تقوم الشركتان الألمانيتان للبيع بأسعار مخفضة، وهما ألدي Aldi وليدل Lidl، بتحويل سوق البقالة البريطاني من خلال حرب أسعار تزداد ضراوة. هذا خبر رائع إذا كنت متسوقا تستمتع بالأسعار المنخفضة التي تواصل الهبوط باستمرار. كذلك يعتبر هذا خبرا حسنا لأولئك المترددين في رفع أسعار الفائدة من بين صانعي السياسة في بنك انجلترا. لكنك إذا كنتَ مجموعة التجزئة العملاقة تيسكو، فإن الحياة تزداد سوءا كل شهر. (هذا مع أن تيسكو هي أكبر شركة تجزئة في العالم من حيث الأرباح، وتعتبر الثانية في العالم من حيث الإيرادات، ولديها 6784 محلا أو بقالة، وبلغت مبيعاتها حوالي 71 مليار جنيه إسترليني عن السنة المالية 2013 – 2014) ديف لويس، الرئيس التنفيذي لتيسكو الذي تم تعيينه في الفترة الأخيرة، عليه أن يكشف عن استراتيجيته الكبرى لتحويل حظوظ شركة لا تزال تعتبر أكبر شركة لمحلات البقالة في بريطانيا. لكنه يحتاج إلى أن يتصرف بسرعة ويبدأ في عملية الإنقاذ، قبل ألا يتبقى أي شيء يمكن إنقاذه. تتحمل تيسكو العبء الأكبر من الضربة التنافسية التي تلقتها من شركتي ألدي وليدل. تبين أرقام المبيعات من الفريق العالمي كانتار، أن مبيعات تيسكو انخفضت بنسبة 3.7 في المائة خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في 9 نوفمبر، بينما ارتفعت مبيعات ليدل بما يقارب 17 في المائة، ومبيعات ألدي بنسبة تزيد على 25 في المائة. تعمل هاتان الشركتان الألمانيتان على قضم الحصة السوقية لأكبر شركة تنافسهما، وهي تيسكو بطبيعة الحال. حصة ألدي في السوق الآن هي 4.9 في المائة مرتفعة عن نسبة العام الماضي التي كانت 3.9 في المائة، وكذلك ليدل ارتفعت إلى 3.5 في المائة من نسبة 3 في المائة. في نفس الوقت، انخفضت حصة تيسكو إلى 28.7 في المائة عن نسبة تقارب 30 في المائة قبل 12 شهرا. آسدا، التي تملكها متاجر وول مارت الأمريكية، لم تتغير حصتها عند نسبة 17.2 في المائة، في حين انخفضت حصة جيه سينزبيري من 16.8 في المائة إلى 16.4 في المائة. انخفضت مبيعات البقالة بشكل عام بنسبة 0.2 في المائة خلال العام المنصرم والذي تقول عنه كانتار إنه أول انكماش منذ أن بدأت بإجراء مسح للسوق في عام 1994. تتابع كانتار الأرقام الخاصة بسلة من السلع والمواد تتألف من 75 ألف منتج وتقول إن المتسوقين يدفعون الآن مقابل مواد البقالة التي يشترونها أسعارا تقل بنسبة 0.4 في المائة مما كانوا يدفعون قبل عام. انخفضت أسعار المواد الغذائية في المملكة المتحدة على مدار أربعة أشهر متتالية وفقا لمكتب الاحصاءات الوطني، وبذلك تكون قد انخفضت بوتيرة سنوية مقدارها 1.4 في المائة خلال سبتمبر وأكتوبر. لويس، الذي عمل لدى تيسكو منذ بداية سبتمبر، من غير المحتمل أن يكون متطلعا إلى عيد الميلاد، إذ أن سباق الأسعار نحو الأدنى سيجعل من الصعب جني الأرباح خلال فترة الأعياد، وشركته لا زالت قيد التحقيق من قبل مكتب الاحتيال الخطير في المملكة المتحدة بسبب الغش والتزوير في حساباتها في السنوات الأخيرة. يوصي فقط خمسة من أصل 26 محللا ممن يقومون بتغطية الشركة بأن يقوم المستثمرون بشراء أسهم تيسكو، بينما يرفض ذلك 14 منهم، وسبعة يختارون البيع. في تقرير نشر هذا الأسبوع، قال محللون في بنك جولدمان ساكس: إن الطريق الوحيد لمحلات السوبر ماركت في المملكة المتحدة لتجني أموالا هو في إغلاق المتاجر وتخفيض القدرة. هم على حق، لأن التسوق عبر الانترنت وخدمات التوصيل المنزلي جعلت من المتاجر مترامية الأطراف في المدينة أماكن عتيقة الطراز وتنتمي إلى الماضي بشكل متزايد، بينما يزخر وسط المدينة بالكم الهائل من المتاجر الصغيرة التي لا يمكن تمييزها عن محلات البقالة الكبيرة. تيسكو، بالإضافة إلى إنهاء بعض من مغامراتها عبر البحار، تحتاج إلى تقليص أمور أخرى بخلاف أسعارها.