بعد أن تطورت الأبحاث العلمية على الأرض، تزامن معها حاجة ماسة للقيام بأبحاث علمية في ظل غياب الجاذبية الأرضية. وقد كانت وكالات الفضاء وخاصة الروسية والأمريكية، تقوم برحلات قصيرة للفضاء الخارجي وبتكلفة عالية؛ لعمل تجربة علمية معينة ومحددة. ومع مرور الوقت استطاعت وكالة ناسا لعلوم الفضاء بتطوير آلية للذهاب إلى العالم الخارجي، عبر القيام بصناعة أربعة من مركبات الفضاء التي تستطيع الذهاب إلى الفضاء لمدد طويلة والرجوع بنفس المركبة. وهذه المركبات يطلق عليها مكوك فضائي. وهي كولومبيا وتشالنجر وديسكوفري وإنديفور. ولكن العلماء من الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت ومعهم علماء من امريكا كانوا يحتاجون البقاء لمدد أطول بأسلوب مختلف، حتى قبل تلك الفترة. وقد كان هناك محطتا مير وسكاي لاب، ولكن الطموحات كانت أكبر. وبالفعل تم إطلاق محطة سميت بمحطة الفضاء الدولية؛ لكثرة الدول المشاركة فيها. وتم وضع أول جزء منها في مدار محدد في العام 1998م. وبعدها تم زيادة الوحدات التابعة لها إلى أن اكتملت وبدأ وصول أول طاقم لها في العام 2000م. ومنذ ذلك الوقت أصبحت المحطة الدولية مأهولة برواد الفضاء، رغم أن المحطة الدولية لم تكتمل إلا في العام 2011م. والمحطة الدولية تدور في مدار حول الأرض على ارتفاع يصل إلى (400) كيلو متر، وبسرعة تصل إلى (28000) كيلو متر في الساعة. وتدور حول الأرض كل (90) دقيقة. وبإمكان هذه المحطة الدولية من استيعاب عدد ستة رواد فضاء كحد أقصى. وقد وصلت تكلفة هذه المحطة إلى أكثر من مائة بليون دولار. وعادة يذهب لها رواد الفضاء ويرجع منها إما من محطة الإطلاق الخاصة بناسا التي يتم إطلاقها من ولاية فلوريدا، أو من محطة الإطلاق الروسية التي تطلق صوارخ من نوع سيوز من مركزها في بيكانور بكازاخستان، والتي في السابق كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي. وهذا ما يتم حاليا للوصول لمحطة الفضاء الدولية في الوقت الحالي بعد أن قامت وكالة ناسا بإيقاف برنامج المكوك الفضائي والذي أصبح قديم نسبيا بالنسبة لأمريكا، والتي بدأت في برامج مختلفة مثل برنامج اورايون وغيرها من البرامج الأخرى التي هدفها الذهاب للفضاء السحيق؛ لدراسة الكواكب والنيازك البعيدة جدا عن كوكب الأرض. والمحطة الدولية عبارة عن قمر صناعي كبير جدا وبمثابة مختبر علمي يتم فيه اختبار كل ما له علاقة بما يجري في الأرض، ولكن دون الجاذبية الأرضية. وفيما يخص بقاء رواد الفضاء في المحطة الدولية فيتفاوت ما بين عدة أيام وعدة أشهر. وهذا يعتمد على دور رائد الفضاء والمهمة المنوطة به وكذلك خلفيته العلمية. ولكن وقبل عدة أيام وبتاريخ 27 مارس في الساعة الثالثة بتوقيت مدينة هيوستن تم إطلاق مركبة سيوز في المهمة رقم 43 من كازاخستان في تجربة لن تتكرر في علم الفضاء باتجاه المحطة الدولية. وسنتحدث عن ذلك لاحقا.