استطاع الشاب مروان الهتلان رسام الجرافيتي تحويل حائط مستشفى مهجور على طريق الخليج الدولي للوحة تجميلية، شدت انتباه مرتادي الأحساء حيث احتوت الرسمة على كلمة "سبحان الله" بعرض تجاوز 14 مترا وطولها متر واحد، مشتملة على زخارف إسلامية بأكثر من 7 ألوان زينت هذا الحائط وتم إنجاز هذه الرسمة خلال 8 ساعات تم تقسيمها في يومين. "اليوم" كانت متواجدة أثناء رسم هذا الحائط مع عدد كبير من الشباب، الذين شجعوا الهتلان على هذا العمل المميز وطالبوا بمواصلة الرسومات على حوائط أخرى بموافقة الجهات المسؤولة. وقال مروان الهتلان صاحب الرسمة: إن قيامه بهذه الرسمة جاء بدعم من الرئاسة العامة لرعاية الشباب في مكتب الأحساء، وموافقة صاحب المبنى بعد أن قدمت لهم خطتي لتلوين هذا الحائط وإبراز موهبتي للمجتمع، فكلمة «سبحان الله» أبرزتها باللون الأبيض وأما الزخارف فكانت بالأسود وبينهما ألوان مختلفة تزين الرسمة. واستخدمت بخاخات ومولوتو وكان كل ذلك بعد التخطيط بالقلم الداكن، ليخرج العمل بشكل رائع يحفز المجتمع للموافقة على تزيين الشوارع الرئيسية بمواهبنا. وأضاف الهتلان: إنه استشار والديه والمختصين قبل القيام بهذه البادرة، ولقي إشادة واسعة خاصة مع تواجد زملائه حوله، وتم تداول رسمته في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لتكون معلما يفتخر به أهالي الأحساء بأيادي أحد شبابها. وتحفيز الشباب على عدم القيام بتشويه الممتلكات العامة بالبخاخات واستخدام الفن الهادف عن طريقها. وبين الهتلان أنه مستعد لتدريب المتحمسين للدخول في هذا المجال لأنه مغمور، ولا يوجد أشخاص مختصون في الأحساء أو المملكة للتدريب، فلذلك أتمنى أن يتم الاهتمام بهذا الفن ودعمه من الجهات المسؤولة لتطوير مواهب الشباب والاعتماد عليه في المهرجانات والمشاريع الجديدة. وقدم الهتلان شكره لرعاية الشباب على تبنيها والموافقة لإبراز موهبتي واحتضانها، حيث تم فتح المجال الكبير لي من خلال الاهتمام بالفن التشكيلي وهذا ما لمسناه من خلال العديد من المهرجانات والفعاليات التي تنظمها رعاية الشباب ويكون فيها الفن التشكيلي حاضرا وبقوة. حيث بدأت في هذا الفن منذ ثلاث سنوات وأحاول دائما أن أطور نفسي بجهود شخصية. وأكد مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالأحساء يوسف الخميس، أن الشباب يمتلكون مواهب عديدة ويجب علينا كجهات أن ندعمها بما نملك ونضعها في المسار الصحيح، وتطويرها لتكون قدوة لغيرهم الذين يستخدمونها استخداما سيئا في تشويه المرافق العامة. حيث تم تكفلت الرئاسة بأدوات الرسم لابن الاحساء مروان وإعطائه خطابا رسميا للقيام بهذه الرسمة الجمالية، التي خرجت بمظهر لم نكن نتوقعه وتداولها الناس بشكل كبير، ونحن مستعدون لدعم أي موهبة شبابية تخدم المجتمع، وهذا هو هدفنا في الرئاسة العامة لرعاية الشباب بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد الذي حثنا على تقديم جميع الإمكانيات لإبراز مواهب شباب الوطن. وقال الرسام الجرافيتي فؤاد الغريب: أنا من محبي الرسم الجرافيتي وهو ما يسمى الرسم على الجدران باستخدام (اير بروش) رسم ثلاثي الأبعاد، وأتمنى من الجهات الحكومية الاهتمام بمواهبنا أكثر وإعطائنا الفرصة لتزيين الحوائط بأشكال جمالية، وقد بدأت فعليا الرسم بمنتزه الملك عبدالله البيئي بالهفوف، بتوجيه من أمين الاحساء المهندس الذي كان له الدور الكبير في احتضاني ومنحي الفرصة لان أقدم ما أستطيع عبر هذا الفن المحبب لدى كثير من شرائح المجتمع خصوصا الشباب، وهذه الانطلاقة عبر الرسم الجرافيتي بدايتها بالمنتزه ومن ثم ستشمل العديد من المرافق العامة المختصة بالأمانة. وبين الغريب ان الرسم الجرافيتي واسع ومنوع حسب هواية الشخص، ومحافظة الاحساء الواحة الجميلة بيئة مشجعة للرسم من مختلف مواقعها خصوصا مزارعها ومواقعها الاثرية وتاريخها العريق، والنهضة الكبيرة التي تعيشها التي سيكون لها الطابع الجميل بهذه الرسومات على الممرات والمماشي والجسور والأنفاق واستخدام هذا الفن عملية توعوية ومناظر جميلة. وكشف أمين أمانة الأحساء المهندس عادل الملحم عن وجود دراسة للأمانة في أن يشمل التجميل بهذا الفن التشكيلي حوائط الجسور والأنفاق القائمة والجاري تنفيذها. وقامت الأمانة حاليا بتنفيذ برنامج لتجميل حوائط وممرات "مضامير المشاة بعدد من المنتزهات والمرافق العامة" بالمحافظة عن طريق الرسم "الجرافيتي" بريشة الفنان التشكيلي الشاب فؤاد الغريب الذي بدأ العمل فعلياً بمنتزه الملك عبدالله البيئي من خلال رسومات "3d" في ممرات المنتزه ومرافق النافورة التفاعلية، وأوضح الملحم أننا أتحنا الفرصة لمواهب الفنون التشكيلية بالمشاركة عبر العديد من أنشطتها وفعالياتها ذات الطابع السياحي والخدمي كمهرجانات الصيف والفعاليات الشبابية ومهرجانات الاعياد والتمور، والاستفادة من قدرات ومواهب المبدعين الفنية في عملية التجميل والرسومات المعبرة في بعض الميادين العامة مع تبني الأمانة كافة متطلبات ولوازم التنفيذ وتحديد المواقع والإشراف عليها عبر آلية مقننة. مؤكدا أن الامانة نفذت تجربةً لهذا المجال من خلال تشجيع الفنانين من الشباب بالرسم الحر على ممرات منتزه الملك عبدالله البيئي، وكذلك تخصيص ركن لهم في مهرجان تسويق التمور في العام الماضي، ووجد ذلك انطباعاً مشجعاً من الزائرين بتأييد هذا التوجه واحتضان المواهب الوطنية.