كانت الشهور الماضية من أدق المراحل فيما يخص نزاعا وفتنا واقتتالا وغدرا وخيانات داخل دولة جارة، هي دولة اليمن. ولكن ما حدث داخل الدولة الجارة أراد بعض من يعبث بها وبمقدراتها ومن يتاجر بدماء شعبها جر المملكة إلى دهاليز الفوضى. كان العدو يريد أن يقرر متى وأين، ولكن المملكة هي كالعادة قررت متى وأين، فقد حاول الكثير في الماضي ولكن محاولتهم باءت بالفشل. والكل يتذكر الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز وما حدث لدولة للكويت من غزو غاشم، والكل يتذكر أيضا الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وأحداث البلبلة التي حدثت في البحرين، من ألاعيب وسيناريوهات لخلق الفوضى في مملكة البحرين. والآن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أعلن عن بدء عاصفة الحزم ليتم انتشال اليمن من كابوس استمر لسنوات. وما يهم في الأمر هو ان المملكة هي من تقرر قدر الحزم وتقرر متى تبدأ المعركة. وعندما ترد المملكة فالرد يعرفه القاصي والداني، وحدود المملكة وامنها هي خطوط حمراء، وفي هذه العملية سيتم بإذن الله تدمير القدرات الجوية للحوثيين. إن المملكة كما هو معروف عنها حكومة وشعبا هي بلد محب للسلام ودولة لا تريد الاعتداء على أحد، ودولة تحرص دائما على أن تكون علاقاتها مع جيرانها على أحسن حال لما فيه الخير لكلا الشعبين، ولكن أن يقوم جار باستفزاز او التعدي على سيادة المملكة، فهذا أمر لا يمكن أن تقبل به المملكة أن تمس سيادتها عبر فئة سيطرت على مقدرات دولة وشعب لا يريدها، وعملية عاصفة الحزم تستند إلى شرعية دولية عبر الأممالمتحدة وميثاق الجامعة العربية. فمن الواحب إنقاذ الشعب اليمني من سيطرة الحوثيين. ولهذا السبب فالعملية العسكرية ستشمل ضربات جوية شاملة ولن تقتصر على مدينة أو منطقة يمنية معينة، لأن أحد أهدافها هو الحفاظ على الحكومة الشرعية اليمنية وسلامة الشعب اليمني. وستشارك عشر دول من ضمنها دول الخليج في تلك المهمات. ومن خلال استعراض الأحداث بصورة عامة، فقد عانت اليمن وشعبها وخاصة في السنوات الأخيرة، فستجد أن اليمن كدولة بدأت فيها دوامة عنف وصل الحد إلى حد وجود فراغ أمني وسياسي، وأصبحت اليمن مساحة مفتوحة لأطماع دول هدفها معروف سلفا، ولكنها لا تعرف قدرات المملكة أو أنها تعرف ولكنها تتجاهل ذلك. إن اليمن عانى بما فيه الكفاية من الاقتتال ومن التفكك الذي لن يضر إلا الشعب اليمني. ولهذا لا بد من كل اليمنيين من وضع أيديهم مع السلطات الشرعية لكي تتمكن اليمن من العودة التدريجية للاستقرار. ولكن إن كان هناك من يراهن على وقوف المملكة وتركها جارتها اليمن لتكون بأيد عابثة لا يهمها مصلحة اليمن.. ففي هذه الحالة فالمملكة هي تقرر متى تبدأ المعركة. حفظ الله مليكنا ووطننا من كل شر، وحفظ الله حنودنا البواسل من كل سوء. * كاتب ومحلل سياسي