نعم سيدي، ولكن ليس لميزة فيك بل لأن الله أسماك في كتابه بذلك حين قال سبحانه: (...وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ... يوسف (25). والسَّيِّدُ: كلُّ من افتُرِضَتْ ووجبت طاعتهُ امراً من الله وليس امراً منك انت.. فلا فضل لك علي ولا فضل لي عليك إلا أن نعامل بعضنا بما افترض الله علينا وأمرنا به، حتى نهنأ بحياة توصلنا لجنات النعيم برحمة الله واتباعنا أوامره تجاه بعضنا البعض. سيدي الرجل.. لم أخلق لتسليتك ولم أخلق لخدمتك، بل خلقت لأجلّ من ذلك وأعظم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته.".. إذاً أنا خير ما تكنز إن كنت لك كذلك.. فإن اعطيتك أكثر كنت كنزا لا يعوض في حياتك. سيدي الرجل.. مهما كانت قوتي وتجبري وعنادي وتشبثي برأيي فاعلم أني بحاجة لرجل قوي، فإن كنت أنا كذلك فأنت بلا شك انسان ضعيف جعلني بهذه القوة حتى أشعر بالأمان وهو ما أحتاجه معك. سيدي الرجل.. لا تملي علي رغباتك وكيف اتعامل معك، بل ارني ما تريد ودعني اتعرف على طباعك بطريقة واضحة وليس عن طريق السب والشتم ورفع الصوت والهجر والسفه، وتتعذر بان الله أمر بهجري دون أن تتعلم لماذا؟ وكيف؟ وما هي الطريقة. سيدي الرجل.. هل يُفرحك ان ينظر الناس الي حتى يروا الجمال الذي تتأبط وحظيت به... هل يفرحك ان يصفك الناس بالرجل المتحرر وفتياتك بجانبك ملقيات للحجاب محادثات للرجال.. افرح فأنت في نظرهم الرجل المتحرر وعند الله (الديوث) الذي فقد الغيرة على محارمه، وجعلهم عرضة لكل عين ساقطة ولاقطة، وتذكر ففي الصحيحين من حديث الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلاً مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسّيْفِ غَيْرُ مُصْفِحٍ عَنْهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِ - صلى الله عليه على آله وسلم - فَقَالَ: أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ؟ فَوَ الله لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَالله أَغْيَرُ مِنّي، مِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ الله حَرّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلاَ شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ الله،.. الحديث. سيدي الرجل.. لا تكن في منزلك قاضيا وحاكماً وجلاداً.. بل كن ذاك الهين اللين الهاش في وجه اهله ذا الابتسامة الطيبة والكلمة الحانية.. كن أبا كن أخا كن صديقا، كن زوجاً وحبيبا ومع ذلك كن عصيا لا تكسر، وصاحب كلمة لا ترفض وهيبة واضحة.. اكسبها بحلمك وليس بقوتك وسلطتك وتسلطك. سيدي الرجل.. لا تجعلني أعتمد على غيرك في أموري ولا اسأل أحداً حاجتي.. لا تُلجئني للغريب ليقلني وللبعيد ليقضي حاجتي، بل كن دوماً بجانبي حتى لو كثُرت فأحيانا لا أحتاج أمراً بل أحتاجك وألجأ لأفتعل أمراً لتقرب مني. سيدي الرجل.. اظهر عواطفك.. وعبر عنها فوَ الله انها ليست عيباً وليست مقللة لحجمك ورجولتك.. بل مقربة لكل من هم حولك أماً او أختاً أو زوجة وأبناء. سيدي الرجل.. لا تعطِ نفسك الحق في كل شيء لأنك رجل.. وتجردني من حقوقي لأني امرأة.. فلكل منا حقوق وواجبات له وعليه... ولكل لكل منا حدود لا يتخطاها. سيدي الرجل.. مهما كنت.. سأظل امرأة أكتمل بوجودك.. واحس بالأمان في حياتي.. وتكتمل أنوثتي بأبنائك.. فلا استحققت أن أُطلق عليك سيدي. سيدي الرجل... ما أسرده ليس نقدا لتحطيمك وليس عيباً أنتهز فرصة لألومك عليه، وإنما هو محاولة لتوجيهك فالكثير من تصرفاتك التي تشعرك بالرضا لا تليق. * تربوية متخصصة بالعلوم الشرعية والنفسية