شاركت المملكة في المؤتمر الإستراتيجي للاتحاد البريدي العالمي الذي عقد في جنيف تحت مظلة الأممالمتحدة يومي 13 و 14 من شهر أبريل الحالي بوفد برئاسة رئيس مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن. ويهدف المؤتمر إلى طرح رؤية الاتحاد البريدي العالمي لعام 2020 واستعراض تجارب الدول في طرح حلول تنموية مبتكرة في مجال صناعة البريد ومناقشة التحديات المستقبلية. وكان رئيس مؤسسة البريد السعودي من بين أحد المتحدثين الرئيسين في المؤتمر حيث عرض رؤية المملكة نحو تعزيز الخدمات البريدية والتوجهات المستقبلية للعمل البريدي، وذلك بحضور 270 مشاركاً من مختلف دول العالم، وقيادات الاتحاد العالمي للبريد، ونخبة من المسؤولين التنفيذيين للبريد العالمية، وممثلي الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الأخرى. وأكد رئيس البريد السعودي أهمية الاستثمار في البنى التحتية لصناعة البريد، بما يمكن من قيام خدمات الحكومة الالكترونية وتطبيقات التجارة الالكترونية، التي تشمل الاتصالات والنقل وشبكات التوصيل والمكاتب البريدية بالشكل الذي يمكن من خلاله تطوير الخدمات مع التركيز على أهمية الاستثمار في قطاع التكنولوجيا والتقنيات البريدية المتقدمة، لاستثمار كافة الفرص والإمكانات المتاحة نحو قيام خدمات بريدية بمعايير عصرية، منوها بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لصناعة البريد في المملكة والتحول نحو خدمات الحكومة الالكترونية وتطبيقات التجارة الالكترونية. وقال الدكتور محمد بنتن: إن مؤسسة البريد السعودي عمدت إلى استراتيجيات متقدمة تراعي حجم التحديات الحديثة في صناعة البريد عالمياً وإقليميا؛ محورها الرئيس بناء الشبكات البريدية المتكاملة؛ مبيناً أن البريد السعودي يقف حالياً على شبكات نقل بريدية تتجاوز 6000 نقطة في المملكة، تتداخل مع مجموعة شبكات في كل مدينة وقرية، وتصل كل شبكة إلى كل موقع في مختلف انحاء المملكة. وأشار إلى أن البريد السعودي يستند أيضا على شبكات واسعة للمكاتب البريدية تتكون من 500 مكتب بريدي مجهز ومتكامل، يتوزع خدمياً على مختلف المناطق والمحافظات لتخدم تلك الشبكات وتشابك معها حزمة ضخمة من آلاف الشبكات التقنية المتطور، ويخدم ذلك بنية تحتية فاعلة لشبكة الموارد البشرية وشبكات جاهزة للحوالات المالية، وشبكات للتوزيع تشمل الخدمات البريدية (التقليدية) وغير البريدية. ونوه رئيس البريد السعودي في كلمته أمام اتحاد البريد العالمي بجنيف إلى إن إستراتيجية البريد السعودي تقوم على الشبكات الضخمة العابرة للمناطق، التي تشمل شبكات للنقل الحديث وتضم أسطولا من الناقلات المجهزة الكترونيا للنقل المتعدد، مما مكن البريد السعودي من امتلاك أكبر شبكة نقل في المنطقة بأبعادها الجغرافية، والبشرية، والتقنية، والاقتصادية. وقال الدكتور محمد بنتن: لقد ارتكزت منهجية البريد السعودي في تطبيق الهدف الرئيس للإستراتيجية الحديثة على حزمة من المنهجيات الذكية بالمعنى الإداري والتقني عبر محاور عدة، أبرزها تأسيس البنية التحتية لتطبيقات الحكومة الالكترونية، وتعزيز مبادرات التجارة الالكترونية، في المجتمع السعودي، من خلال تأسيس أنظمة جديدة للعنونة الوطنية، والخدمات البريدية المتقدمة، ومواكبة النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة في مختلف المناطق، عبر رفع كفاءة الخدمات البريدية بما يتفق ومستوى الجودة المعتمد في المعايير العالمية في صناعة البريد الدولي. وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالته إلى المؤتمر أن الخدمات البريدية لها دور واضح وهام في جدول أعمال الأممالمتحدة للتنمية التي يجري حالياً وضع اللمسات الأخيرة لاعتماده في سبتمبر المقبل، مؤكداً أنه فيما يضع العالم جدول أعمال جديدا للتنمية المستدامة ويسعى للتصدي إلى التهديد الذي يشكله تغير المناخ، فيجب أن تكون الخدمات البريدية جزءا من الحل. يذكر أن المؤتمر الاستراتيجي للبريد العالمي يُعقد كل أربع سنوات ويستقطب نخبة من الخبراء وصناع القرار من مختلف دول العالم في القطاع البريدي لمناقشة القضايا والأمور التي تؤثر على البريد ويستهدف الخروج بتصورات وتوجهات العمل البريدي مستقبلاً.