انتهى الارتباك المالي لشركة «تيسكو» لمتاجر التجزئة التي يبلغ مساحة متاجرها 40 مليون قدم مربعة في المملكة المتحدة أخيرا، بتسجيل صافي خسائر خلال الربع الأول من العام الحالي، لتسجل أسوأ نتائج أعمال فصلية في تاريخها. وكشفت نتائج أعمال الشركة، أمس، تسجيل صافي خسائر بقيمة 6.4 مليار جنيه إسترليني في أول 3 أشهر من 2015، مقابل أرباح بلغت 2.26 مليار جنيه إسترليني في نفس الفترة من العام الماضي. واحتجزت «تيسكو» حوالي 3.8 مليار جنيه إسترليني كتكاليف متعلقة بتراجع الأرباح من متاجرها، بالإضافة إلى 925 مليون جنيه بعد قرارها في يناير الماضي بالتراجع عن بناء 49 متجرًا جديدًا. وفقدت «تيسكو» البريطانية رئيسها التنفيذي، والمدير المالي خلال العام الماضي، كما تم اكتشاف «مبالغات محاسبية»، ما دفع لفتح تحقيق جنائي في الأمر، وتعليق عمل عدد كبير من الموظفين. ولكن رغم ذلك ومع افتتاح الأسهم الأوروبية على ارتفاع أمس مقتفية أثر مكاسب أسواق آسيا التي دعمتها برامج تحفيز، تجاوز أداء سهم شركة تسكو أداء السوق حيث ارتفع 1% رغم إعلان الشركة أسوأ خسائر في تاريخها. وظهرت المشاكل المالية للشركة منذ العام الماضي، حيث أعلنت الشركة في يناير، أنها ستغلق 43 متجرا (سوبر ماركت) فضلا عن إلغاء خطط لإقامة 49 متجرا جديدا بسبب تدهور المبيعات. وخسرت أكبر شركة بريطانية لمبيعات التجزئة التى تمتلك نحو 28% من سوق البقالة رئيسها وعزلت كبار مسؤوليها التنفيذيين في سبتمبر الماضى بعد فضيحة محاسبة، وقال رئيس شركة تيسكو ديف لويس فى بيان: إن الشركة «مصرة على مواجهة حقيقة الموقف»، فيما ارتفعت الأسهم فى تيسكو التى تمتلك 3300 متجر فى بريطانيا بواقع 5 % بسبب هذه الانباء. وفي ديسمبر 2014 كشفت الشركة، التي تعتبر أكبر شركة بريطانية لمتاجر التجزئة، أنها بالغت في تقدير أرباحها نصف السنوية المتوقعة بنحو 250 مليون جنيه إسترليني (400 مليون دولار)، وأنها أوقفت 4 من كبار مديريها التنفيذيين. وقد انهارت أسهم الشركة وفقدت في يوم واحد 2.2 مليار جنيه إسترليني (3.6 مليار دولار). وأضاف هذا الخطأ المحاسبي إلى المتاعب التي تواجهها «تيسكو»، التي تعرضت لانخفاض في الأرباح وتغيير لقياداتها. وبعد أن كانت الشركة تمثل أكبر متاجر الغذاء في بريطانيا، خسرت مكانتها لصالح المتاجر التي تقدم تخفيضات. وقال ديف لويس، الرئيس التنفيذي للشركة: إنه علم بشأن المشكلة المحاسبية عندما لفت أحد الموظفين انتباه المستشار العام ل «تيسكو» إليها. وأشار إلى أن المشكلة تضمنت تقارير غير صحيحة عن توقيت مدفوعات تحصل عليها تيسكو من موردين لخدمات مثل ترويج منتجات. وقال لويس في بيان: «لقد كشفنا عن قضية خطيرة، ونرد بناء على ذلك. وسوف نتخذ إجراء حاسما بعد ظهور نتائج التحقيق». وكانت الشركة حققت في العام 2013م، أرباحا بلغت 3,3 مليار جنيه إسترليني من عائدات بلغت 71 مليار جنيه. وجاء نحو ثلثي هذه الأرباح من بريطانيا. وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» جرت تصفية جولة الشركة في السوق الأمريكية في العام الماضي بعدما باعت «تيسكو» معظم نشاطها إلى شركة «يوكايبا» بعد أن أعلنت سابقا عن تخفيض في حجم نشاطها بمبلغ 1.2 مليار جنيه إسترليني. وقررت «تيسكو» وقف أنشطتها في الولاياتالمتحدةالامريكية بعد تراجع أرباحها للمرة الأولى منذ عشرين عاما. كما أعلنت الشركة كذلك ان تعاملاتها في بريطانيا تراجعت بحوالي 800 مليون جنيه استرليني، فيما تراجعت مبيعاتها في بولندا وجمهورية التشيك وتركيا بخمسمائة مليون جنيه. وفي كوريا، أكبر سوق لشركة تيسكو خارج المملكة المتحدة، التي كانت سابقا جوهرة التاج لتجارتها العالمية، تقع الشركة تحت ضغط اللوائح والتنظيمات التي تحد من ساعات افتتاح المتاجر. وفقا لتقديرات تيسكو فإن التغييرات ستكلفها 100 مليون جنيه إسترليني من الأرباح في عام كامل. وانخفضت الأرباح التجارية في أوروبا بنسبة 27.8% لتصل إلى 171 جنيه إسترليني، حيث وصلت›› الرياح الباردة المخيفة›› لأزمات منطقة اليورو إلى أوروبا الشرقية.