أصبحنا نرى بين الحين والآخر العديد من الشباب السعودي ممن يعملون في المطاعم سواءً في طهي وإعداد الطعام أو تقديمه أو في محاسبة الزبائن، وغيرها من الأعمال التي تتطلبها هذه المهنة، إذ إنَّ جُلَّ ما يحتاجه الشباب في هذه الحالة هو التشجيع والدعم وزرع الثقة في نفوسهم، إلى جانب أهمية دور القطاع الخاص في استيعاب الراغبين منهم في ممارسة هذه المهنة. وكذلك الدور الكبير الذي يجب أن تبذله الجهات المعنية في هذا المجال، إضافة إلى ضرورة زيادة الوعي بأهمية ممارسة هذه المهنة، خاصةً من قبل مدارس التعليم العام ووسائل الإعلام المختلفة. مهارات وقدرات خاصة واعتبر الموظف طه الموسى خريج الكلية قسم الحاسب بالكلية التقنية الذي يعمل في الصباح بإحدى الشركات الأهلية وفي المساء في مطعم لبيع المعجنات في استقبال وإعداد الطعام أن عمله في المطاعم تجربة متميزة بالنسبة له أضافت له مزيداً من المهارات والخبرات التي لم يكن يتوقع أن يكتسبها، على صعيد التعامل مع الجمهور. إضافة إلى زيادة مقدار حسن التعامل مع الجميع، لا سيَّما أنَّ زبائن المطاعم عادةً يكونون من مختلف الجنسيات والاعمار، لافتاً إلى أنَّ لدى الشاب السعودي قدراً كبيراً من الطاقة والمهارة والقدرة على إجادة المهام المنوطة به في مختلف المجالات. واضاف انه مصمم على استيعاب هذه المهنة التي يراها جديدة على الشباب السعودي لكن لا يوجد شيء صعب فكل شيء يمكن تعلمه وكل عمل يمكن اتقانه كما يقولون. تنمية الثقة في النفس وقال الموظف عبدالله الأحمد الذي يدرس في الصباح بجامعة الملك فيصل بقسم العلوم تخصص أحياء ويعمل في إعداد الطعام في المساء : إن وجود العمل لا يوجد له فارق من شأنه ان يشعر بالملل كما انه يحسن دخله من خلال هذه المهنة. مؤكداً أنَّ العمل في هذا المجال من شأنه الحصول على جيل يمكن الاعتماد عليه في كافة المجالات، مشدداً على ضرورة تعزيز الثقة في النفس لديهم، خاصةً أنَّ معظم الشباب لديهم الطموح والإصرار على العمل. لافتاً إلى أنَّه يمكن تعزيز جانب الثقة من خلال الدور الإيجابي الذي من الممكن أن تلعبه الأسر في البيوت فيما يتعلَّق بتشجيع الأبناء على العمل والاعتماد على أنفسهم في كسب الرزق، مؤكداً أنَّ العمل اليدوي لا يعيب الشاب، بيد أنَّ طلب حاجته من الآخرين هي العيب بذاته. ممارسة الأعمال اليدوية وقال الموظف حسن الموسى خريج كلية انتاج حيواني من جامعة الملك فيصل يعمل موظف في إحدى الشركات الاهلية في الصباح وفترة المساء في أحد المطاعم : إنَّ عمل الشباب السعودي في المطاعم يُعدّ واحداً من الأمور الإيجابية التي نتجت عن الحملات التصحيحية لأوضاع العمالة مؤخراً. مشيراً إلى أنَّنا بتنا نرى أعداداً لا بأس بها من الشباب العاملين في مجال المحاسبة والطهي وتقديم وجبات الطعام في العديد من المطاعم. موضحاً أنَّ العمالة الأجنبية كانت تحتكر العمل في هذا المجال، في ظل وجود نظرة قاصرة من بعض أفراد المجتمع تجاه ممارسة الأعمال اليدوية والمهنية، لافتاً إلى أنَّ النظر بإيجابية نحوها أدَّى إلى انخراط نسبة كبيرة من الشباب السعودي في هذا المجال. فتيات يتحدين الروتين وفي ذات السياق خرجت فتيات سعوديات عن المألوف وحققنا الطموح بشيء من الغرابة بحثاً عن الرزق وسعياً لتكوين الذات، إنهن كسرن حاجز الفراغ وضياع الوقت، وتحدين الكسل والروتين في العمل والمجالات المنحصرة لمجالات واسعة إلا ان نظرة المجتمع لهن تظل بين المؤيد والمعارض. وتحدثن ل (اليوم) عن طبيعة عملهنّ ك (نادلات) في المطاعم والصعوبات التي واجهنها في بداية عملهنّ، ونظرة المجتمع لعملهن، وهل صحيح أن هذا العمل مصدر رزق جميل!؟ بداية صعبة وشاقة تقول فاطمة : بدايتي ك (نادلة) في مطعم كانت صعبة وشاقة، حيث إن نظرة المجتمع لي كانت قاصرة ومحدودة، لكن إصراري على العمل والبحث عن الرزق والكسب الحلال جعل مني فتاة تتحدى الصعاب لتثبت للجميع مدى إمكاناتي، فإلى متى أنتظر مهنة التعليم أو غيرها مما لا جدوى منه، ضاعت سنين عمري في الانتظار، لذا فقراري كان تحديا مع الزمن وتحديا مع الجميع. تردد وخوف وتشاركها الرأي مريم خليفة بقولها : ربما كنت مترددة في بدايتي فكيف لي أن أكون نادلة في مطعم وكيف يكون تعاملي مع الزبائن، وما الصعوبات التي سأواجهها، وهل يتقبلني مجتمعي نادلة لكن - بحمد الله تعالى - استطعت أن أواري ذاك الخوف والتردد وأن أعمل بجد واجتهاد وأحب عملي الجديد والغريب على قول الكثير، فكل البدايات تكون صعبة وشاقة والتقبل يأتي فيما بعد. ملء فراغ وتضيف رانيا : رفض أهلي في البداية عملي نادلة في مطعم وشددنّ على ذلك، لكن بعد اصراري على العمل وملء فراغي بالمفيد وكسب لقمة العيش دون الحاجة للناس، وعدة محاولات للإقناع وافق أهلي على عملي بشروط ألتزم بها، والآن أنا أعمل نادلة دون مضايقات أو حرج. احتقار المهنة وتشير سوسن صالح بقولها : ربما يرفض الكثير هذا العمل وربما يحتقرونه، لكن ماذا نعمل؟ أو ماذا بأيدينا أن نفعله كي نتعايش مع زمن نبحث فيه عن لقمة العيش بصعوبة ؟؟ لم نترك مجالا إلا وطرقناه فنحن نحتاج الى أن نبني مستقبلاً كغيرنا، كما أن الحياة ومتطلباتها لا تنتهي وبما أنني أعمل بشرف فما المانع من ذلك! رأي الأهالي وكان لبعض الأهالي رأي في عمل الفتيات السعوديات نادلات في المطاعم، حيث قالت أم فهد : أنا لا أحبذ أن تعمل الفتاة السعودية في المطاعم نادلة لما يؤدي نتيجة عملها هذا إلى بعض المضايقات من البعض والاختلاط. وبينت أم رياض أنها لا تشجع على هذا العمل لحفظ كرامة الفتاة من مخاطر الاختلاط والتكشف والمضايقات من بعض ضعاف النفوس، وإن كان لا بد من ذلك فتوضع ضوابط وقوانين لذلك تجنباً للعواقب. وشددت أم خالد على عدم السماح للفتاة السعودية بالعمل نادلة لأن ذلك من وجهة نظرها لا يتناسب مع عادات وتقاليد المرأة السعودية ولا يتناسب مع تعاليم ديننا الحنيف، إلا إذا كان هذا المطعم خاصا للنساء فقط وبإدارة نسائية لتجنب الاختلاط والعواقب بعد ذلك. فكرة جميلة أما أم صلاح فقد رحبت بفكرة نادلة المطاعم وبينت أن كل عمل لا يخل بشرف الفتاة جميل ويجب أن نأخذ بأيديهنّ للعمل وطرد الفراغ القاتل والبحث عن رزق شريف يتناسب مع قدرات الفتيات. وتقول الأخصائية الاجتماعية فاطمة ال بريك بقولها : يبقى العمل لكسب لقمة العيش بشرف أمر لا نختلف عليه، لكن نحن كمجتمع سعودي خليجي تقليدي نبقى تحت وطأة العادات والتقاليد التي تحكم مجتمعنا والعمل بالنسبة للفتاة السعودية ك ( نادلة ) في فنادق أو مطاعم مختلطة يعرضها إلى الامتهان والمخاطر بما أنها ظاهرة غريبة ومستهجنة على مجتمعنا التقليدي المسلم، لكن ممكن ان تعمل ك ( نادلة ) بالمقاهي النسائية غير المختلطة وليس هناك قلة في الأيادي العاملة الرجالية. فمن المفترض من وزارة العمل أن تراعي نوع المهنة بما يراعي العادات والتقاليد خاصة بالمطاعم والفنادق ألا تكون الفتاة التي تعمل محل استهجان الآخرين لها بما يحفظ لها كرامتها وخصوصيتها على سبيل المثال : عمل المرأة بالبيع في المحلات النسائية خطوة جيدة وإيجابية لأنها تخدم المرأة. بالإضافة إلى أنها ساعدت الكثير من الفتيات السعوديات على الحصول على مهنة تكسب منها لقمة العيش. وتضيف آل البريك: أما العمل ك ( نادلة ) في المطاعم والمقاهي والفنادق العامة المختلطة من وجهة نظري فلا تناسب الفتاة السعودية بتاتا. متطلبات الحياة وتشاركها الرأي الأخصائية الاجتماعية أمل المسلم بقولها: مع زيادة متطلبات الحياة أصبح عمل المرأة مطلبا أساسيا أيا كانت طبيعته بشرط ألا يطغى على أخلاقياتها ودينها وأن تلتزم بقيمها وعاداتنا كمجتمع محافظ وألا يؤثر على أسرتها بحيث لا تقصر في واجبها كأم وأن تكون ملتزمة بالزي المحتشم، لكن من وجهة نظري أرى أن عملها ك ( نادلة ) في مقهى أو مطعم نسائي أفضل بكثير من المطاعم المفتوحة بحيث لا يؤثر على أخلاقياتها. وعلق رجل الاعمال محمد العفالق بقوله : من وجهة نظري الوقت الحالي غير مناسب لتأنيث العمل في المطاعم، حيث إن هناك وظائف كثيرة أولى بها أن تؤنث خصوصاً الوظائف التي لا يوجد بها علاقة مباشرة بالجمهور مثل وظائف الحجوزات في المطاعم أو الفنادق وفي المطبخ والمغسلة والحفلات والاستقبال فهي أسهل للتأنيث بدلا من تأنيث المطاعم. حسن الموسى أثناء عمل المعجنات مع مرور الوقت استطعت ابتكار اشكال جديدة بالمعجنات تلقى استحسان العملاء الموسى اكد انه لم يخجل يوماً من عمله ومارسه بثقة نفس طه الموسى الوضع الاجتماعي لم يمنع عبدالله الاحمد من ممارسة عمله العمل بالمطاعم زادني خبرة في الحياة الاجتماعية عبدالله الاحمد