تحول شعار الحملة الانتخابية للديموقراطية هيلاري كيلنتون التي أعلنت رسميا ترشحها للرئاسة الأميركية لسنة 2016 في ثاني محاولة للفوز بالرئاسة ولكي تصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في حال الفوز لمادة للسخرية. وقالت كلينتون في فيديو نشره موقعها: "أنا مرشحة للرئاسة" مؤكدة هذا الإعلان المرتقب منذ عدة أشهر. وقالت: "كل يوم يحتاج الأميركيون إلى بطل، وأريد أن أكون هذا البطل، لكي تحظوا بأكثر من مجرد العيش، بل التقدم فيها والبقاء متقدمين". وأضافت، أن "الأميركيين كافحوا للخروج من أوقات اقتصادية صعبة. ولكن الكفة لا تزال ترجح لصالح من هم في القمة". ويأتي ترشح زوجة الرئيس السابق بيل كلينتون بعد أن شغلت سابقا منصب وزيرة الخارجية، وكانت عضوا في مجلس الشيوخ. وعبر الرئيس باراك أوباما من بنما، السبت، عن دعمه لهيلاري كلينتون، مؤكدا على هامش قمة الأميركيتين أنها"كانت مرشحة مهمة خلال الانتخابات الأولية للحزب الديموقراطي في 2008. كانت دعما كبيرا خلال الانتخابات الرئاسية. كانت وزيرة خارجية استثنائية. إنها صديقتي". وأضاف، "أعتقد أنها ستكون رئيسة ممتازة". ويبدو طريقها هذه المرة أكثر سهولة. فليس هناك أي ديموقراطي معروف أو يلقى تقديرا مثلها، كما تفيد استطلاعات الرأي حصولها على حوالى ستين بالمائة من نوايا التصويت في الانتخابات التمهيدية التي ستبدأ مطلع 2016. وجمعت المنظمة المستقلة "ريدي فور هيلاري" أكثر من 15 مليون دولار لدعم ترشيحها، وتحدثت عن أربعة ملايين مؤيد لها. وتشكل سيرتها مصدر قوتها وضعفها معا. فحياة هيلاري كلينتون لا يمكن فصلها عن السلطة ما يجعلها تتمتع بخبرة في السلطتين التنفيذية والتشريعية. وكتبت شون جي باري جيلز أستاذة الاتصال في جامعة مريلاند، ومؤلفة كتاب عن هيلاري كلينتون لوكالة فرانس برس: "إنه أمر غير مسبوق، وجود امرأة لم تخدم في الجيش وتمتلك خبرة في السياسة الخارجية أكبر من كل المرشحين الآخرين للرئاسة في التاريخ الحديث ربما باستثناء جورج بوش". وينبش الجمهويون بلا كلل في تاريخ الفضائح من قضية مونيكا لوينسكي إلى هجمات بنغازي والقضية الأخيرة المتعلقة بالرسائل الإلكترونية لهيلاري كلينتون، ليؤكدوا أن الأميركيين يريدون طي الصفة وانتخاب وجه جديد. ووعد المرشح الجمهوري راند بول في مقابلة بكشف أسرار عن تضارب مصالح مفترض في مؤسسة كلينتون، ولم يتردد في الحديث عن "فساد" الزوجين كلينتون. وفي المقابل، يبدو المعسكر الجمهوري مزدحما بقدر ما يبدو المعسكر الديموقراطي فارغا، إذ يتوقع أن يترشح 12 رجلا وامرأة واحدة. فقد أعلن اثنان هما السناتوران تيد كروز وراند بول ذلك رسميا. أما جيب بوش الذي يتقدم استطلاعات الرأي في هذه المرحلة التي ما زالت أولية، فيواصل التأكيد على أنه لن يترشح مع أنه يجمع تبرعات بوتيرة سريعة. وأثار نشاط الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون على وسائل التواصل الاجتماعي موجة من التفاعل الحميم على تويتر كما رغبت كلينتون لكن سرعان ما ابتعدت بعض هذه النقاشات عن الحديث عن المرشحة الديمقراطية لتتجه إلى التدقيق في شعارها الذي أثار انتقاد الكثير. وبدا حرف "H" اللاتيني أزرق اللون ويمر خلاله سهم أحمر في شكل أفقي أشبه بلافتة مرور تشير إلى مستشفى. وقال البعض، إنه يشبه كثيرا شعار شركة فيديكس لنقل الطرود، بينما قال صحفي في بيزنس إنسايدر بصحيفة وول ستريت جورنال، إن آخرين شكوا أنه يمكن مقارنته بسهولة بشعار حزب مجري فاشي إبان فترة الحرب العالمية الثانية. والأسوأ بالنسبة لحاملة لواء الحزب الديمقراطي الذي يميل إلى اليسار هو أن السهم يشير إلى اليمين. ولم يتضح من صمم الشعار أو كم دفع فريق حملة كلينتون مقابل تصميمه. ولم يتسن لرويترز الوصول لأي من أعضاء فريق الحملة للتعليق.