ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علنا للمرة الأولى، امس، منذ غياب غير معهود استمر عشرة ايام وأثار تكهنات عدة حول صحته، والتقى رئيس قرغيزستان يلمظ بك اتامباييف في سانت بطرسبورغ في وقت متأخر من يوم امس الاثنين، وأعلن الرئيس بوتين في وثائقي بث الأحد أن روسيا كانت «مستعدة» في مارس 2014 لاستنفار قواها النووية لو حصل تدخل عسكري غربي في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو قبل عام. ورفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف التعقيب على تقارير إعلامية تحدثت عن غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن موسكو منذ أكثر من أسبوع، ونفى الشائعات عن مرضه. وقال بيسكوف في تصريحات نقلتها وكالة إنترفاكس الروسية إن بوتين بصحة جيدة، من دون أن يعلن موعد ظهوره على العلن. وكان التلفزيون الروسي بث الجمعة صورا وتصريحات لبوتين أثناء استقباله مسؤولا روسيا في مقر إقامته على بحيرة فالداي في إحدى ضواحي موسكو. وكان اختفاء بوتين -الذي لم ير في العلن أو بث تلفزيوني حي منذ استقباله رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رنزي في الخامس من الشهر الجاري- أثار تكهنات محمومة بشأن حالته الصحية، وما إذا كان قد ذهب إلى سويسرا ليحضر ولادة صديقته الحامل. وفي عام 2012 ثار جدل في روسيا بشأن صحة بوتين عندما تم إلغاء عدة رحلات كان مقررا أن يقوم بها إلى الخارج. النووي والقرم وفي سياق روسي آخر، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وثائقي بث الأحد أن روسيا كانت «مستعدة» في مارس 2014 لاستنفار قواها النووية لو حصل تدخل عسكري غربي في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو قبل عام. وقال بوتين الذي نقلت قناة «روسيا 1» التلفزيونية العامة تصريحاته قبيل عرض الوثائقي مساء الأحد: «كنا مستعدين للقيام بذلك»، مضيفاً أن القيادة الروسية كانت مستعدة لمواجهة «المنعطف الأسوأ الذي كان يمكن أن تتخذه الأحداث». وأوضح أن الجيش الروسي كان نشر في القرم بطاريات صواريخ دفاع ساحلية من طراز «باستيون» وأسلحة من شأنها ردع أي بارجة أميركية كانت آنذاك في البحر الأسود عن التدخل. وأضاف «إنها بطارية الدفاع الساحلي الأكثر فاعلية حتى الآن، وفي مرحلة معينة، ولإفهام الجميع أن الدفاع عن القرم مؤمن، نقلنا هذه البطاريات إلى هناك». وتابع بوتين في تصريحاته: «كنا نجهل يومها» ما إذا كان الغرب سيتدخل عسكرياً، «لذا، كنت ملزماً بإعطاء التعليمات الواجبة لقواتنا المسلحة (...) إصدار أوامر تتعلق بموقف روسيا وقواتنا المسلحة في كل الظروف». وروى الرئيس الروسي: «تحدثت إلى زملائنا (الغربيين) وأبلغتهم أنها أراضينا التاريخية، إن روساً يقيمون هناك، إنهم في خطر وإننا لا نستطيع التخلي عنهم». وقال أيضاً: «كان موقفاً صريحاً وواضحاً، ولهذا السبب، لا أعتقد أن أحداً ما كان يرغب في إشعال نزاع عالمي». وفي السياق نفسه، أكد بوتين أن إرسال جنود روس إلى القرم أتاح تجنب «سقوط دماء» خلال الاستفتاء الذي شهدته شبه الجزيرة في مارس من العام الفائت. وقال: «كنا مجبرين على اتخاذ التدابير الضرورية للتأكد من قدرة سكان القرم على التعبير عن إرادتهم بحرية». وأضاف: «كان علينا أن نعزز وجودنا العسكري في القرم ليسمح عدد جنودنا بتأمين الظروف الملائمة لتنظيم استفتاء، استفتاء من دون سقوط دماء». ولفت بوتين إلى أن بلاده أرسلت آلافاً من عناصر قواتها الخاصة واستخباراتها إلى القرم بهدف «تعزيز المواقع العسكرية الروسية» في شبه الجزيرة بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش في 22 فبراير 2014. لكنه أكد أن عدد الجنود الروس الذين أرسلوا لم يتجاوز سقف «عشرين ألف شخص» تجيز معاهدة مع أوكرانيا نشرهم في القاعدة البحرية الروسية في سيباستوبول، الميناء الذي يستخدمه الأسطول الروسي في البحر الأسود. وأقر بوتين بأن روسيا «تحركت في شكل حازم جداً» في القرم، لكنه تدارك: «أنا واثق بأننا لو لم نقم بذلك لكانت الأحداث في القرم اتخذت منحى مشابها للسيناريو الذي نراه اليوم في دونباس». استعداد قتالي الى ذلك، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باختبار الاستعداد القتالي للقوات الروسية في المنطقة العسكرية الغربية وكذلك في الأسطول الشمالي وقوات الإنزال الجوي. وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو لوكالة «إنترفاكس» للأنباء امس الاثنين، إن الاختبار شمل 38 ألف جندي وما يزيد على 40 سفينة ونحو 15 غواصة و110 طائرات. وشاركت سفينة روسية أخرى في بحر قزوين في التدريبات أيضا.