يعد العنف في ملاعب كرة اليد السعودية ظاهرة تنبئ بخطورة كبيرة في المستقبل خصوصا اذا ما استفحلت بشكل أكبر مما هي عليه في الوقت الراهن. ولعل كرة اليد تعد اللعبة الثانية من حيث الشعبية والحضور الجماهيري لمنافساتها وكونها أيضا أكثر الالعاب الجماعية غير كرة القدم تحقيقا للانجازات للرياضة السعودية وتشهد عادة صالات مباريات كرة اليد وخصوصا التى يكون طرفاها أحد الفرق العريقة كالخليج والاهلي والنور وكذلك مضر اضافة الى الوحدة حضورا جماهيريا كبيرا يعكس مدى الشعبيية التى تتمتع بها لعبة كرة اليد لدى جماهير هذه الاندية بل ان بعض الاندية تعتبرها الواجهه الحقيقية لناديها في ظل تواضع فريق كرة القدم الاول وعدم تحقيقه الامال والطموحات. العنف في ملاعب كرة اليد متى ينتهي؟ «الميدان» فتح ملف العنف في ملاعب كرة اليد حيث استضفنا عددا من النجوم البارزين من القدامي والحاليين للحديث حول هذا الموضوع خصوصا أن اللاعبين يتحدثون من واقع تجربة عاشوها وليس بالتنظير والكلام الذي لا يمت للواقع بصلة. بداية يقول نجم وقائد فريق مضر حسن الجنبي والذي نال فريقه هذا الموسم بطولة الدوري بعد مشوار طويل من التألق والبروز في بطولة الدوري والتغلب على الامكانيات وغيرها من الامور أن كرة اليد في أصلها وطبيعتها تستدعي الاحتكاك المباشر بين اللاعبين داخل الملعب لأنها لعبة قوة ورجولة ولكن للاسف هناك تجاوزات كثيرة للقوانين من قبل بعض اللاعبين نظرا لضعف الثقافة تساعدها التساهلات أحيانا من قبل الحكام الذين لا يطبقون القانون الصريح في العديد من الالعاب مما يستدعي الاستفزاز من قبل اللاعب الذي لم ينل حقه من الحكم ولم يطبق القانون الصريح لصالحة وبالتالي قد تنفلت الامور خصوصا اذا ما كانت المباريات حاسمة ومصيرية وبها حضور جماهيري كبير وحماسي. وأضاف: في الرياضة هناك مثل على الهدوء الايجابي وهو الحاصل من قبل النجم الكبير في لعبة كرة القدم ماجد عبدالله ولكن رغم كل الهدوء الذي كان يتمتع به ماجد الا أنه لم ينج من فورة غضب صدرت منه نتيجة لردة فعل لخشونة تعرض لها وكانت النتيجة معاقبة ماجد في حدث يعد نادرا في مسيرته الرياضية الحافلة ولذا أعتقد أن الثقافة يجب أن تكون حاضرة لدى اللاعب نفسه والحكم والجمهور وكل من له علاقة باللعبة حتى ينعكس ذلك ايجابيا. من جانبه يؤكد النجم الاهلاوي والدولي حسين اخوان أن المشكلة تنبع من التساهل التحكيمي أولا والذي يتساهل في الكثير من الاحيان في تطبيق الانظمة والقوانين وهذا ما ينتح عنه توترات داخل الملعب ولا شك أن الحماس الجماهيري يغذيها وبالتالي تحدث الكثير من الامور البعيدة عن الأسس التى يجب أن تقود اللعبة. 1 لعبة كرة اليد من أكثر الالعاب الجماعية احتكاكا وأضاف: نؤمن جميعا بأن لعبة كرة اليد من أكثر الالعاب الجماعية احتكاكا مباشرا بين اللاعبين داخل الملعب وعلى هذا الاساس تم تعديل العديد من القوانين لحماية اللاعبين من الاصابات الناتجة عن الاحتكاكات ولكن المشكلة في عدم الالتزام بتطبيق النظام والتساهل الكبير من بعض الحكام وكان لذلك اثار سلبية حتى على المنتخبات الوطنية حيث يكثر طرد لاعبين وايقافهم في المنافسات الخارجية بعد ارتكابهم أخطاء يتصورون أنها عادية كونهم لا يعاقبون بها محليا ولكن الوضع يختلف خارجيا حتى يختفي التساهل والمجاملات. ويرى النجم مهدي أل سالم الذي منح جائزة أفضل لاعب كرة اليد من خلال الجوائز التى تقدمها القناة الرياضية السعودية هذا الموسم بعد قيادتة لفريقه النور لنيل بطولة النخبة أن ما يحصل في ملاعب كرة اليد لا يمكن اعتباره (عنفا) بكل ما تعنيه هذه الكلمة. وقال: لا يمكن وصف ما يحصل بالعنف بل هو احتكاكات تعد عادية من آثار الحماس الذي عليه اللاعبون والجمهور وصحيح أن هناك احتكاكات ولكن أعتبرها طبيعية في لعبة تعتمد أصلا على القوة والمهارة والاحتكاك. واضاف: يكون هناك ضغط وحماس جماهيري ويؤثر ذلك سلبا على اللاعبين ولكن من جانبنا في نادي النور لا نجعل الجمهور هو من يؤثر على طبيعة اللعب والاداء الذي نقدمه داخل الملعب فنحن ومع كل الاحترام الذي نكنه للجماهير نسعي قدر المسطاع لسد أذنينا والتركيز على اللعب، صحيح أن هناك أخطاء تحكيمية مؤثرة ومستفزة أحيانا ولكنها في النهاية لا تستدعي اللجوء للعنف. واشاد بمناسبة ذكر الجمهور بالجماهير الخلجاوية التى تقف دائما خلف فريقها حتى وهو في أسوأ حالاته لتؤكد أنها معه في الشدة والرخاء عكس جماهير بعض الاندية التى تختفي بمجرد ما يتعرض فريقها لنكسة. وأخيرا يؤكد النجم الدولي الكبير والذي يعد من أساطير كرة اليد السعودية سيد أحمد حبيب أن المشكلة تبدأ أولا من التحكيم خصوصا من خلال تساهل الكثير منهم مع الخشونة المرتكبة من بعض اللاعبين مما يستدعي الاحتقان في نفسيات اللاعبين وكذلك الجماهير خصوصا في حال التساهل مع الضرب المتعمد من قبل بعض اللاعبين. واضاف: الجمهور له دور كبير في هذا الامر خصوصا اذا كان فاهما للانظمة والقوانين مثل جمهور الخليج فلا يقبل الزلات الكثيرة من قبل التحكيم وهذا الامر رغم ايجابيته كون الجمهور يعرف قوانين اللعبة وبالتالي لا يقبل بكثرة الاخطاء تجاه ناديه وفريق كرة اليد تحديدا.