كشف رئيس قسم العناية المركزة بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور محمد علي العظم أن الخمج قد يتسبب في وفاة قرابة 30 % من مرضى العناية المركزة، منبها إلى أن هذه النسبة تختلف بشكل عام بين مراكز العناية المركزة، ففي مركز تخصصي الدمام قد تصل نسبة الوفيات الى ما بين 18 و%28، فيما قد تصل في مراكز أخرى الى 60 %. وأكد العظم أن 40 % من المرضى الذين يدخلون العناية المركزة في "تخصصي الدمام" يأتون وهم مصابون بالخمج، لافتا إلى أن أي إنسان معرض لهذا المرض حتى في مرحلة الطفولة، إلا أن وقع الخمج على المريض يختلف حسب العمر، فكلما تقدم العمر تكثر الأمراض المزمنة لديه، وبالتالي يكون وقعه على المريض أعلى وأقوى، مشيرا إلى أن نسبة الشفاء لدى الشباب والأطفال أعلى خاصة إذا كانوا خالين من أسباب مرضية أخرى. جاء ذلك على هامش تنظيم مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الملتقى الأول لطب العناية المركزة المنعقد أمس بفندق شيراتون الدمام تحت عنوان: "الخمج في العناية المركزة .. ماذا علينا أن نعرف؟" بحضور نخبة من الأطباء المتخصصين، بهدف مناقشة أبرز مستجدات الأمراض المعدية، وسبل التعامل معها في وحدة العناية المركزة. ومن الناحية التشريحية المرضية، بين العظم أن الخمج: عبارة عن ما يسمى "انتان" أو تسمم في الدم بمعنى أن يدخل عامل ما ممرض الجسم فيحدث تبدلات مناعية مرضية وإمراضية تؤدي إلى تداعيات في أجهزة نبيلة بالجسم. وفي هذا الصدد، أكد المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور مبارك الملحم، أن الملتقى، يأتي نتاجا للتطور المتسارع في طب العناية المركزة بتخصصاته الدقيقة والحساسة خاصة فيما يتعلق بالأمراض المعدية التي عادةً يكون المصاب بها في حالة صحية حرجة تتطلب مراقبة ودعم استقرار أجهزة الجسم الهامة حفاظاً على حياته. لذا جاء هذا المؤتمر في محاولة لتطوير المهارات وتعزيز تبادل المعلومات والأفكار الجديدة في حالات العدوى في غرف الطوارئ والعناية المركزة بما يساعد في تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى. وأوضح رئيس المؤتمر استشاري الأمراض المعدية بوحدة الرعاية الحرجة الدكتور رشيد الحبيل أن الملتقى الاول لطب العناية المركزة الذي يبحث في مجال طب الأمراض المعدية، وكيفية التعامل معها في العناية الحرجة لتفادي خطورة انتشار الفيروسات والبكتيريا المعدية، إضافة إلى تبادل الخبرات العالمية في ذات التخصص. كما يسعى من خلال مناقشة الخبراء المشاركين إلى مناقشة السبل الكفيلة بتطوير الرعاية الصحية للعناية الحرجة، فضلا عن مناقشة واقع الأبحاث المتعلقة بطب العناية المركزة بغية بناء قاعدة أساسية عالمية لمستقبل الرعاية الحرجة. موضحاً أن المؤتمر سيطرح من خلال برنامجه العلمي محاضرات علمية مكثفة حول آخر ما توصل إليه الطب الحديث في مجال الأمراض المعدية بالعناية الحرجة. من ناحيته، ذكر المدير التنفيذي المساعد للشؤون الطبية في المستشفى نفسه الدكتور هاني الخالدي أن طب العناية الحرجة يُعتمد اليوم عليه بشكل كبير في تشخيص كثير من الأمراض التي يتم استقبالها في الطوارئ قبل التنويم خاصة فيما يتعلق بالأمراض الفيروسية المعدية، الأمر الذي استدعى من المختصين إقامة مثل هذه المؤتمرات النادرة والمتخصصة بهدف التعرف على طرق ووسائل التشخيص والعلاج الوقائي وأحدث التقنيات المستخدمة في مجال العناية المركزة.