يصل وفد رابطة العالم الإسلامي، برئاسة أمينها العام الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، اليوم، إلى اليابان في ثاني جولاته على عدة دول في شرق آسيا، قادما من محطته الأولى في كمبوديا. ويلتقي الوفد في طوكيو عددا من رؤساء الجمعيات والمراكز الإسلامية ودعاة وأئمة ومسلمي اليابان (يزيدون على 100 ألف نسمة). ويشهد الوفد، يومي الخميس والجمعة المقبلين، مؤتمرا لمناقشة قضايا الحوار بين المسلمين وقادة الأديان في اليابان، بعنوان «البحث عن رؤى مشتركة للسلام»، تنظمه الرابطة بالتعاون مع الجمعية الإسلامية في اليابان، ويناقش أربعة محاور: الأديان والسلام، الاختلاف الديني وثقافية الكراهية، القيم الدينية والتحديات المشتركة، والخطة المستقبلية. من جانب آخر، اختتمت في عاصمة كمبوديا «بنوم بنه»، أمس، ندوة «الإسلام ورسالة السلام والتسامح»، التي دعت في توصياتها لإقامة مؤتمر عالمي عن خطر الطائفية وأثرها في تمزيق وحدة المسلمين، على أن تتبناه رابطة العالم الإسلامي، التي نظمت الندوة بالتعاون مع الجمعية الإسلامية الكمبودية، وإنشاء مكتب إقليمي للرابطة في دول شبه جزيرة الهند الصينية (كمبوديا، فيتنام، لاوس). ولم ينس المشاركون على الخروج توصية تؤيد عمليات «عاصفة الحزم»، التي أعلن عن انطلاقتها باسم التحالف الخليجي والعربي؛ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، معتبرين أن ذلك التحالف يفرضه الإسلام في نصرة المظلوم ورد البغي والعدوان. أحد المشاركين في الندوة دعا، في مداخلة له بآخر جلسة، إلى إشراك غير المسلمين في مثل هذه الندوات، خصوصا أنها خلت من ذلك، فجاءت توصية للندوة بالنص التالي «دعوة غير المسلمين إلى المشاركة في المؤتمرات والندوات التي يعقدها المسلمون؛ للتعرف على دينهم ورؤاهم ومواقفهم، والتحاور معهم فيما يحقق الخير والأمن والاستقرار في مجتمعاتهم، ودعوة رابطة العالم الإسلامي لعقد مؤتمر عالمي عن خطر الطائفية وأثرها في تمزيق وحدة المسلمين». وفي توصية اعتبرها المشاركون في غاية الأهمية، طالبوا بإشاعة قيم الإسلام، وتعزيز العلاقات مع الآخرين، من خلال جملة من المبادئ، أبرزها: الحوار، واحترام الكرامة البشرية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وصون حقوق الإنسان، والعدل والبر في المعاملة مع غير المسلمين، وتطبيق وسطية الإسلام، نبذ العنف والتطرف، والبراءة من الأعمال الإرهابية التي تتذرع زورا بالدين. وجاءت توصيات الندوة بعدة مطالب يستفيد منها المسلمون في المنطقة؛ أبرزها: تطوير منهاج التعليم، وتوفير المنح الدراسية في الجامعات الإسلامية، وإعداد الأئمة، وتأهيل المدرسين، وترشيد مناهج الدعوة الإسلامية، وتوزيع ترجمات معاني القرآن الكريم والكتب الإسلامية التي تبين أحكام الإسلام باللغات المحلية، الحفاظ على وحدة المسلمين، وترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة، وتشجيع الممارسات الاجتماعية السامية، والتصدي للتحديات الأخلاقية والبيئية والأسرية، ومواجهة ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، واعتبارها وليدة الجهل بحقيقة الإسلام وإبداعه الحضاري وغاياته السامية، والدعوة إلى الموضوعية، والتخلص من الأفكار المسبقة، والتعرف على الإسلام من خلال أصوله ومبادئه، ودعوة المؤسسات الدينية والتعليمية لإشاعة ثقافة التعاون والتفاهم، وتعزيز القيم الدينية التي ترسخ التعايش الإيجابي. وضمن توصيات الندوة، عبر المشاركون عن شكرهم لخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، وولي ولي العهد، على حرصهم على مصلحة المسلمين، وما يحقق الأمن والاستقرار في المجتمعات الإنسانية. وكان وزير الأديان في كمبوديا من خن افتتح الندوة، أمس الأول، بحضور الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، ورئيس الجمعية الإسلامية في كمبوديا محمد بن مروان، وناقشت عدة قضايا، أبرزها: السلام والتسامح في الإسلام.. منهج حياة، المسلمون والتسامح.. مشاهد ومقاصد، وحاجة المجتمعات إلى السلام والتسامح.. الواقع والمأمول. على صعيد متصل، التقى الدكتور عبدالله التركي، أمس، وفد دعاة كمبوديا ووفد الجمعيات الإسلامية، أكد فيها على الرسالة السامية التي تحملها المملكة لنشر الإسلام وتأهيل الدعاة من الشباب، لعرض صورة الإسلام الحقيقي، ودعمها المستمر لقضايا المسلمين في كل مكان، مبينا أن المملكة قيادة المملكة حريصة على رعاية شؤون المسلمين وخدمة قضاياهم، وتعمل على نشر الوسطية لحماية الشباب.