بدأت الاستعدادات الجادة في صفوف قيادات الحزبين الأميركيين الكبيرين لخوض معركة انتخابات الرئاسة المقبلة في عام 2016، على الرغم من أن الإدارة الجديدة للرئيس باراك أوباما لم تتسلم السلطة من الوجهة الدستورية حتى الآن. وشكلت القيادات الديموقراطية على مستوى الولايات لجنة قومية لدعم اختيار وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ممثلة للحزب في الانتخابات المقبلة، فيما بدأ الجمهوريون إجراء استطلاعات داخلية بين المنظمات المحلية للحزب لتحديد أي من الأسماء بين المرشحين المحتملين يحظى بنسبة أعلى من القبول. وليس ثمة منافس يعتد به أمام كلينتون حتى الآن إذ إنها حصلت في استطلاع للرأي بين الديموقراطيين على 55% مقابل 16% لنائب الرئيس جوزيف بايدن. وحصل الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون على وعد من أوباما بأن يدعم أوباما ورجاله في الحزب كينتون مقابل دعم بيل كلينتون لأوباما في المعركة الانتخابية الماضية. وكان بايدن رفض أن يكشف عن نواياه بشأن الانتخابات المقبلة ما أفسح المجال للتكهنات بأنه قد لا ينضبط لأي اتفاق بين الزوجين كلينتون وأوباما. غير أن بايدن لن يتمن من هزيمة كلينتون في أية انتخابات تمهيدية تجري في صفوف الديموقراطيين بسبب الشعبية الكاسحة لوزيرة الخارجية. ويمكن فقط لظروف خارج الحسابات السياسية أن تمنح بايدن مثل تلك الفرصة كأن تصاب هيلاري بمرض يعرقل خوضها للانتخابات. وكانت الجلطة الأخيرة التي أصيبت بها الوزيرة أطلقت حملة من التوقعات حول احتمال ألا تتمكن من إثبات لياقتها الطبية لاسيما أن تلك كانت المرة الثالثة التي تصاب فيها بجلطة دموية. وفي المقابل فإن الجمهوريين الذين يتوقعون خوض هيلاري للانتخابات المقبلة بدأوا قياس أي مرشحيهم المحتملين يمكن أن يكون مستعدا لهزيمتها إلا أن أحدا لم يتمكن من ذلك. ففي استطلاع حول أيهما أفضل من هيلاري من بين أولئك المرشحين المحتملين حصلت هيلاري على 44 نقطة مئوية في مواجهة 42 نقطة لكريس كريستي حاكم ولاية نيوجيرسي المعتدل الذي رفض الضغوط التي بذلت لدفعه لإدانة أوباما بدعوى عدم تدخل الرئيس لمساعدة الولاية خلال إعصار ساندي، وذلك في ذروة المعركة الانتخابية الماضية. وحصل جب بوش شقيق الرئيس السابق جورج بوش على 37 نقطة مقابل 51 لهيلاري، فيما حصل السيناتور مارك روبيو على 37 نقطة مقابل 51 أيضا لهيلاري، أما المرشح على بطاقة ميت رومني في موقع نائب الرئيس بول رايان فحصل على 39 نقطة مقابل 53 لهيلاري. ويعني ذلك أن المؤشرات الحالية لاستعدادات الحزبين تشير إلى معركة مقبلة بين هيلاري وأحد أبرز الجمهوريين المذكورين. إلا أن هناك اتفاقا عاما على أن من الصعب هزيمة هيلاري لاسيما إذا ما وضعت آلة أوباما وزنها لحساب الوزيرة .