قبل عدة أيام تلقيت خطابا رسميا من وكالة ناسا لعلوم الفضاء حيال اختياري ضمن قائمة من لهم صلاحية الاتصال بمحطة الفضاء الدولية والتي يوجد بها حاليا ستة من رواد الفضاء. ثلاثة متواجدون منذ فترة وثلاثة للتو وصلوا للمحطة الدولية. من بينهم اثنان سيمكثان في الفضاء الخارجي لمدة عام كامل ليكون أحدهما (غيني بيغ) كحقل تجارب علمية وصحية في تجربة لن تتكرر في علم الفضاء. وهذا جزء من القصة. في شهر نوفمبر عام 2012م احتضنت الرياض تجمعا عالميا لرواد الفضاء ومتخصصين محليين ودوليين من 18 دولة عبر المؤتمر السعودي الدولي لتقنية الفضاء والطيران الذي نظمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والذي رعاه في ذلك الوقت الملك عبدالله بن عبد العزيز -رحمه الله-. وقد كان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار هو رئيس اللجنة الإشرافية للمؤتمر. وقد كنت مدعوا لهذا المؤتمر كون أحد زملاء الدراسة ضمن الوفد القادم من وكالة ناسا للفضاء. وهو العقيد البحري المتقاعد سكوت كيلي. وهو الآن أحد أهم رواد الفضاء في العالم. وأثناء الأحاديث الجانبية قام رائد الفضاء بإبلاغي بأن وكالتي ناسا والوكالة الروسية لعلوم الفضاء قد قررتا أن يكون هو ورائد الفضاء الروسي ميخائيل كورمينكو للقيام بتجربة المكوث في المحطة الدولية لمدة عام. واحدى هذه التجارب سيتم إجراؤها عليه شخصيا في الفضاء وفي الوقت نفسه تتم مقارنة التغيرات بينه وبين أخيه التوأم والذي هو أيضا رائد فضاء ولكنه سيكون على سطح الأرض. وبعد إبلاغي قررت أن أقوم بنشر الخبر على صفحات جريدة اليوم كسبق إعلامي عالمي. ولي الحق في ذلك دون مساءلة لأن مصدر الخبر معروف. ولكن ترددت بسبب تخوفي من إلغاء التجربة بعد أن رأى العالم بوادر أزمة بين أمريكا وروسيا بسبب أوكرانيا. وبعد أن تم تعيين الأستاذ عبدالوهاب الفايز رئيسا للتحرير بجريدة اليوم قمت بإبلاغه بالأمر. والحق يقال انه أعطاني حرية نشر مقال بهذا الخصوص. ولكن وبعد فترة من التردد، قمت بنشر مقالات تلميحية بهذا الخصوص لتقوم بعدها كل وكالات الأنباء العالمية بنشر الخبر. وقبل عدة شهور قامت مجلة التايم الأمريكية بوضع صورة رائد الفضاء على غلافها وتحدثت بالتفصيل عن ماذا سيتم وخاصة فيما يتعلق بصحة بعض النظريات العلمية ومنها نظرية ألبرت إنشتاين حول تغير العمر لمن يعيش لفترات طويلة في غياب الجاذبية الأرضية. وهذا ما سيعرفه العالم في شهر مارس من عام 2016م. وبعد الإعلان عن الرحلة رسميا تلقيت دعوة رسمية من وكالة ناسا لأكون متواجدا إما في مدينة بيكانور بكازاخستان لحضور انطلاق الصاروخ زيوس في الرحلة رقم 43 للمحطة الدولية، أو في مركز جونسون للمراقبة التابع لوكالة ناسا في مدينة هيوستن. وللحديث بقية. * كاتب ومحلل سياسي