في الفترة المنصرمة الأخيرة ، كنتُ في كل مرّة ألتقي فيها أحد الأصحاب بعد انقطاع وأسألهم عما استجدّ عليهم في حياتهم، يبون الردّ ب"الحمد لله" وسرعان ما تبدأ سيمفونية السخط من أحوالهم الاجتماعية، والروتين، وظائفهم وكل شيءٍ تقريباً ..! شعرتُ لوهلة كأنهم ليسوا مقتنعين بما يصنعون وما عليه حياتُهُم ..! فسألت أحدهم إن كان قد شارك في أي أعمالٍ تطوعية مؤخراً .. وسألني عن الفائدة المستمدّة منها ساخراً من كونها شاغلاً للوقت لا يعود بأي نفع. ففضلاً عن كونها عاملا لكسر الروتين الممل، فهي خيرُ عملٍ يُمَثّل بهِ شباب المنطقة، ناهيك عن الأجر الكبير من الله - سبحانه وتعالى - كما لها من الصدى الواسع الذي يترك انطباعاً ايجابياً لدى بقيّة المجتمعات. يقول - سبحانه وتعالى - في القرآن الكريم : " ومن تطوع خيراً فهو خيرٌ له ". العمل التطوعي خيرُ عملٍ ننهل منه الكثير من الايجابيات ، كتنمية مهارات التواصل الاجتماعي ، ولكنني أؤمن بأن ثقافة العمل التطوعي حديثة الطرح في الساحة، لذا لابد من وجود القيادة المتمكنة في التثقيف، والتوجيه والارشاد لتصبح خير مثالٍ للمتطوعين يقتدون بها. كما لا أنسى جمعيات العمل التطوعي ودورها المهم في احتضان ورعاية مثل هذه الطاقات الشابة بالشكل الذي يخدم المجتمع بالشكل الأمثل. الأعمال التطوعية ما وُجِدَت لولا الجمعيات التطوعية، والأعمال التطوعية لا يمكن القيام بها لولا وجود المتطوعين. أراها كالمعادلة تُكمِل بعضها بعضاً لتشكّل لنا نبراساً يقودنا نحو رقيّ الأمة. مسؤول اللجنة الإعلامية للمتطوعين