زامر الحي لا يطرب أي أن العازف إذا كان من بيئة القوم فلن تستهويه آذانهم مهما فعل، وقد ينطبق هذا على مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم بشكل واضح، فهناك عدم ثقة من قبل المسؤولين في الاتحاد السعودي بكفاءة أي مدرب وطني يستلم دفة تدريب أبناء الوطن وكأنهم يستكثرون عليه الإشراف والتدريب، ولم يدع مجالًا للشك أن هناك شحًا في إعطاء الضوء الأخضر للمدرب الوطني لقيادة الأخضر، وإن أعطي فلن تعطى الفرصة الكافية ولا الوقت الكافي لإثبات كفاءته، ولعل قصر مسيرة المدرب الوطني مع المنتخب خلال الآونة الأخيرة التي أعتاد الحال عليها لم تتجاوز سوى فترة بسيطة تشهد على ذلك. إن المدرب الوطني يبرز في أدائه مع المنتخب إذا ما وجد الفرصة الكافية، شريطة ألا تسلب منه وتمنح للمدرب الأجنبي، ألم يكن الدكتور، والمهندس، والقائد، والطيار، والرئيس سعوديًا؟ فلماذ لم يكن المدرب وطنيًا؟ أليس حسن اختيار المدرب فيصل البدين للاعبي المنتخب في الفترة الراهنة جرس إنذار تنبيهي للمشككين، ورسالة اطمئنان للذين يعانون الفوبيا من المدرب الوطني؟ لقد تمكن البدين من إيجاد التوليفة المناسبة بين لاعبي الأخضر في تجربته الأولى مع المنتخب الأردني، وإن المتتبع لسيرة البدين الرياضية يجد أنه من كبار المدربين من حيث عدد الشهادات التي حصل عليها مؤخرًا، كشهادة دبلوم من الأكاديمية الرياضية في روما، وشهادة دبلوم من الأكاديمية البرازيلية، وشهادة دولية إعدادية من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، وشهادتان (B) و(A) من الاتحاد الآسيوي. مما يجعلنا نرى أن البدين سيكون له دوره الريادي في هذه المهمة الجديدة بإذن الله لإخواننا المدربين الذين سبقت أفضالهم على الأخضر. وكيف ننسى تلك الشخصية الرائعة في تاريخ كرة القدم السعودية خليل الزياني الذي لم يصنع المجد لنفسه فقط، وإنما أعطى مثلًا باهرًا لعالم الرياضة في المدرب الوطني الناجح، دون أن ننسى ناصر الجوهر، وخالد القروني، وبندر الجعيثن، ومحمد الخراشي، وحمد السلوة، وحمد الخاتم، وحيثما نلتفت نجد شخصيات لامعة من المدربين لعبوا دورًا بارعًا في منتخبنا وحتى في أنديتنا. وأملي قوي في أن يصبح فيصل البدين واحدًا منهم، وأن يظهر خليل زياني جديد يقود الأخضر إلى منصات التتويج، وهو ما نصبو إليه جميعًا في المراحل القادمة. توقيع: حفظ الله قائد هذا الوطن خادم الحرمين الشريفين -أعزه الله بعزه- وحمى الله وطني وأهله من كل سوء، وأعان الله رجال قواتنا المسلحة على ما يقومون به من واجب، فهم رجال المواقف سابقًا وحاضرًا ولا غرابة في ذلك.