في أوقات السلام والاطمئنان، مثلما في ساعات الحروب والشدائد، يكون الدور الإعلامي، قائداً للرأي العام، ومدافعاً عن بنية الدولة وسيادتها ووحدتها.. وكرامة مواطنيها. ولأن الإعلام -في كل الأوقات- سلاح لا يقل خطورة ولا أهمية، تكون مسؤوليته أكبر بكثير من حالة «الإخبار»، ليتخندق بوضوح وصراحة ووعي، في مواجهة الخطر الدعائي، المتمثل في الشائعات، وما أكثرها، خاصة تلك التي تتعرّض لها مملكتنا الحبيبة في كل الظروف والأحوال.. في إطار ما يُعرف بحروب الجيل الرابع من المعلومات، والتي تتناثر في الهواء الطلق، لتنال من أي شيء أو أي إنجاز. والموقف الراهن بالطبع، وتحديداً بعد القرار الشجاع الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بقيادة العمل العربي المشترك، في إطار «عاصفة الحزم» عبر التدخل العسكري في اليمن، لحماية أمن المملكة القومي، والتصدي لإرهاب الجماعات المتطرفة التي أسقطت مقومات الدولة اليمنية وجعلتها رهينة لميليشيات مسلحة، مدعومة للأسف إقليمياً من قبل إيران، يتطلب ألا يقل شجاعة عما يقوم به أبناؤنا وأشقاؤنا في القوات المسلحة، ويقف في خندق حماية بيتنا الداخلي الكبير، من توابع الضربات المؤلمة التي نوجهها لهذه الميليشيات والعصابات. وفي حروب الجيل الرابع من المعلومات، تكون الشائعات والأكاذيب التي تستهدفنا نحن بالذات، ومعنا إقليمنا الخليجي تحديداً، مرتعاً خصباً لذوي النفوس والعقول المريضة، في محاولة للتشويش على الإنجاز الكبير على الجبهة.. عصابات الحوثي كمثال، تحاول الترويج لأفكارها الانعزالية، مثلما تستخدم طهران أجندتها العقائدية للتمدد وإعادة الهيمنة على المنطقة تحت وطأة الحلم الفارسي القديم. ونحن في المملكة، كقوة إقليمية كبرى، هدف رئيس لحملات تشكيك رهيبة، ليست وليدة اللحظة «الحازمة» اليوم، ولكن كانت المملكة طيلة تاريخها عُرضة لمؤامرات وأجندات خبيثة، بعضها للأسف محسوب على قوى إقليمية تشاركنا الهوية الإسلامية. الإعلام هنا، لا بدّ أن يكون حائط الصدّ الأول لحماية العقل السعودي من التشكيك، ومن ثمّ مقارعة الصورة الباطلة خارجياً وتصحيحها بأدواته المقروءة والمسموعة والمرئية والإليكترونية، في إطار وطني ومنهجي واعٍ بقيمة الكلمة وتأثيرها الفعال. إن دورنا كإعلاميين مخلصين لهذا الوطن، وهذه القيادة، وهذا الشعب، أن نكون المرآة الناصعة، التي لا تسمح بأي محاولة تعكير، أو شق للصف، ومثلما نجحنا سابقاً بامتياز في تصحيح العديد من الصور المغلوطة، تكون مهمتنا الأساسية، مقارعة الحجة بالحجة والمنطق، مستلهمين من مكنوناتنا التاريخية ومنظمة قيمنا الأصيلة إسلامياً وعربياً، درعاً إيجابية لا تعرف الانحناء، أو الخضوع أو الركوع.. دون أن ننسى في ذات الوقت، أن هناك أبناء لنا، يضحون بأرواحهم ودمائهم وحياتهم من أجل هذا الوطن، ونحن بكل تأكيد، لن نقل وطنية عنهم.