ما زال مصطلحا غير واضح.. التصنيف الجنسوي للنص الأدبي.. أذكر في إحدى المحاضرات التي أقيمت في مؤسسة ثقافية، تحت عنوان "الأدب النسوي" –مع التحفظ على المصطلح- قدم أحد النقاد ورقة عمل عن مفهوم هذا الأدب واستشهد بعدة أعمال في هذا الجانب، ولكن من الأخطاء التي وقع فيها الناقد أنه لم يذكر تعريفا جامعا مانعا للأدب النسوي، ولم يضع معايير محددة يصنف على ضوئها الأدب «نسوي أم ذكوري»؟! ما الذي يحدد النص النسوي، هل اسم الكاتب أم النص الذي يتناول قضايا نسائية، حتى لو كانت صادرة من رجل، وكيف تصنف الكتابات الذكورية التي تتناول قضايا نسائية، والعكس الصادرة عن امرأة. وهذا المطب الذي وقع فيه الناقد حيث تضمنت ورقة عمله رواية بعنوان (الأماكن في عيون جمانة)، للكاتب ندى العريفي، وصنفها تحت الأدب النسوي مقاربة لاسم الكاتب، لكن ما لا يعرفه الناقد أن الكاتب رجل وهو كاتب وسيناريست سعودي مقيم في الكويت، وإن كان يحمل اسما مشتركا للجنسين، مما جعل الناقد يقع في خطأ التصنيف بإدراج رواية ذكورية حسب تصنيفه تحت دراسة لروايات نسائية. النقطة الثانية: أن الناقد أدرج روايات لأسماء مستعارة، تحت مسمى الأدب النسوي، ولا تحمل هذه الأسماء هوية ذكورية أو نسوية، ولكنه استند على ما يشاع في الساحة، أن الرواية تعود للكاتبة الفلانية مع عدم اعتراف الكاتبة علنا بالعمل. وصنفها ضمن الأعمال النسوية والرواية لكاتب وليس لكاتبة، والسؤال الآخر هناك كتابات لرجال بأسماء نسائية مستعارة كشفت فيما بعد هل يتم تصنيف هذا الأدب على أنه ذكوري أم أنثوي؟. لماذا لا يوجد هذا التصنيف إلا داخل العمل الأدبي وتحديدا للكتابات السردية، لماذا مثلا في الفن التشكيلي لا نرى مثل هذه التصنيفات التشكيل النسوي والتشكيل الذكوري؟ وكذلك في الجانب الاقتصادي لا نسمع تصنيفا لمشروع ذكوري أو نسوي، وما نقصده ليس بمفهوم التعريف ولكن التصنيف من منطلق الإضافة ضمن منظومة اقتصادية أو فنية أو أدبية داخل هذا الكيان. ما يطرح من دراسات حول ما يسمى الأدب النسوي، واضح أنها حالة فرز متعمدة يقصد بها إما التقليل من قيمة العمل الأدبي، أو الكاتب بوصف جنسه، لماذا لا تدرس هذه الأعمال في سياق جنسها الأدبي وليس تصنيفها الجنسي؛ لأن تناول هذه الأعمال بهذه الطريقة فيه نوع من الوصاية من قبل الناقد، حتى وإن تظاهر أنه منصف للمرأة وفيه، حالة من الاستصغار حتى وإن درس أدب المرأة من منطلق ما يدعيه محاولة تكريس حضورها. ما تحتاجه الساحة دراسة الأدب بكل ما يحويه من قضايا إنسانية وجمالية وفنية، وليس تصنيفه مهما كان كاتبه.