مناصرة القضايا العربية والإسلامية، وهي تهب لإنقاذ اليمن من هذا الكابوس". واسترسل البعداني بالقول إن عاصفة الحزم جاءت في وقت حرج تمر به اليمن والمنطقة العربية والإسلامية كلها، وظرف صعب وتحديات شتى، فأتت لتكتب تاريخاً جديداً، ولتثبت عمق الأخوة العربية وروابط الجوار والتاريخ والمصير المشترك. وتابع "آمال اليمنيين باتت اليوم معقودة على عاصفة الحزم، كي تدك معاقل عصابات الحوثي وصالح، وتطهر اليمن منها، وتسلبها قوتها العسكرية، وتساعد المقاتلين اليمنيين على الأرض من رجال القبائل الأبية، والضباط والجنود الوطنيين والشباب الأحرار في طرد كل هذه الميليشيات المجرمة، واستعادة الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، والحكومة المحاصرة المستقيلة، واستتباب الأمن والأمان والاستقرار في كل ربوع اليمن. مشيراً إلى أن استعادة الشرعية السياسية أول أهداف التحالف العربي، وأن عاصفة الحزم هي الأمل المرتقب لليمنيين، وهي الخطوة الأولى لاسترجاع اليمن ومؤسساتها ووضعها الطبيعي.