اتهم عضو في بعثة المراقبين العرب إلى سوريا نظام الرئيس بشار الأسد باستغلال البعثة للحفاظ على وجوده، وكشف عن أنه قرر الانسحاب من البعثة بعد أن تأكد من أنه أصبح يخدم النظام ولا ينتمي لهيئة مستقلة تراقب الأوضاع. وقال أنور مالك في حوار مع الجزيرة نت : إن برتوكول الجامعة العربية الخاص ببعثة المراقبين لا يمكن تطبيقه في الواقع، وحذر من نشوب «حرب أهلية وطائفية مدمرة». وروى مالك تفاصيل مشاهداته في المناطق التي زارها، قائلا: إن النظام السوري أصبح يقتل من الأطراف الموالية له لتضليل عمل المراقبين، وأشار قائلا : «لا أستطيع أن أتخلص من إنسانيتي أو أدعي الاستقلالية والحياد في مثل تلك المواقف». وروى مشاهداته خلال أسبوعين قضاهما في حمص التي دعا لإعلانها منطقة منكوبة، وتحدث عن مشاهد مروعة في كل من بابا عمرو والخالدية والسلطانية وباب السباع، وقال : إن الوضعية لا تختلف في المناطق الأخرى، حسبما رواه له مراقبون آخرون. وانتقد مالك موقف رئيس بعثة المراقبين، واعتبر أنه «يريد أن يمسك العصا من الوسط، حتى لا يغضب السلطة أو يغضب أي طرف آخر»، مشيرا إلى أن المناطق التي زارها لم تسحب أي آلية عسكرية منها، على عكس ما ورد في تقرير لجنة المراقبين الذي قدم للجامعة العربية. واعتبر أن استمرار بعثة المراقبين لن يأتي بنتيجة، حتى بزيادة عددهم وتخصيص مراقب لكل مواطن سوري، حسب تعبيره، مبررا ذلك بكون البروتوكول «ميتا ولا علاقة له بالواقع»، ولأن تحريره جاء من جهة «لم تعرف شيئا عن الوضع الميداني». وفيما يخص المعتقلين أكد أنور مالك أنه زار معتقلا للأمن السياسي (المخابرات) ووجد فيه مساجين في حالة يرثى لها، وتحدث عن وجود مساجين آخرين في مناطق منع المراقبون من زيارتها، وأكد أن الأشخاص الذين أعلنت السلطات إطلاقهم هم ضحايا حملة اعتقالات عشوائية، قضوا أياما في المعتقل. أما المعتقلون الذين طالب المراقبون بالإفراج عنهم وفقا لقوائم تسلموها من المعارضة فلم يطلقوا. ونفى وجود مظاهر مسلحة مرافقة للمظاهرات، وأكد أن الهجوم الذي تعرض له المراقبون في حمص كان «مخططا ومدبرا»، مشيرا إلى أن الرئيس بشار الأسد ونظامه مطالبون بالانسحاب «لإنقاذ سوريا من حرب أهلية طائفية مدمرة».