قررت الآن أن أشتري بيتاً لي ولعائلتي الصغيرة، خصوصا أنني تمكنت أخيراً من توفير مقدم 30٪ التقريبي للمبلغ الكلي للمنزل وبدأت بالبحث عن المسكن الحلم أحتاج إلى منزل مناسب لعدد أفراد أسرتي، ويكون بمنطقة تنعم بالخدمات الأساسية كالمساجد والمدارس والمستشفى والحديقة، خصوصا أن مساحة المنزل قد لا تحتوي على حديقة تمكّن أطفالي من اللعب ، كانت الأفكار تتلاحق والحلم يكبر داخلي حلمت بمكان تتمكن أسرتي من المشي والتنقل فيه بأمان. المهم الآن أنني أحتاج بيتا لايتطلب صيانة بعد أول عام أسكنه هذه متطلباتي الأساسية ويمكن التنازل عن بعضها، فمن حقي الحصول على معظم الخدمات التي أحلم بها مقابل المبلغ الذي تكبدت العناء لتوفيره. ابتدأ البحث وانطلقت إلى إحدى الشركات المرموقة وبدأت أشاهد العروض التي تشعرك أنك داخل منزلك تشعر أن منزلك يرحب بك. انتقلت مع الموظف إلى المشروع وتحديدا منزل رقم (15) الذي وقعت في غرامه من أول نظره. المنازل بأحجام وتصاميم مختلفه تلبي احتياجي وحاجة أفراد أسرتي، حدائق غناء، وممرات متناسقة تحيط بالمنزل، وكانت البحيرات الصناعية الصغيرة تضفي جواً رطباً ممتعاً. ومسارات مرور السيارات كانت بنظام الأسفلت "المطاط" الذي أراه لأول مرة، حيث الأمان، وتخفيض كبير بنسبة الضجيج مع تصريف أفضل للمياه على سطح الطريق وتحسين نظافة الهواء بسبب قلة احتكاك الإطارات واهترائها، وطرق المشاة والدراجات الآمنة كانت منظمة جداً جداً .. الآن سندخل البيت الحلم دخلت المنزل كانت الإضاءة موزعة بطريقة ذكية شعرت بالمنزل كأنه يرحب بدخولي وكنت أتنقل فيه بكل سعادة .. هنا التكييف الموزع بذكاء، وهناك السلالم الجميلة، وهنا النوافذ الكبيرة والمطلة على المسطحات الخضراء . قررت الرجوع إلى المكتب للتفاوض على السعر وكان مناسبا جدا، ويشمل الضمان والصيانة والأمن . أخرجت قلمي لأوقع على عقد الشراكة الجميلة والصفقة الرابحة. كنت أشعر بالفخر والنجاح والسعادة وضعت قلمي على الورقه لأوقع العقد، فاستيقظت على رنين منبه الجوال.. استيقظت من أجمل حلم ممكن أن يحلم به أي أب لأسرته. استيقظت لأفتح الباب للسباك "عمران "الذي اعتدت حضوره إلى المنزل ليحل مشاكله الدائمة ! وكأنني استلمت منزلي كأساس ضعيف وعلي إكمال تركيب قطع الأُحجية التي لا تنتهي. هنا انتهت قصة صديقي ( الحالم ) . توافر الأراضي البيضاء داخل النطاق العمراني فرصة لبناء ضواحي متكاملة، وهي فرصة أكبر للمطورين العقاريين لإظهار القوة التنافسية المحمودة . الضواحي السكنية أصبحت حاجة يجب أن تكون من أولويات المسئول قبل المطور العقاري، لأن أثرها المجتمعي أبعد من مسألة توفير المسكن.. هي خلق مستوى معيشي حضاري وترابط اجتماعي مفقود .