مشهد الجولة 19 من دوري جميل2 لكرة القدم جاء غير عادي.. ويصعب قراءته لشدة حساسية الصراعات التي اشعلت الصدارة.. وكان أبرزها هزيمة الشباب أمام نجران فيما زادت من عزلة فرق القاع وطوّقهم الحريق.. وانتاب القلق والخوف بعض الفرق فآثرت الاتكاء على الاداء الدفاعي وعدم المغامرة والمجازفة.. ونتوقع للجولات المتبقية أن تأخذ مسارات حاسمة وشاقة ومعقدة، طافحة بالهواجس والارتباك.. ومرشحة لمزيد من التحديات والنزاعات والرهانات واهتزاز التوازنات.. ولهذا توقعوا أن تأتي العواصف القادمة بحجم الاخطار المحدقة.. وهذه أهم مقتطفات الجولة 19. ألحق الاتحاد هزيمة أليمة بالرائد وزاد من معاناته في دائرة الخطر واقترابه من الفرق المهددة.. وانتزع من الهلال المركز الثالث بفوزه الخامس على التوالي بثلاثية (هاتريك)لمختار فلاته.. وواصل العميد اندفاعه نحو الصدارة تحت شعار (لا عودة إلى الوراء).. ولم يكن الرائد سيئاً وإنما الهدف الاول اربكه. ولاشك أن استمرار فوز النصر المتصدر ضمانة للاستقرار لأن هزيمة واحدة ربما تعكر المزاج، وتأخذ أبعاداً غير محمودة، فالعالمي التهم العروبة بيسر وسهولة، لكن جماهيره تدرك أن الفوز على العروبة لايروي عطشهم، ويتطلعون للثأر من الاهلي في أقوى مباريات الجولة العشرين الاحد المقبل، خاصة وأن النصر اعتنق الازدهار، وتذوق طعم البطولات، ويمضي بعزيمة على حمل المشعل حتى النهاية. والواقع أن مستوى واداء الاهلي يبعث على التفاؤل والارتياح وبات قريباً جداً من المركز الاول (فارق خمس نقاط) بعد أن فتح نوافذ وأبواب الامل والامان، وأمامه المقارعة المنتظرة والحاسمة أمام النصر (البطل والمتصدر)، وخسارة الشعلة القاسية أمام الملكي قلصت حظوظه وعقدت بقاءه في قاع الترتيب، وفتحت عليه أبواب الجحيم، ويبدو أنه رضي واقتنع بالخيبة والسقوط. وتعادل هجر مع الخليج في مباراة متكافئة، ورغم تقدم الخليج بهدف الزواهرة المبكر إلا أنه لم يقدم أي جديد وواصل تفريطه بالفرص والاهداف وهذا السيناريو المتكرر ذكرني بقول الشاعر المتنبي: من يهن يسهل الهوان عليه.. مالجرحٍ بميت ايلام» وهذا التعادل أفاد هجر أكثر ورفعه للمركز التاسع متساوياً مع جاره الفتح. وفجر نجران أكبر مفاجآت الاسبوع ال19 بفوزه على الشباب وبجدارة بعد نجاحه في اجهاض مناورات وخداع الليث وتصدع دفاعاته الهشة ولجَم هجومه وانتزع فعاليته.. فالليث مازال مقلّم الاظافر والانياب ولا يُخيف، ولايُقنع، ولايسرّ. وفي اسبوع واحد حقق الهلال فوزاً مزدوجاً على نجران في المؤجلة ثم على الفتح، وبرع الزعيم في الاداء وانتعشت شراينه الهجومية وكان بامكانه مضاعفة النتيجة بعد استباحة الدفاعات وفتح الثغرات، وفشل دفاع الفتح في ردع العاصفة الهلالية واستحق الخسارة. ووسع الفيصلي الفارق وشدد قبضته على المركز السادس وبات يتطلع للحاق بركب الصدارة بعد اسقاط التعاون على أرضه في بريدة، وبعد كشفه مرتكزات السكري القوية والمنيعة، فعطلها واستغل نقاط ضعفه وخطف النقاط الثلاث. آخر الكلام في نادي الاتفاق هناك مجلس إدارة ومجلس شرف، لاجامع بينهما بسبب تفاوت التفكير والاتجاهات وآليات المسارات، اضافة لتصفية حسابات قديمة، تفرض على الطرفين حلا رغبويا حاسما يصبو لرؤيا ومنطلقات جديدة... وإلى اللقاء.