تشهد الأحساء طفرة كبرى في مختلف المجالات الاقتصادية حيث أصبحت هدفاً إستراتيجياً لعدد من المستثمرين وشركات القطاع الخاص. ويأتي ذلك، تزامناً مع ما تشهده المحافظة من حراك اقتصادي، ساهم في جذب رؤوس الأموال خلال السنوات القليلة الماضية. على صعيد موازٍ، فإن الأحساء تمتلك مقومات النجاح الرئيسية، باعتبارها أكبر واحة نخيل في العالم، ووقوعها على ضفاف الربع الخالي وإطلالتها البحرية. وأشارت دراسة متخصصة إلى أن عدد التذاكر الصادرة الداخلية والدولية من سوق الأحساء منذ بداية 2007 حتى نهاية سبتمبر 2008 بلغت (285،467) تذكرة، ونصيب الخطوط الجوية السعودية منها (28،859) تذكرة، ومن هنا بدأ التغيير، وتم تحويل المطار فيما بعد إلى مطار إقليمي في 3 نوفمبر 2012. كما أن مضايقة رحلات «أرامكو» كان لها الأثر في سرعة التطوير لمعظم الخدمات في المطار، فالمطار يشهد استقبال 48 رحلة طيران لمنسوبي «أرامكو»، وهو ما تسبب في حدوث زحام في صالتي المطار، وتأخر استكمال إجراءات سفر وقدوم المسافرين في المطار، وهو ما تسبب في هجرة كثير من المسافرين إلى مطارات أخرى مجاورة، فتم العمل على تطوير خدماته سريعاً لتكون جاهزة بشكل كامل مطلع 2015، وطالب عدد من أهالي الأحساء بزيادة الرحلات وتحويل المطار إلى دولي. وقال رئيس لجنة السياحة والآثار عبداللطيف العفالق: مما لا يدعو للشك، فإن النقل وخاصة النقل الجوي، هو أحد الوسائل المهمة جداً لتنمية السياحة والتجارة والصناعة. ولقد فتحت الأجواء حول مطار الأحساء من محلي إلى إقليمي، ولا تزال المعاناة شديدة، كونه قلة الرحلات الداخلية؛ وهي: ثلاث رحلات إلى جدة واثنتان إلى الرياض وهذا لا يكفي احتياج الأحساء محليا. أما إقليميا، فهناك رحلات إلى دبي والشارقة والدوحة، وتعتبر خطوة ممتازة، ولكن عدد الرحلات قليل، ولا نزال في حاجة إلى وجهات أخرى؛ كعواصم الخليج ومصر ولبنان والأردن، وهناك مناطق تحتوي على عدد سكان أقل من الأحساء، ولديهم مطارات أكبر ورحلات أكثر. والحاجة الكبيرة إلى تطوير النقل الجوي وتطوير المطار، فالمطار به قاعة واحدة مع وجود عدد كبير من رحلات أرامكو تجعل طاقة المطار الاستيعابية ضئيلة جداً، ولا يزال المطار غير قادر على استيعاب شركات أكثر، فنحن بحاجة إلى إنشاء مبنى جديد للمطار يليق بمستوى الأحساء. وأضاف: إن معاناة سكان الأحساء في السفر كبيرة، فنحن نسافر إلى البحرين أو الرياض من أجل أن نسافر إلى بلد ما، كما أن أهل الأحساء يتزاورون مع أقاربهم في المناطق الأخرى ودول الخليج. وذكر رئيس شباب الأعمال بالغرفة الأحساء التجارية صلاح المغلوث، أن الأحساء تعتبر أهم منطقة جغرافية في المملكة، كونها تمثل ثلث مساحة المملكة، وأكثر مدينة لها منافذ متعددة مع الدول المجاورة؛ مثل قطر والإمارات وسلطنة عمان، وحتى البحرين كحدود بحرية من جهة الخليج العربي في منطقة العقير، بمعنى أن الأحساء تضاهي وتتفوق على مناطق حدودية أخرى بعدد المنافذ كمنطقة نجران وجازان وتبوك والخفجي وحفر الباطن، وهذه المواقع الإستراتيجية تعتبر شريانا هاما لحركة التجارة بين المملكة ودول الخليج بعضها مع بعض، ناهيك عما تتميز به الأحساء من مكانة قوية، وعوامل جذب للاستثمار في القطاعات التجارية والصناعية والسياحية والزراعية، وكل ما سبق تدعمه المشاريع الضخمة الموجودة حاليا، سواء الحكومية أو الخاصة، ووجود مطار دولي كبير مؤهل لاستقبال الرحلات الدولية من جميع أنحاء العالم، بات أمرا ضرورياً وخصوصاً أنه سوف يكون ذا جدوى عالية في كل الأمور الاقتصادية والسياحية وغيرهما. وفي اعتقادي الشخصي، فإن وجود مطار دولي في الأحساء، يجب أن يكون الآن وليس غداً، لمواكبة التطور والنهضة التي تعيشها المملكة، والتطور السريع الذي يحدث في العالم أجمع، فكل هذا سوف يكون- بإذن الله- له انعكاس جيد ومردود اقتصادي جيد للمملكة. وقال رجل الأعمال والمستثمر في قطاع الشقق الفندقية أحمد العباد: إنه منذ تحويل مطار الأحساء إلى إقليمي، ساهم في زيادة حجوزات الشقق والغرف الفندقية بشكل كبير، واتجه الكثير من المستثمرين سواء من الأحساء أو من خارجها إلى إنشاء الفنادق، ولا شك أن تحويل المطار إلى دولي من شأنه أن يسهم في دعم الحركة السياحية والاقتصادية، كما أن الأحساء تشهد مرحلة تطوير عمراني، وغالب عمالتها من الدول الآسيوية، فنحن محتاجون إلى رحلات يومية إلى الهند والفلبين لتسهيل حركة سفرهم. أضف إلى ذلك، أن أهالي الأحساء في حاجة ملحة إلى توفير خدمات متكاملة في مطار المحافظة، لافتا إلى أن منهم المرضى والمبتعثين والتجار، والذين يحتاجون إلى التنقل جوا بصورة مستمرة. وذكر رئيس المجلس البلدي ناهض الجبر قائلا: تشهد الأحساء طفرة كبرى في مختلف المجالات الاقتصادية، وتعتبر منذ مطلع 2010 هدفاً إستراتيجياً لعديدٍ من المستثمرين وشركات القطاع الخاص، ويأتي ذلك تزامناً مع ما تشهده المحافظة من حراك اقتصادي ساهم في جذب رؤوس أموال خلال السنوات القليلة الماضية. وعلى صعيد موازٍ، فإن الأحساء تمتلك مقومات النجاح الرئيسية باعتبارها أكبر واحة نخيل في العالم ووقوعها على ضفاف الربع الخالي وإطلالتها البحرية، مما دعا سياسة المملكة السياحية لوضع الأحساء على قمة هرم مشاريع تنمية السياحة على مستوى المملكة، ويأتي شاطئ العقير كأول المشاريع، وتلك الخطط الاستراتيجية لسياحة الأحساء تضع إجباراً- كمطلب ملح- أن يتوسع نشاط مطار الأحساء الدولي، والذى يعد ثاني مطار دولي يخدم المنطقة الشرقية بعد مطار الملك فهد الدولي بالدمام، وكون المطار في رابع أكبر مدينة سعودية في عدد السكان، ونظراً لوقوع الأحساء كبوابة لدول الخليج، فذلك يمنح المطار ميزات إستراتيجية واقتصادية قوية كفيلة بأن تزاحم بها أفضل المطارات في المملكة، حيث يعتبر من أقدم المطارات المعتمدة في العالم العربي، وقد زادت من أهمية المطار الدراسة المتخصصة التى أفادت أن عدد التذاكر الصادرة- الداخلية والدولية- من سوق الأحساء منذ بداية عام 2007، وحتى نهاية سبتمبر 2008 (285،467) تذكرة، وكان نصيب الخطوط الجوية السعودية منها (28،859) تذكرة. ومن هنا، بدأ التغيير، حيث تم تحويله، فيما بعد إلى مطار إقليمي في 3 من نوفمبر 2012، وكان لرحلات «أرامكو» الأثر في سرعة التطوير لمعظم الخدمات في المطار، فالمطار يشهد استقبال 48 رحلة طيران لمنسوبي «أرامكو»، وهو ما تسبب في حدوث زحام في صالتي المطار، وتأخر استكمال إجراءات سفر وقدوم المسافرين في المطار مما تسبب في هجرة كثير من المسافرين إلى مطارات أخرى مجاورة، فتم العمل على تطوير خدماته سريعاً، لتكون جاهزة بشكل كامل في مطلع 2015م، حيث تبنت إدارة مطار الأحساء، وشركة أرامكو السعودية، مهمة تطوير وتوسعة مطار الأحساء، بجانب تحسين بعض المرافق من المباني والصالات الداخلية وأعمال الديكورات الجمالي، فتم تجهيز المطار بساحتين لوقوف الطائرات بمساحة 91 ألف متر مربع وصالة ركاب بمساحة 3600 متر مربع وصالتين لكبار الشخصيات، بالإضافة إلى المكاتب الإدارية والخدمية، وبذلك اعتمد رسمياً كمطار دولي يوم الأحد 17 من نوفمبر 2013. وكانت الهيئة العامة للطيران المدني، قد تسلمت نسخة من دراسة متكاملة عن حجم حركة المسافرين والحجوزات في مكاتب السفر والسياحة والطيران في الأحساء، أملاً في الموافقة على مزيد من الرحلات في مطار الأحساء، بما يتناسب مع الحركة الكبيرة والمطردة في حجم المسافرين من الأحساء وإليها، وكشفت الدراسة عن توقّعات بنمو حركة السفر في مطار الأحساء خلال الفترة من 2015 حتى 2020، متضمنة إجمالي عدد المقيمين العاملين في الأحساء، والذين يتجاوز عددهم ال 300 ألف عامل مقيم، وهؤلاء هم بحاجة- بمعدل كل سنة- إلى 150 ألف رحلة طيران لبلدانهم، عطفاً على العدد الكبير للمسافرين من أبناء الأحساء، والذين يتجاوز عددهم مليون نسمة. وتضمنت الدراسة بحث المخطط العام للمطار، متضمنةً دراسة الطلب المتوقع على خدمات النقل الجوي على مدى خمسة وعشرين عاماً مقبلة، وتحديد مشاريع البنية التحتية الضرورية لتطوير المطار. ومن هنا، عاش أهالي الأحساء حالة من الترقب على مدى الأيام التي سبقت افتتاحه كمطار دولي، وانتظار نتائج التطوير، والأمل يحدوهم في انتهاء معاناتهم التي استمرت لأكثر من أربعين عاماً من التنقل بين مطارات الدماموالبحرين والدوحة للسفر إلى الخارج. ومما تجدر الإشارة إليه أن 30% من الرحلات التي تخرج من مطار الدمام، تباع تذاكرها في الأحساء، كما أن50% من مستخدمي مطار الملك فهد بالدمام هم من الأحساء، بدليل ما أثبتته الإحصائيات الأخيرة لتذاكر السفر الصادرة من مكاتب الأحساء، فيما يقدَّر المسافرون على القطرية ويقطنون الأحساء بنسبة تزيد على 50%،وكذلك 17% من المسافرين من مطار البحرين الدولي هم قادمون من الأحساء. كما أن الهيئة العامة للطيران المدني، تبذل جهوداً كبيرة في سبيل تهيئة مطار الأحساء لتشغيل رحلات إقليمية دولية، وتحقيق جميع المتطلبات للتشغيل الدولي، والتي من بينها توسعة ساحات مهابط الطيران «المدرج» لاستقبال طائرات كبيرة، وتوفير أجهزة متخصصة لأعمال التفتيش بالأعداد الكافية لاستقبال المزيد من المسافرين على تلك الرحلات، وتخصيص كبائن لخدمات المسافرين وموظفي الجوازات والجمارك والشرطة ورفع الطاقة الاستيعابية لمواقف السيارات. وزيادة مساحة صالتي القدوم والمغادرة وتجهيزهما بأحدث التجهيزات، بالإضافة إلى تطوير أعمال برج المراقبة والأنظمة الإلكترونية والأجهزة الملاحية والإضاءة في المدرج لهبوط، وإقلاع الطائرات بجانب زيادة فرق الأمن والسلامة والصيانة بما يتلاءم مع التشغيل الدولي. اثناء استلام الحقائب بالمطار