أغارت طائرات نظام بشار الأسد، أمس، على المستشفيات وسيارات الإسعاف داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، ما أسفر عن أضرار كبيرة في المباني وإصابات في صفوف المدنيين وأفراد الطواقم الطبية. وأفادت "مجموعة العمل من أجل فلسطينييسوريا" في بيان لها أمس، بأن طائرات نظام الأسد قصفت بشكل مكثف مستشفى فلسطين وسط مخيم اليرموك، ما أدى إلى دمار هائل في مبنى المستشفى بالإضافة إلى قضاء عدد من المسعفين والأطباء خلال أعمال القصف. وسيطر تنظيم داعش على معظم المخيم، والذي يعد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، بعد معارك خاضها مقاتلوه ضد الفصائل والقوى السورية والفلسطينية المعارضة لنظام الأسد والتي كانت تسيطر على المخيم منذ نحو عامين. من جهته، أعلن عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، الخميس، توافق أبرز الفصائل الفلسطينية في مخيم اليرموك على عملية عسكرية بالتنسيق مع النظام السوري لإخراج تنظيم داعش بعد سيطرته على أجزاء واسعة من المخيم. وقال مجدلاني، في مؤتمر صحافي عقده في دمشق، إن دخول التنظيم المتطرف أطاح بالحل السياسي، و"وضعنا أمام خيارات أخرى لحل أمني نراعي فيه الشراكة مع الدولة السورية صاحبة القرار الأول والأخير في الحفاظ على أمن المواطنين"، مشيرا إلى أن "الجهد الفلسطيني هو جهد تكاملي مع دور الدولة السورية في تطهير المخيم من الإرهاب". فيما دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، للدخول فوراً إلى مخيم اليرموك الذي سيطر تنظيم داعش على معظمه ويحاصر القتال 18 ألف شخص فيه. وأضافت اللجنة، أن هناك حاجة للرعاية الطبية العاجلة في المخيم الذي يقع على مشارف دمشق. ولم تستطع اللجنة دخول اليرموك منذ أكتوبر 2014. وقالت في بيان: "تدعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع الأطراف المشتركة في القتال للسماح بمرور المساعدات الإنسانية العاجلة فورا وبلا عوائق، وتمكين المدنيين الراغبين في مغادرة المخيم إلى مناطق أكثر أمانا من القيام بهذا في أي وقت." وقالت ماريان جاسر رئيسة بعثة الصليب الأحمر في سوريا: "كان الناس منهكين بالفعل بسبب أشهر من الصراع ونقص الغذاء والماء والدواء المستمر، وهم بحاجة لمساعدة عاجلة." ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن تنظيم داعش انتزع السيطرة على معظم أنحاء مخيم اليرموك من جماعات منافسة بينما يطوق جيش النظام السوري المنطقة. ويسيطر التنظيم على مساحات كبيرة من الأرض في سورياوالعراق ويستهدفه تحالف دولي تقوده الولاياتالمتحدة بضربات جوية. وقال الصليب الأحمر: إن بعض الأسر تمكنت من الهرب من اليرموك إلى منطقة يلدا القريبة. وقام الصليب الأحمر بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري بتسليم 9500 طرد غذائي لسكان يلدا. طائرات كندية على صعيد متصل، شاركت مقاتلتان كنديتان للمرة الأولى في الضربات الجوية ضد متشددي تنظيم داعش في سوريا، وفقا لما أعلنته وزارة الدفاع، الأربعاء. وأوضحت الوزارة أن الضربات استهدفت مواقع للتنظيم بالقرب من مدينة الرقة. وشاركت مقاتلتان كنديتان من طراز "سي إف-18 هورنتس" في عملية نفذتها 10 طائرات تابعة للتحالف الدولي. وشارك في المهمة ست طائرات أمريكية وطائرتان من بلد عضو آخر. وكان البرلمان الكندي صوت في أواخر مارس، لتوسيع المشاركة في الحملة إلى خارج العراق، لتشمل سوريا. ويضم التحالف العديد من البلدان العربية التي تشارك في الضربات الجوية. خطوط الغاز ميدانيا أيضا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن مسلحين فجروا، صباح الخميس، أحد خطوط الغاز على طريق حمص - تدمر. وقال المرصد في بيان: إن التفجير أدى إلى أضرار مادية في المنطقة. وأشار المرصد إلى تعرض مناطق في مزارع غريبة بمنطقة السعن بريف حمص الشرقي، لقصف من قبل قوات النظام دون أنباء عن إصابات. كما تحدث المرصد عن سقوط قذيفة هاون بالقرب من مستشفى تشرين العسكري بمحافظة دمشق دون أنباء عن إصابات. وفي ريف درعا قتل سبعة مدنيين في بلدة الجيزة، جراء غارات لطيران نظام الأسد، وفقا لشبكة شام الإخبارية. واستهدف القصف الجوي بلدات أخرى بدرعا في وقت تسعى فيه فصائل المعارضة للسيطرة على المزيد من البلدات على غرار بلدتي كفر شمس والصنمين. فيما استمرت الاشتباكات بين مسلحي المعارضة المسلحة وقوات النظام في محيط يلدة وكتيبة جدية، بالريف، القريبتين من مدينة الصنمين التي تعد آخر خطوط دفاع النظام عن دمشق وريفها من جهة محافظة درعا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن أكثر من عشرين من مسلحي المعارضة قتلوا خلال ثلاثة أيام من الاشتباكات بريف درعا، كما قتل جنود نظاميون. وفي وسط سوريا، قالت المعارضة: إنها فجرت حاجزا لقوات الأسد في ريف حماة الغربي، بواسطة سيارة ملغمة مسيرة ضمن عملية عسكرية تستهدف التخفيف عن جيش الفتح بإدلب، مما أدى إلى مقتل وجرح عسكريين بالحاجز. كما تحدثت المصادر عن تفجير مقر لقوات الأسد في منطقة السبع بحرات في حلب شمال البلاد. تحقيقات على صعيد آخر، أعلنت شرطة لندن، الأربعاء، أن شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية تحقق في مقتل الإمام السوري الذي وصف بأنه من أبرز المعارضين لنظام الأسد. وعثر على عبد الهادي عرواني (48 عاما) جثة هامدة داخل سيارته مصابا بطلقات نارية في صدره في شمال غرب لندن، الثلاثاء. واعلنت الشرطة في بيان، أن قسم مكافحة الإرهاب أو ما يعرف ب "اس-او15" الفرع المتخصص بشرطة لندن الكبرى (متروبوليتان) تقوم بالتحقيق. وقالت الشرطة: إن عناصر "اس.او15 يجرون التحقيقات بفضل خبرتهم في إدارة التحقيقات ذات الأبعاد الدولية وشبكة اتصالاتهم القائمة مع الخارج". وأضافت: إن التحقيق في مراحله الأولى وإن الضباط "مستعدون للتفكير في أي دافع". ورفضت أسرة عرواني التكهنات بأن تكون معارضته لنظام الأسد سببا في مقتله. وذكرت التقارير أن عرواني فر من سوريا عندما كان مراهقا بعد نجاته من مجزرة حماة في سوريا في 1982 عندما أرسل الرئيس الراحل حافظ الأسد قوات لسحق انتفاضة إسلامية.