ذكر تقرير مطول لصحيفة غارديان، أن تزايد المليشيات الشيعية بالعراق عقب ما وصفها بفظاعات تنظيم داعش يعيد فتح الجروح الطائفية ويزيد المخاوف على التنوع العرقي والطائفي في البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن العراقيين السنة يجبرون على التخلي عن منازلهم وهويتهم في معركتهم، من أجل البقاء. وعلى سبيل المثال لا الحصر، في نوفمبر الماضي أرغم أحد الشباب واسمه عمر مازن (21 عاما) على هجر بلدته بعقوبة، وفرّ إلى العاصمة بغداد، بعد أن شبت النيران في بيته وفقد والده. وخوفا على حياته قرر عمر تغيير اسمه إلى اسم أكثر حيادية "عمار" بعد معاناة وإجراءات رسمية استغرقت نحو شهر. "التمييز ضد السكان السنة واللاجئين بحي الأعظمية يمثل مشكلة كبيرة الآن، حيث إنه لا يمكن لسني جديد قادم أن يعيش الآن في بغداد من دون ضامن، وهذا الضامن يجب أن يقول، إن هذا الشخص ليس عضوا في تنظيم داعش" وقالت الصحيفة، إن معضلة عمر تجسد أحدث الاضطرابات في العراق مع دخول معركتها الوجودية ضد تنظيم الدولة عامها الثاني، حيث إنه خلال الأشهر العشرة الماضية، شُرد مرة أخرى عدد هائل من الشعب، ربما يصل إلى ربع السكان، ومرة ثانية يُمتحن النسيج الاجتماعي، الذي تأثر بشدة خلال سنوات الحرب الأهلية. ومن مظاهر التضييق يروى إمام مسجد أبو حنيفة بحي الأعظمية في بغداد أن التمييز ضد السكان السنة واللاجئين يمثل مشكلة كبيرة الآن، حيث إنه "لا يمكن لسني جديد قادم أن يعيش الآن في بغداد من دون ضامن، وهذا الضامن يجب أن يقول، إن هذا الشخص ليس عضوا في تنظيم الدولة، ولا يمكن أن نترك هذا الأمر يخرج عن السيطرة هنا لأنه إذا حدثت حرب طائفية أخرى، فإن بغداد ستكون بركة من الدماء". وعلى خلفية انتهاء عملية تكريت، قالت مصادر أمنية في محافظة ديالى شرقي العراق، إن سبعة مدنيين قتلوا بهجوم لمليشيات الحشد الشعبي. وجاء الهجوم بعد عمليات نهب وحرق واسعة قامت بها تلك المليشيات في مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين شمالي بغداد، وهو ما استدعى إعلان الحكومة العراقية عن سحبها من هناك.