مناقشة السلوكيات أمر يهم الجميع، والحوار حول الأخلاق المسكوت عنها أمر في غاية الأهمية، ونحن مع الأسف لا نقدر فعليا خطورة التهاون في السكوت عن الباطل، ونفعل ذلك بزعمنا أن الأمر لا يعنينا، مع علمنا أن الساكت عن الحق شيطان أخرس!! وقد سمعنا ما سمعنا العجاب من ألفاظ يمارسها أبناء مجتمع عرف بالتزامه الديني من غير افراط أو تفريط، وباتت بعض الكلمات الممقوتة تخترق آذاننا في كل حين، بل ألفاظ يمجها الذوق وتأبى سماعها الآذان. وغالبا ما يكون الانفعال هو المؤثر على سلوكنا، فيصل الأمر إلى حد الشتم وفقدان السيطرة على ضبط النفس، ويجهل الكثير منّا أن كل كلمة نقولها في موازيننا، لنا أو علينا، حتى تلك الكلمات التي نتداولها في مجال المزح أو غير ذلك، سواء كانت مع الأصدقاء أو أفراد العائلة أو الزملاء. والمتابعون منكم لما يقال ويكتب من ألفاظ من وإلى المجتمع، وتنقل بعضها وسائل التواصل الاجتماعي في مختلف وسائلها، لا بد أنهم قد قرأوا وسمعوا كلمة تقشعر لها الأبدان وتشمئز منها النفوس وتحتقرها كل المبادئ والقيم الإنسانية، ألا وهي اللعان!! فالنطق باللعن قذفا جريمة لا تغتفر، وما نسمعه ونقرؤه شيء لا يمكن أن يقبله أحد لديه ذرة من الإيمان، ولا شك أن معظمنا يعرف ما هي عقوبة (اللعن) في المجتمعات الإسلامية، ونعرف ماذا قال عنها رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، حين قال: لعن المؤمن كقتله!! هكذا قالها «صلى الله عليه وسلم»، وبكل وضوح!! ولنا في رسول الله أسوة حسنة. لقد كان بالفعل حديثا ثريا شمل طيفا واسعا من سلوكنا اللفظي في هذا العصر، فهل يعقل أن نحب رسولنا ولا نطبق وصاياه؟!! إننا كمجتمع مؤمن نحاول أن نحمل الرسالة المحمدية الحميدة، ونرفع من شأنها ونشعر بعضنا البعض بأننا ما زلنا خير من يحملها رغم كل شيء، بل نكون خير أمة أخرجت للناس، وبذلك نكون قد حققنا أمر الله فينا، نجاهد كثيرا في سبيل أن نجعل أريج الكلمة الطيبة عنوان حديثنا، لننتشل أنفسنا من النقائص والعيوب التي أصبحت تلازم سمعة ديننا، ويصر سلوكنا التعبيري على تأكيدها!! فنحن أولى بالتلطف والتودد بحسن الكلمة، وأولى بالتحلي بعذوبة التعبير، والتعامل بآداب ديننا الذي قال: خالقوا الناس بخلق حسن. فلا يخذلنا انفعالنا فنقع بالمحظور عندما نعبر عن غضبنا باللعان!! ولنعلم أن كل كلمة نقولها في موازيننا، لنا أو علينا، ستشهد علينا يوم الحساب.