ارتفعت حصيلة الهجوم المزدوج الذي استهدف احتفالات للأكراد الجمعة في شمال شرق سوريا إلى 45 قتيلًا، فيما أعلنت «الإدارة الذاتية» الكردية إلغاء الاحتفالات بعيد «النوروز». وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس: «ارتفع عدد القتلى إلى 45 شخصًا بينهم خمسة أطفال بعد هجمات الليلة الماضية»، وكان المرصد أحصى الجمعة مقتل 33 شخصًا. وأوضح «أن عددًا من المصابين الذين كانوا في وضع حرج قضوا متأثرين بجراحهم». ولم تتبنَ أي جهة الهجمات التي استهدفت احتفالات كردية عشية عيد النوروز «رأس السنة الكردية»، لكن عبدالرحمن قال: «إن تنظيم (داعش) هو من يقف خلف الهجوم المزدوج». ونفذ انتحاري التفجير الأول مستهدفًا تجمعًا خلال الاحتفالات في المدينة، فيما نتج التفجير الثاني عن عبوة ناسفة استهدفت تجمعًا آخر على بعد مئات الأمتار. وتتقاسم قوات النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردية السيطرة على مدينة الحسكة، بينما تدور في ريف الحسكة معارك ضارية بين الأكراد وتنظيم داعش على بعض الجبهات، وبين التنظيم وقوات النظام على جبهات أخرى. وندّد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالجهود «الحقيرة» التي يبذلها تنظيم داعش للحض على العنف الطائفي بين المكونات السورية. وحذّر القائد العام لقوات الأسايش (قوات الأمن الكردية) جوان إبراهيم من أن الجريمة «لن تمر دون عقاب»، وفق ما نقلت عنه إحدى صفحات وحدات حماية الشعب الكردية على «فيسبوك». ويسعى تنظيم داعش وفق عبدالرحمن إلى «تعويض خسائره عبر تسجيل إنجازات عسكرية ولو محدودة على الأرض بعد الهزائم التي مُني بها في الفترة الأخيرة في محافظات حلب والرقة (شمال) والحسكة في مواجهة المقاتلين الأكراد من جهة والنظام من جهة أخرى». وأحصى المرصد مقتل أكثر من سبعين عنصرًا من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في هجمات نفذها تنظيم داعش على مواقع لهذه القوات في ريفي حمص وحماة (وسط) خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. من جانبها أعلنت «الإدارة الذاتية» الكردية إلغاء الاحتفالات بعيد «النوروز» في محافظة الحسكة بشمال سوريا، داعية أهالي المحافظة إلى تجنب التجمعات واقتصار الاحتفالات على الأجواء العائلية. وطالبت «الإدارة الذاتية» في بيان بإقامة احتفالات نوروز «بشكل خاص، وأن تقتصر الأفراح في ظل أجواء عائلية بعيدة عن التجمعات الكبيرة». ويُصادف عيد «النوروز» السبت، واقتصر قرار الإلغاء على محافظة الحسكة دون التطرق لمنطقتي عفرين وكوباني التابعتين ل«الإدارة الذاتية». وأوضح البيان أن قرار الإلغاء جاء «حرصًا على السلامة والأمان واحترامًا لدماء شهدائنا ودعمًا لنضال ومقاومة وحدات حماية الشعب والأسايش والبيشمركة». نسف مبنى ميدانيًا أعلنت المعارضة السورية المسلحة أنها نسفت مبنى كانت تتحصن فيه قوات النظام بمدينة حلب في حين قصف الطيران الحربي أحياء بالمدينة ومناطق أخرى بريف إدلب، بينما أعلن تنظيم داعش سيطرته على مواقع في حماة. وقالت الجبهة الشامية التي تضم عددًا من فصائل المعارضة: إنها فجرت مقرًا للقوات النظامية بحي ميلسون مما أدى إلى مقتل وإصابة 15 جنديًا. وفي إدلب قتل 15 شخصًا وأصيب العشرات بجروح متفاوتة في هجوم شنه الطيران الحربي على بلدة مِنطف بجبل الزاوية في ريف إدلب. وبث ناشطون مشاهد تظهر الخراب الذي خلفه هجوم طيران النظام الذي استهدف أحد جوامعها وأحيائها الآهلة بالسكان. في المقابل استهدف مسلحو المعارضة حواجز لقوات النظام في محيط مدينة إدلب وبلدتي كفريا والفوعة بقذائف الهاون والصواريخ، كما دارت اشتباكات بين الطرفين في كفريا أسفرت عن تدمير آلية عسكرية، وفقًا لما نقله ناشطون. من جهة أخرى أعلن تنظيم داعش أنه سيطر على مواقع للنظام السوري في حماة في معارك قتل فيها 15 من عناصر حزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد. وأفاد مركز حماة الإعلامي من ناحيته بأن ريف حماة الشرقي شهد تصعيدًا عسكريًا كبيرًا، وتحدث عن مقتل أكثر من 25 جنديًا سوريًا إثر سيطرة تنظيم داعش على حاجزي المجبل والحنيطة. تحت الحصار على صعيد آخر أعلن تقرير أصدرته الجمعية الطبية الأمريكية السورية أن ما يقارب من 650 ألف سوري يعيشون تحت الحصار، ما يمثل ثلاثة أضعاف توقعات الأرقام الرسمية التي أصدرتها الأممالمتحدة. واتهم التقرير النظام السوري باستخدام أساليب الحصار ضد المدنيين كإستراتيجية حرب وحمّله مسؤولية وفاة المئات بسبب المجاعة والجفاف وانعدام الرعاية الطبية. وأشار أيضًا إلى الآثار المدمرة للحصار على حياة الأشخاص، لاسيما الأطفال وكبار السن منهم. وطالبت الجمعية الطبية الأمريكية السورية النظام بضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية لمنع تفاقم الوضع أكثر.