أكد الناقد خالد الرفاعي إيمانه بالتصنيف الجاهز لرواية نسائية وأخرى رجالية، ويقول: «أدعو إلى هذا التصنيف، وأفرق بين نسوية ونسائية، يسهل معرفة جنس الكاتب من النص. لماذا نقبل بالتفريق قديماً بين أدب عباسي وأدب أموي وليس بينهما فرق حقيقي. في العصر الحديث هناك تقسيم إقليمي سعودي كويتي مع أنه لا فرق بين البلدين في العادات، فإذا جئنا نفرق بين أدب نسائي وأدب رجالي، قالوا لا تفرق، لا يجوز، الأدب هو الأدب وإن تباعدت عصوره وأقاليمه، إذا تم إلغاء التفريق أو التصنيف على اعتبار الدول أوافق على إلغاء التصنيف على حسب الجنس، يكفي أن تدرس بنية البكاء في الرواية تجده مختلفاً بين الجنسين رجالاً ونساءً، ستجد فرقاً كبيراً في الأسلوب بين الكاتب والكاتبة». وأضاف أن هناك أزمة بشكل عام عند المرأة سعودية كانت أم عربية أم عالمية، «في فرنسا تجد الروائية هناك إشكالات، مثل ما يواجهه غيرها. عندنا، لو قدمت عملاً روائياً ما لناقدة، من دون اسم المؤلفة، أي استبعدت الاسم وقلت هذا النص لمؤلفة ماتت.. ما رأيكِ فيه؟ ستقول النص متأزم في شكله والشخصيات واللغة ضعيفة! هل لأن رواية المرأة مأزومة في ذاتها ففشلت في إيصال الرسالة للآخرين، للقارئ؟ بعضها نجحت والكثير منها فشل في التوصيل، فالقول إن الأزمة في الشكل هي الأفضل من وجهة نظري». وتوقف عند رواية «بنات الرياض»، وقال: «درسها ناقد بحجم عبدالله الغذامي، وقال عنها: إنها رواية جميلة، وقلت أنا بالإثبات إنها غير أدبية! وجاء محمد السحيمي، وأقام موازنة بين الرأيين، فقلت: أرح نفسك! الدكتور الغذامي - وهو أفضل من الرفاعي- ينطلق من رؤية نسقية درس بها الظواهر الاجتماعية كالبلوت وكرة القدم والثقافة التلفزيونية، والرواية تظل أفضل من كل هذا. أنا اختلف عنه، منطلقاتي النص وليس البحث عن النسقي في العمل الأدبي، أنا أدرس اللغة والزمان والمكان.. أي السياقيات. إن درست العناصر الفنية واحداً واحداً فستنتهي بك إلى النهاية التي توصلتُ إليها.. لو تأملنا غاية التأمل فربما تزيد النسبة»، لافتاً إلى أن عدد الروايات النسائية من عام 1958 إلى 2007 (112) رواية مكتوبة بقلم نسائي. «وهي التي وصلتُ إليها بعد البحث المضني.. قرأت منها 80 لكن في دراستي للماجستير، اعتمدت على 50 رواية، لاحظ معي 50 رواية في نصف قرن، وحتى لا اتهم بالتحيز لفترة دون أخرى فقد تنوعت الفترات الزمنية لكتابة هذه الأعمال. أي منذ كانت المرأة ممنوعة من دخول المدارس، إلى أن أصبحت الناقدة تجلس بجانبك تحاور وتناقش، ومع ذلك انتهيت إلى النتيجة ذاتها». وقسم الرفاعي النقد إلى ثلاثة أنواع، الأول الدلالي، «يهتم بالموضوع والأفكار مثل معجب الزهراني وحسين المناصرة إلى حد ما، النقاد هنا يهتمون بهوية المرأة داخل النص وفكرة النص، ماذا تريد المرأة أن تقوله داخل النص. الثاني: النسقي مثل عبدالله الغذامي ويتماس معه معجب الزهراني في بعض كتاباته، فهم يهتمون بالأنساق التي تتحرك تحت الرواية، ولا يهتمون بالرواية فنياً ولا بمواضيعها، هم يبحثون عن النسق الذي اهتمت به الرواية فقط وهؤلاء نحترمهم ولهم مجالهم. والثالث: السياقي ونقاده هم المهمون و يكادون يكونون غائبين لندرتهم في الساحة، النقاد السياقيون يأتون إلى النص فيقولون هذا أدبي وهذا ليس بأدبي، وهذا النقد في ظني، في هذا الوقت بالذات، أصعب أنواع النقد. النقد السياقي هو الأصل قبل النسقي والدلالي. فمنذ القدم كان الحكم: هذه القصيدة أفضل، فلان اشعر الشعراء، وفلان أفضل لأنه قال كذا، واستنوق الجمل! وغيره الكثير». وحول الروائية رجاء عالم قال الرفاعي في الحوار الذي نشرته مجلة «رؤى» (يصدرها نادي حائل الأدبي): بوصفها روائية متميزة حد الجنون، لكن اللغة التي استخدمتها في خمس من رواياتها لغة انقطاعية! وإلا تظل رجاء روائية متميزة على المستوى المحلى والعربي، فقد خطّت لها طريقاً يابساً كما يصفها أحد النقاد. وكما تعلم ظهرت في الستينات هذه الموجة الحداثية في الغرب تتعمد إرخاء أية علاقة بين الواقع وبين الواقع القائم في الرواية، وهذا ما يسميه الدكتور محمد جاسم الموسوي في «ثارات شهرزاد» ب «النرجسية الفنية» وهي نرجسية تتعالى بها الكاتبة على كل الكتاب، والنقاد يتحاشون القول بأنها (روايات فاشلة) أو « أننا لا نفهمها» فيلعبون على خيوط أخرى... مثل الدكتور معجب العدواني، في دراسته من جامعة البحرين عام 1998 يلعب على أرقام الصفحات، وعلى أمور من النصوص الموازية هروباً من مواجهة النص الحقيقي. الدكتور المناصرة الذي يدافع اليوم عن رجاء عالم لم يقرأ إلا رواية واحدة لها «أربعة صفر»، ويقول قرأتها ولم أفهم، لكنني دعيت إلى الكتابة فيها فكتبت.