توجه معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، على رأس وفد من الرابطة مؤخرا إلى كمبودياواليابان، وأشرف على عدد من المؤتمرات والندوات والمناشط الإسلامية. كما التقى عددا من المسؤولين والعلماء والدعاة ورؤساء الجمعيات الإسلامية في البلدين، تعزيزاً للعمل الإسلامي المشترك ومناقشة قضايا الأقليات المسلمة. وأوضح الدكتور التركي أن الرابطة عقدت مع نائب رئيس الوزراء الكمبودي وكبار المسؤولين في الحكومة لقاء في مدينة «بنوم بنه» عاصمة كمبوديا، ثم افتتاح ندوة بعنوان «الإسلام ورسالة السلام والتسامح»، بالتعاون مع الجمعية الإسلامية في كمبوديا. وقال التركي: إن الرابطة دعت نخبة من العلماء والأئمة والدعاة وأساتذة الجامعات للمشاركة في الندوة، التي تمت مناقشة موضوعها من خلال ثلاثة محاور هي: «السلام والتسامح في الإسلام.. منهج ورسالة»، «المسلمون والتسامح.. مشاهد ومقاصد»، «حاجة المجتمعات إلى السلام والتسامح.. الواقع والمأمول». وبين أن الندوة ناقشت عدداً من البحوث وأوراق العمل التي تعالج موضوعاتها قضايا الإسلام وضرورة التعايش السلمي والتراحم والتآخي الإنساني في الإسلام ونبذ العنف والتطرف، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- المثل الأعلى في السلام والتسامح، وإسهام الإسلام في السلام العالمي، والإسلام وحوار الأديان، والمسلمون والتسامح في (شبه جزيرة الهند الصينية) والتكامل بين السلام وأمن الأوطان والمجتمعات ودور المؤسسات في تعزيز السلام في المجتمعات. أعقب حفل الافتتاح ثلاث جلسات؛ ترأس الأولى «السلام والتسامح في الإسلام.. منهج ورسالة»، الدكتور علي بن علي غازي، وتحدث فيها: مفتي كمبوديا الشيخ قمر الدين بن يوسف «الإسلام وضرورة التعايش»، رئيس جمعية الدعوة الإسلامية في سنغافورة الدكتور محمد حسبي بن أبوبكر «التراحم والتآخي في الإسلام»، والباحث في القضايا الوطنية والأمن الفكري في المملكة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الهليل. وترأس الجلسة الثانية «المسلمون والتسامح.. مشاهد ومقاصد»، الدكتور حامد تشوي يونغ، وتحدث فيها: نائب الرئيس التنفيذي ببنك الرعاية في ماليزيا محمد زميري عبدالرزاق «النبي صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في السلام والتسامح»، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة السلطان شريف علي الإسلامية في بروناي الدكتور علي بن علي غازي تفاحة «إسهام الإسلام في السلام العالمي»، ورئيس الجمعية الإسلامية في كمبوديا محمد بن مروان «الإسلام وحوار الأديان». أما الجلسة الثالثة «حاجة المجتمعات إلى السلام والتسامح.. الواقع والمأمول»، فترأسها الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الهليل، وتحدث فيها: وكيل مدير مركز الوسطية للسلام والتنمية في تايلند الدكتور سوشات سيت ماليني «المسلمون والتسامح في شبه جزيرة الهند الصينية»، وأستاذ الدراسات العربية والإسلامية بجامعة ميونغ جي في كوريا الجنوبية الدكتور حامد تشوي يونغ «التكامل بين السلام وأمن الأوطان والمجتمعات»، والمحاضر بكلية دراسات القرآن والسنة بجامعة العلوم الإسلامية في ماليزيا الدكتور شمس الدين يابي «دور المؤسسات في تعزيز السلام في المجتمعات». على صعيد متصل، ضمن زيارة وفد رابطة العالم الإسلامي إلى كمبوديا، التقى أمينها العام الدكتور عبدالله التركي بالمسلمين الكمبوديين في المسجد الكبير وسط العاصمة «بنوم بنه»، واجتمع بكبار المسؤولين المسلمين في حكومة كمبوديا، وزار مدرسة الإحسان الإسلامية في قرية «جرن جمرة» (إحدى ضواحي العاصمة الكمبودية «بنوم بنه»)، التي تأسست عام 2007م، وتضم 800 طالب وطالب في المراحل الدراسية الثلاث. ودعا الدكتور التركي مسلمي كمبوديا إلى وحدة الكلمة، والابتعاد عن النزاعات والفرقة والطائفية، وأن يتعاونوا مع أبناء وطنهم من أتباع الأديان الأخرى، وأن يكونوا نموذجا حيا للتعاون فيما بينهم. وأكد الدكتور التركي أن على المسلم التعامل مع أتباع الأديان الأخرى بخلق وتعامل حسن؛ ليظهر لهم صورة الإسلام الحقيقية بأنه دين سلام وتسامح وتعايش، وليس دين التطرف والنزاع والإرهاب، كما يظن البعض خطأ. وأوضح الدكتور التركي أن المملكة حريصة على خدمة المسلمين في كل مكان، وخصوصا أبناء الأقليات المسلمة في مختلف دول العالم، خصوصا أنها بلد تأسس على الكتاب والسنة، مبينا أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله حريص على ذلك، ويدعو إليه في كل مناسبة، مشيرا إلى أن رابطة العالم الإسلامي تسير وفق هذا بعرض مساعداتها للمسلمين في كل مكان. وأوضح الدكتور عبدالله التركي أن أبرز أهداف زيارة وفد الرابطة لكمبوديا هو توضيح حقيقة الإسلام، وأنه دين بعيد كل البعد عن تهمة الإرهاب والتطرف. قال معاليه: إن الرابطة خصصت المؤتمر لمناقشة قضايا الحوار في اليابان بعنوان (البحث عن رؤى مشتركة للسلام) بالتعاون مع الجمعية الإسلامية في اليابان، في العاصمة «طوكيو»، مشيراً إلى أن المشاركين في المؤتمر ناقشوا عددا من المحاور تتمثل في المحور الأول «الأديان والسلام» والمحور الثاني «الاختلاف الديني وثقافة الكراهية» والمحور الثالث «القيم الدينية والتحديات المشتركة» والمحور الرابع «الخطة المستقبلية». كما أوضح معاليه أن الرابطة دعت نخبة من العلماء وأساتذة الجامعات والباحثين المتخصصين في قضايا الأقليات للمشاركة في المؤتمر الذي تمت مناقشة موضوعه من خلال أربعة محاور هي: «الأقليات وصراع الهوية» و»تحديات الأقليات المسلمة» و»مسلمو الأقليات.. الحقوق والواجبات» و»الأقليات وخصوصية الفتوى». بين الدكتور التركي أن رابطة العالم الإسلامي تسعى إلى مناقشة عدد من الأهداف بعقد هذا المؤتمر منها: الأقليات ومشكلات التعليم والأقليات وتيارات الإفراط والتفريط والعلاقة بين أقليات العالم الإسلامي وفقه الأقليات والمجامع الفقهية والعلاقات الإنسانية في المجتمعات المتعددة الأديان. وأفاد معاليه بأن وفد الرابطة التقى مع عدد من القيادات المسؤولة في الحكومات في هذه البلدان الآسيوية؛ للتشاور حول البرامج الثقافية التي يمكن أن تنفذها الرابطة خدمة لمجتمعاتهم وتحقيقاً لأهدافها في التعاون في مجالات الخير والنفع العام. بهذه المناسبة أعرب معالي الدكتور التركي عن الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولسمو ولي عهده الأمين، ولسمو ولي ولي العهد؛ على دعمهم لرابطة العالم الإسلامي والمناشط التي تنفذها في أنحاء العالم خدمة للإسلام والمسلمين، داعياً الله -العلي القدير- أن يجزيهم بعظيم الثواب وأن يحفظهم ذخراً للإسلام والمسلمين.