في حكم أنهى عملياً، الجدل حول مستقبل الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي، قضت محكمة جنايات القاهرة، بالحبس المشدد 20 عاماً، لمرسي، و12 من قيادات جماعة الإخوان المحظورة رسمياً، وكذا وضعهم تحت مراقبة الشرطة لمدة خمس سنوات، في القضية التي عرفت إعلامياً ب «أحداث قصر الاتحادية» والتي قُتل فيها ثلاثة أشخاص إثر قيام عناصر إخوانية بمهاجمة المعتصمين وتعذيبهم أمام قصر الرئاسة في 5 ديسمبر 2012. وفيما شوهدت مروحية عسكرية، وهي تنقل مرسي، إلى السجن، عقب الحكم عليه، وسط تضارب حول مكان سجنه، شمل منطوق الحكم، الذي أذاعته الفضائيات المصرية على الهواء، قبل ظهر أمس، معاقبة 13 قيادياً إخوانياً، بينهم محمد مرسي العياط، ومحمد البلتاجى، وعصام العريان، ووجدى غنيم بالسجن المشدد لمدة 20 سنة ووضعهم تحت مراقبة الشرطة لمدة 5 سنوات عن تهمتي استعراض القوة والعنف والقبض والاحتجاز والتعذيب، ومعاقبة عبدالحكيم عبدالرحمن وجمال صابر بالسجن المشدد 10 سنوات ووضعهما تحت المراقبة ل5 سنوات.. إضافة لإحالة الدعوى المدنية إلى المحكمة المدنية المختصة وتحديد جلسة لنظرها.. في الوقت الذي برأت فيه المحكمة أيضاً مرسي وجميع المتهمين من تهمتي القتل العمد، وحيازة أسلحة بلا ترخيص. نهاية جدل وعقب جدل كبير أثير خلال الأيام الماضية، بشأن قرب انتهاء مدة الحبس الاحتياطي للرئيس الأسبق محمد مرسي، وقدرها عامان، والمقررة في 14 يوليو المقبل، ما يعني قانونياً إخلاء سبيله، في حال عدم صدور أحكام قضائية عليه، جاء حكم المحكمة التي عقدت بأكاديمية الشرطة، لينقل مرسي عملياً، من مرحلة ارتداء الزي الأبيض (زي الحبس الاحتياطي) إلى ارتداء الزي الأزرق (زي المحكوم عليهم)، بات أمام دفاع الرئيس الأسبق، فرصة 60 يوماً للطعن على الحكم الذي يُعتبر مبدئياً بانتظار جولة أعلى من التقاضي أمام محكمة النقض (أعلى محكمة في البلاد) فيما لا يمكن للنيابة أو الادعاء الطعن على حكم البراءة من تهمتي القتل العمد، أو حيازة أسلحة غير مرخصة، وفق ما صرّح به المستشار إيهاب رمزى، رئيس محكمة الجنايات.. الذي أوضح في تصريحات صحفية، أمس، أن مرسي كان يحاكم كمواطن عادي في أحداث قصر الاتحادية، ولم يكن يحاكم كرئيس للجمهورية. غضب «إخواني» وعقب الحكم، سرت حملة غضب كبيرة بين أعضاء «الإخوان» الذين توعدوا بمزيد من العنف، وواصلوا حملة تشكيك غير مسبوقة. وأصدر ما يعرف باسم «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، بيانا أدان فيه أحكام القضاء التي صدرت أمس، وأوضح في بيان تلقت (اليوم) نسخة منه أن «هدفه الرئيسي الآن هو قيادة التظاهرات في الشارع المصري لمحاولة إسقاط الدولة والنظام الحاكم حاليا لإعادة المعزول محمد مرسي إلى سدة الحكم». سخرية وتهديد ففي أول تعليق، قال أسامة، نجل الرئيس السابق، إنه يرفض الحكم، ووصف في تغريدة له، على مواقع التواصل الاجتماعي الحكم بأنه: «غير قانوني بعيدًا عن العواطف ونرفض هيئة المحكمة وتشكيلها حتى وإن قضت بالبراءة».. وواصل ساخراً: «قمنا احنا اتخضينا بقى».! بالسياق، حرض الناشط الإخواني الهارب، أحمد المغير، والملقب ب «رجل خيرت الشاطر»، على استخدام السلاح ضد المصريين والنظام في مصر، وذلك في أول تعليق له على الحكم بسجنه 20 عامًا في القضية. وفي تدوينة على «فيس بوك»، قال المغير: «بما أنني أحد المتهمين في قضية ما يعرف بأحداث الاتحادية: البراءة عندي تتساوى مع الإعدام من قضاء العسكر وأنا لا أعترف بالمحاكمة ولا المحكمة ولا النظام المنبثقة عنه، والذي لم تتغير فيه إلا الوشوش منذ الاحتلال البريطاني في مصر». أما القيادي الإخواني الهارب في تركيا، وجدي غنيم، فهاجم الحكم، وقال ساخراً: «اللي حكم ما يعرفش قيمتنا.. هي قيمتنا 25 سنة يا مولانا.. احنا قيمتنا إعدام يبقى الكلام كدة مظبوط مش السجن»، واصفًا القضاة بالبلطجية. ارتياح الدفاع وبينما أكد رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين في القضية أنه «لن يطعن على حكم سجن الرئيس المعزول محمد مرسي قبل استشارته، لأنه لا يعترف بالمحاكمة».. وصف سيد حامد، المحامي المنتدب للدفاع عن «مرسي» الحكم بأنه «معتدل ومناسب» وابتعد عن «الشبهة السياسية» على حد قوله. وأضاف إن المحكمة كانت محايدة تماماً ولم تتأثر بالأجواء السياسية وطبيعة القضية، مشددًا على أن الحكم جاء متوازنًا بين البراءة من القتل العمد والإدانة في التعذيب. إعدام أول سيدة من جهة أخرى، عثر الأمن المصري، على جثمان سيدة بدوية، اختطفت مساء الاثنين، أمام زوجها بعد ربطه بالحبال أمام أطفاله، بإحدى قرى منطقة رفح، بشمال سيناء، على يد عناصر من تنظيم بيت المقدس الإرهابي، بزعم تعاونها مع الجيش.. لتعتبر السيدة وتدعى مها إبراهيم سالم (32 عاما) أول امرأة يتم خطفها وإعدامها بطلق ناري في الرأس على أيدي التنظيم. بالسياق، أصيب ضابط بالجيش بطلق ناري، في اشتباكات مع عناصر إرهابية لتنظيم بيت المقدس، عند كمين الوحشي بجنوب الشيخ زويد. وأوضح أمن شمال سيناء، أن عناصر إرهابية شنت هجومًا مسلحًا بشكل مفاجئ في الساعات الأولى من صباح أمس، استهدف قوات الكمين وردت عليهم القوات بإطلاق النار بشكل مكثف.. أصيب فيها الضابط، ونقل للعلاج بالمستشفى.