أعادت الدعوة التي أطلقها الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء أمس الاول في خطبة الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، للتجنيد الإجباري للشباب، إلى الاذهان الدورات التطوعية التي أطلقتها المملكة للتدريب العسكري للمواطنين في عام 1991م إبان حرب تحرير دولة الكويت من الاعتداء العراقي الغاشم، بعد أن أصدر في تلك الفترة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، وزير الدفاع والطيران آنذاك توجيهاته، بفتح باب التطوع للمواطنين في جميع مدن ومحافظات المملكة، بالإضافة إلى دخول الكثير من المواطنات في دورات الإسعافات الأولية والتمريض في بعض المستشفيات والقطاعات الصحية كمتطوعات لخدمة الوطن. ووجدت تلك الدورات التطوعية إقبالا كبيرا من قبل المواطنين خاصة من فئة الشباب، خاصة وأن المملكة في تلك الفترة كانت تواجه تحديات كبيرة تتمثل في الحفاظ على أراضيها من القوات العراقية المتواجدة على الحدود الكويتية، إضافة لدحر العدوان العراقي على الأراضي الكويتية واستعادة الكويت لشرعيتها. وتفاعل المواطنون طوال يوم أمس عبر المجالس الخاصة والهاشتاجات على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مع الدعوة التي وجهها الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء بفتح باب التجنيد الإجباري للشباب، حيث قال عبدالكريم الحريري رئيس تحرير صحيفة حفر الباطن الإلكترونية: الدعوة التي أطلقها المفتي للتجنيد الإجباري هي مطلب عام لأغلبية الشباب، نعم الرأي، والشعب في خدمة حدوده، وإذا ما صدر هذا القرار فهو أعظم قرار تاريخي لمملكتنا، وسيقودها إلى مصاف الدول ذات الثقل العكسري. فيما أكد المهندس نهار الرويلي أنه إذا لم نتجنّد من أجل أرض الحرمين وأرض القرآن والسنة وأرض الخير والنعمة وأرض ماضينا ومستقبلنا، أين نتجند؟ ويشاطره هذا الرأي المواطن مشعل الزاهد. فيما يرى ياسر الربيعة، أن اقتراح المفتى العام موفق وحكيم في ظل الفتن التي تحيط بنا، على أمل أن تتم الموافقة الرسمية عليه سريعاً. ويؤكد طارق المحارب، من وجهة نظره، أن ذلك هو المفروض من البداية، واصفا الاقتراح بأنه صائب وينمّي الثقافة ويحقق النظام والالتزام لدى شباب (الكيك الكوميدي) على حسب وصفه. وكان مغردو السعودية قد قاموا بدعم دعوة مفتي المملكة بالتجنيد الإلزامي عبر هاشتاجات نشطة: #التجنيدالإلزاميمطلبسعودي #المفتييدعوإلىالتجنيد_الإجباري ولتفعيل المقترح أفردوا من خلاله الإيجابيات التي ستعود على المجتمع والدولة في حال إقرار التجنيد الإلزامي. وكان مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ قد دعا، إلى التجنيد الإجباري للشباب لتكون «لنا قوة لا تُغلب». وقال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها أمس الاول، في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض: «لا بد من الاستعداد والتسلح الدائم لمقاومة أي شيطان، والتجنيد الإجباري لشبابنا أمر مهم ومطلوب؛ لتكون لنا قوة لا تُغلب، مُدرّبة تدريباً جيداً». وأضاف: «لا بد من تهيئة شبابنا التهيئة الصالحة؛ ليكونوا لنا درعاً لنا للجهاد في سبيل الله ضد أعداء الدين والوطن.. لابد أن نهتمّ بشبابنا ونهيئهم. والتجنيد الإجباري -إذا وُفّقت الأمة له- سيساهم في إعداد الشباب لأداء المهام». وأردف: «هذه الخطوة مهمة لشبابنا في دينهم ولحماية أوطانهم، وحتى نكون على استعداد دائم لمواجهة الأعداء». وتابع: «نعيش في نعمة الأمن، وهي نعمة يحسدنا عليها الآخرون، ومن باب شكر النعمة أن يكون شبابنا في حالة استعداد دائم للدفاع عن الدين والوطن، من خلال تدريبهم عبر التجنيد الإلزامي». وقال المفتي: «علينا الحذر من الأعداء الذين يُريدون إفساد ديننا وأخلاقنا واقتصادنا، وتدمير وحدتنا؛ وذلك بأن نعدّ شبابنا عسكرياً وفكرياً وتعليمياً». من جانبه، قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ سعود الشريم: إن سلامة المجتمع من الحروب، منّة من الله يجب الشكر عليها والمجتمع الواعي هو من يفرق بين العدو الداخلي والخارجي. وقال إمام الحرم، الشريم: إن بلاد الحرمين لم تسلم من الطامعين، وهي ليست بلادا طائفية. وأضاف الشريم: إن بلاد الحرمين مستهدفة في أمنها، وإن كانت الحروب شر لابد منه، فإنها لحماية الحرمين وستظل حصن الحرمين منيعة أمام المتربصين.