بعد 135 دقيقة عاصفة، رفعت خلالها مرتان، أجلت محكمة استئناف القاهرة، برئاسة المستشار أحمد صبري يوسف، جلسات محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي، وآخرين من قيادات تنظيم الإخوان بتهمة قتل المتظاهرين في احداث الاتحادية لجلسة 8 يناير المقبل وذلك للاطلاع على المستندات.. خاصة وأنه حسب معلومات حصلت عليها (اليوم) يبلغ عدد أوراق القضية أكثر من 120 ألف ورقة. ووسط تضارب ساد عقب انتهاء المحاكمة، حول مكان حبس مرسي، أعلنت وزارة الداخلية، ظهر أمس، أن مكان احتجازه يقرره قاضى المحكمة، في وقت تأكد ل(اليوم) من مصدر أمني رفيع، أن مرسي أصبح منذ بدء جلسة محاكمته، بيد العدالة، ولن يعود مرة أخرى لمقر احتجازه القسري. إلى برج العرب وعلمت « اليوم» أن مرسي لن ينقل إلى سجن طرة.. وأن مروحية عسكرية وصلت إلى سجن برج العرب، غربي الاسكندرية، قادمة من مقر أكاديمية الشرطة، حاملة الرئيس السابق، إلى حيث أصبح مرسي قيد السجن، في مفاجأة أخرى، لا تقل أهمية عن مفاجأة نقل مقر محاكمته. وأشارت معلومات، إلى أن اللواء محمد راتب مساعد وزير الداخلية مدير مصلحة السجون متواجد في سجن برج العرب، منذ ساعة متأخرة من مساء الأحد، للإشراف على بعض الإجراءات الأمنية التي يتم تنفيذها. ومنها تجهيز الزنزانة التي سيتم إيداع الرئيس المعزول فيها، والتأكد ميدانيا من مطابقة الزنزانة للمواصفات المطلوبة والاستعدادات الأمنية التي تم اتخاذها لتأمين تلك الزنزانة مع تواجد الرئيس السابق فيها. وكشفت المصادر أن سجن برج العرب يعد المكان الأنسب لوضع مرسى، حيث إنه خارج نطاق القاهرة، وعلى طريق الإسكندرية الصحراوي، أي أنه بعيد عن نطاق أى تظاهرات قد يقوم بها أعضاء الإخوان، كما أنه مؤمن جيدا، وكافة مداخله ومخارجه عليها تأمين عالٍ للتصدي لأية محاولة للهجوم عليه. كان المصريون قد حبسوا أنفاسهم أمس، تزامناً مع الجلسة الأولى لمحاكمة محمد مرسي، التي بدأت بأكاديمية الشرطة الاثنين، في عملية اعتبرت «خداع اللحظات الأخيرة»، حيث اتجهت كل الأنظار إلى مقر معهد أمناء الشرطة بمنطقة سجون طرة، قبل أن يتغير المكان قبل بدء المحاكمة ب12 ساعة الأحد، ليكون في التجمع الخامس، وفي ذات القاعة التي شهدت محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك قبل عامين و3 أشهر بالتمام والكمال. حبس أنفاس وكان المصريون قد حبسوا أنفاسهم أمس، تزامناً مع الجلسة الأولى لمحاكمة محمد مرسي، التي بدأت بأكاديمية الشرطة الاثنين، في عملية اعتبرت «خداع اللحظات الأخيرة»، حيث اتجهت كل الأنظار إلى مقر معهد أمناء الشرطة بمنطقة سجون طرة، قبل أن يتغير المكان قبل بدء المحاكمة ب12 ساعة الأحد، ليكون في التجمع الخامس، وفي ذات القاعة التي شهدت محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك قبل عامين و3 أشهر بالتمام والكمال. وتزايدت المخاوف من عنف مباشر من قبل جماعة الاخوان، التي صعدت من خطواتها في إشعال المحافظات بالتزامن مع المحاكمة. كانت أعنفها أمام دار القضاء العالي بقلب القاهرة، حيث اضطرت الشرطة لإطلاق قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين، كذلك الأمر أمام المحكمة الدستورية العليا، التي تجمع عندها العشرات وحاولوا احتلال مهبط الطائرات القريب. وتمددت الأحداث، لتشتعل في الإسكندرية شمالاً، وخاصة أمام مقر المحكمة العامة على الكورنيش، حيث تطورت إلى مواجهات بين عناصر الاخوان وأهالي المنطقة القريبة، ليطمئن مدير المباحث الجنائية بالإسكندرية اللواء ناصر العبد، في اتصال هاتفي مع (اليوم) بالسيطرة التامة على الأوضاع وعدم وقوع قتلى أو إصابات.. كذا الأمر في أسيوط والزقازيق والدقهلية. سرية ورضوخ وبعيداً عن التغطية الإعلامية المباشرة، وفي سرية تامة، منعت فيها كل كاميرات التليفزيون عدا كاميرا القناة الأولى المصرية، بدأت الجلسة متأخرة 45 دقيقة، بحضور 8 من المتهمين ال15 (7 منهم هاربون) يتقدمهم المتهم الأول، الرئيس السابق مرسي، حيث اعترض رئيس المحكمة، المستشار أحمد صبري يوسف، على حضور مرسي بملابس مدنية (جاكيت وبنطلون جينز كحلي) ورفض ارتداء زي الحبس الاحتياطي الأبيض، وتحدث مشادة بين مرسي والقاضي، حينما نادى الأخير على مرسي ب»المتهم» ليرد أنني الرئيس الشرعي ويجب الاعتراف بذلك، لكن القاضي قال له : أنت أمامي متهم بارتكاب عدد من الجرائم , قال له مرسي : أنا لست متهما ولا يحق أن أكون بالقفص. لتقرر بعدها هيئة المحكمة إجبار مرسي على ارتداء الزي الابيض بالقوة (مكبلاً بالكلابش) ليرضخ بعدها ويوافق على ارتداء ملابس الحبس الاحتياطي البيضاء. واشترط عدم تصويره. وقد سبقها محاولة مرسي والبلتاجي والعريان الخروج بالقوة من القفص، لكن قوات الأمن منعتهم. هتافات وصخب بعد المناداة على المتهمين، تعالت هتافات المحامين الاخوان وكذلك هتافات مستمرة من داخل القفص وأحدثوا قدرا من الهرج، وهدد القاضي برفع الجلسة إذا لم يعد الهدوء، لكن المتهمين واصلوا هتافاتهم:» باطل باطل» في اشارة لعدم اعترافهم بالمحاكمة. وكذلك:» يسقط حكم العسكر». لتضطر معها هيئة المحكمة لرفع الجلسة للمرة الثانية. وعند عودتها، نادى قاضي المحكمة على الرئيس المعزول محمد مرسي لتأكيد حضوره فرد عليه :»أنا الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية. وهذا الانقلاب جريمة وخيانة».. وأضاف للقاضي «أحمل المحكمة المسئولية إذا لم تتح الفرصة لخروج رئيس الجمهورية لممارسة مهامه الوظيفية». واستطرد مرسي: «أحذر الجميع بكل حب بأن ما يحدث غطاء للانقلاب العسكري وأربأ بالقضاء المصري أن يكون غطاء للانقلاب»، فقاطعه القاضي قائلا: «هناك إجراءات لابد أن تتبع وسأعطيك الفرصة للتحدث». فظل مرسى يردد «أربأ بالقضاء المصري أن يكون غطاء للانقلاب» عدة مرات، فهتف أحد المتهمين داخل القفص «يسقط حكم العسكر» وردد البقية وراءه الهتاف، فقال القاضي: «دي محاكمة يا جماعة ما ينفعش كده»، فواصل المتهمون الهتاف.
لقطات من التلفزيون المصري للمحاكمه
من كواليس المحاكمة تصفيق و «إعدام» سادت حالة من الهرج والمرج، فور دخول الرئيس المعزول محمد مرسي قفص الاتهام، حيث صفق له المتهمون، داخل القفص. من جانبهم ردد المتهمون ومعهم المحامون: «مرسي.. مرسي، يا ريس.. يا ريس»، ورد عليهم الصحفيون الموجودون داخل القاعة : «إعدام.. إعدام». أنا الرئيس ظهر في القفص عدد من المتهمين وهم : « أحمد عبد العاطي وأيمن عبد الرؤوف وعلاء حمزة وجمال صابر ومحمد البلتاجي وعصام العريان «، فيما قال الرئيس المعزول إثر تواجده داخل القفص : « أنا رئيس الجمهورية «.. ثم رفع إشارة رابعة. بسم الله بدأ القاضي المستشار أحمد صبري يوسف الجلسة قائلا : «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء فى الأرض ولا في السماء»، مفتتحا الجلسة، ثم نادى على المتهمين أسعد الشيخة، فأجاب : «أرفض هذه المحاكمة»، فقاطعه القاضي قائلا: «أسألك عن دفاعك وارفض كما تشاء»، فأخذ شيخة يصيح «إحنا موجودين من قبل الفجر في القفص». باطل باطل عند مناداة القاضي على أحمد عبد العاطي، أجاب : «أنا مدير مكتب رئيس الجمهورية وما بني على باطل فهو باطل، وأطلب من المحكمة إخراجنا من القفص». كي تغتالوني عند نداء القاضي على محمد البلتاجي، قال: «عندي 10 أسباب موضوعية تؤكد إن قرار الإحالة باطل». وأردف : «الجريمة في عهد عبد الفتاح السيسي هي تعطيل الدستور واختطاف الرئيس، نحن نرفض هذه المحاكمة وقرار النائب العام الانقلابي غير دستوري وهذه المحاكمة سياسية انقلابية ومصر لن تهدأ إلا بعودة الشرعية، وتقديم الانقلابيين للمحاكم بأيدي الشعب، ليرد عليه مدعي الحق المدني : « أنتم غوغاء وأنتم من قتلتم الشعب ويجب أن تحاكموا على خيانته، فأنتم لا تعرفون شيئا عن الشرف. لا نريد أن نسمع شيئا منكم بعد الآن .. فقال له العريان: عرف نفسك فرد ساخراً : كي تغتالوني.؟ شغب العريان قاد القيادي الإخواني عصام العريان هتافات منددة بالمحاكمة، وقال: «هذه المحكمة هزلية وغير دستورية ونحن هنا منذ الفجر وكل من داخل القاعة والشرطة هزليون، ونرفض هذه المحاكمة، لأنها غير شرعية وغير دستورية، وكنا نأمل من الهيئة القضائية في أن تدحر هذه المؤامرة الإنقلابية»، ثم هتف : «يسقط حكم العسكر» ، وتابع : « الجريمة الأصلية هي تعطيل الدستور وكل من شارك فيها سيحاكم». اعتداء على مراسلة العربية أكدت مدير مكتب قناة العربية بالقاهرة راندا أبو العزم إن أنصار جماعة الإخوان تعرضوا لها فى محاولة للاعتداء عليها وقاموا بتوجيه إهانات لفظية أثناء تغطيتها لمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى أمام أكاديمية الشرطة. ونفت أبو العزم مغادرتها المكان، مؤكدة إنها مستمرة في تغطية محاكمة مرسي رغم كل محاولات أنصار الاخوان التعرض لها.