أصبح شبح الرباط الصليبي خطرًا يهدد ملاعبنا الرياضية، أجبر بعض النجوم على الاعتزال، والبعض الآخر ابتعد عن الملاعب، ولكن الذي فضل العودة للمستطيل الأخضر، لم يستمر طويلا، وظل يعاني من جراء الإصابة طويلا، ومنهم وهم نسبة قليلة جدا من عاد إلى التألق من جديد. وبالنظر إلى الدراسات الطبية والأبحاث، والاستفتاءات الرياضية الدولية، نجد أن الكثير لخص الأسباب إلى الادمان على الشبكة العنكبوتية «الإنترنت» وقضاء وقت يزيد على أربع ساعات أمامه، فقضاء ما يقارب ساعتين إلى أربع ساعات متواصلة بعد انتهاء التدريبات يجعل الركبة والقدمين أكثر ارتخاء ويسهل معها إصابة الرباط الصليبي عند أي احتكاك بدني قوي؛ لأن عدم الراحة بعد التدريبات أخطر ما يهدد اللاعبين. وأكدت بعض الدراسات أن الجلوس على الأرض طويلاً يؤدي إلى ضعف فخذ اللاعب، ويعطل حركة الركبة، وهذه من الأسباب الرئيسية في الإصابة التي أصبحت خطراً يهدد ملاعبنا الرياضية. وقد حاول الأطباء توجيه رسائل هامة للاعبين بعدم الجلوس كثيراً على الأرض وعدم السهر، ومحاولة البعد عن الاجهاد؛ لأنها من مسببات الاصابة بالرباط الصليبي. الكثير يتساءل عن تكوين الركبة كيف تكون، فقد أكد الخبراء في هذا الاتجاه أنه توجد أربطة وغضاريف، فيوجد رباط صليبي أمامي وخلفي، وغضروف هلالي داخلي وخارجي، ورباط مساعد داخلي وخارجي، ويتعرض غالباً الرباط الأمامي للإصابة؛ نتيجة لحركة التفافية عنيفة جدا لمفصل الركبة، وأثناء ممارسة بعض الرياضات التي تتطلب حركات دورانية مفاجئة. وحين يحدث التمزق في الرباط الصليبي الأمامي، فإن المريض غالبا ما يشعر بحدوث صوت فرقعة قوية جدا داخل المفصل، يترافق مع شعور بآلام. فالإصابة أنهكت العديد من اللاعبين هذا الموسم، ويأتي على رأسهم مدافع فريق الأهلي منصور الحربي، الذي حصل على نصيبه من هذه الاصابات في الجولة الخامسة في الدوري أمام فريق الشباب في ملعب الجوهرة، ويأتي قائد فريق الهلال القناص ياسر القحطاني كثاني اللاعبين بعدما أصيب في الجولة الحادية عشرة من دوري عبداللطيف جميل للمحترفين أمام الرائد، وأجرى القحطاني العملية الجراحية في ألمانيا بعدما أعلن شريك الهلال الطبي «بوبا» التكفل بذلك، وقد عاد للرياض لقضاء إجازة قصيرة ومن ثم مواصلة التأهيل، وتعرض لاعب العروبة عبدالإله النصار للإصابة التي عانى منها العديد من اللاعبين. وعانى فريق الاتفاق من شبح الرباط الصليبي، فكان الموهوب محمد كنو أول لاعبي فارس الدهناء والذي عاد وبدأ مداعبة كرة القدم، وأتى المهاجم ريان بلال كثالث قائمة لاعبي الاتفاق وبينما المهاجم زامل السليم كان ختام القائمة الاتفاقية حتى نهاية آخر جولة لعبت من دوري الدرجة الاولى. وعانى الخليج من نفس الشبح الذي أنهك الاتفاق فالمعار تركي الخضير كان افتتاحية الدانة لهذا الموسم وأتى بعده أيضاً هادي عباس. وبالنظر والفحص في قائمة اللاعبين المصابين نجد العديد من لاعبي كرة القدم عانوا من ذلك، ولكن في الألعاب المختلفة ربما العدد يتجاوز العشرات للموسم الواحد فقط. «الميدان» أبحر في هذا الخطر، الذي يدق ناقوس رياضتنا، وكان الخبراء لهم آراء من واقع تجربتهم، فإليكم ما جادت به خبراتهم. البلوت والوراثة قال الاستشاري والخبير في إصابات الملاعب الدكتور محمد البلوي: إن تكوين الركبة في بعض الأحيان هو المؤدي إلى الإصابة بالرباط الصليبي، ولهذا نجد بعض الأسر يوجد فيها ثلاثة إلى أربعة أبناء لديهم نفس الإصابة، وهذا يعود إلى تكوين الركبة التي لا تكون بتلك القوة المفترضة والطبيعية، والاسباب المؤدية لهذه الإصابة عديدة، والجميع يعرفها، ولكن من أبرزها الجلوس كثيراً في لعبة «البلوت» لأن التربع على الأرض يضعف الركبة. وأضاف البلوي لم نصبح نعاني فقط من إصابة الرباط، وإنما تكرار الإصابة على اللاعب فنجد ياسر الفهمي لاعب الاهلي أجرى العملية ثلاث مرات في ألمانيا والمملكة والأخيرة في قطر، ولاعب الاتفاق زامل السليم نجده عمل الاصابة في ركبته اليمني، ومن ثم الركبة اليسرى، وهذه المعاناة ربما تنهي مسيرة أي لاعب كرة قدم. ومضى قائلاً «البلوي» نجد لاعب الهلال ياسر القحطاني يقوم بأعمال ممتازة في التأهيل الطبي المخصص له، فالتركيز وعدم الانشغال بأي أمر آخر مطلوب بعد إجراء العملية، وهذا ما قام به القناص ياسر، فنجده بعيدا عن الإعلام وتركيزه منصبا فقط على إعادة تأهيله مجدداً لممارسة كرة القدم بداية من الموسم المقبل. واختتم حديثه قائلاً التأهيل السريع دوماً ما يفشل وتعود معه الإصابة، ولا ينجح إلا قليلاً، ولكن التأهيل المطلوب للاعب 6 أشهر وهو المتعارف عليه والذي يطلبه دوماً الاطباء من المصابين. استعجال مرفوض وأكد البروفيسور سالم الزهراني استشاري العظام والمتخصص في علاج إصابات الملاعب في حديث سابق ل «الميدان» «أن مدة الشفاء في هذه الإصابات تعتمد على نوعية الإصابة، لأنه من المعروف أن الرباط الصليبي أحد إصابات الرياضة المشهورة في ملاعبنا الكروية على وجه الخصوص، والتي تتسبب في ضياع جهد المدربين والأندية وتم علاج الكثير منها ونجحت نجاحا منقطع النظير، ومثل هذه الإصابات تحدث بسبب عدم الاهتمام بالعلاج الطبيعي والإحماء والتحضير قبل المباريات مع تقوية العضلات والتمارين المتعلقة بالإطالة، ولدينا في المملكة العديد من الأطباء الذين يمتلكون الخبرة الكافية في معالجة مثل هذه الإصابات، ومن يخرجون للعلاج خارج حدود الوطن عليهم أن يعرفوا أنه ليس هناك خلل هنا، فالطب تطور في جميع دول العالم، والاستشاري من الممكن أن يجري عملية في دولة ما في الصباح وفي المساء يحضر في دولة أخرى، ولكن اختلاف المكان ربما يشكل عنصرا نفسيا لدى البعض». ونصح الزهراني الأندية قائلاً «من الأفضل أن تهتم الأندية بمسألة توفير النواحي الطبية الكفيلة بتقديم العلاج للاعبين بعد تعرضهم للإصابة، وخاصة الرباط الصليبي وألا يكون هناك أي استعجال في عودتهم للعب، حتى لا يتعرضوا لأي مضاعفات قد تجلب لهم الضرر، وربما يكون مثل ذلك الوضع سببا في تفضيلهم للعلاج في الخارج بعد إجراء العمليات؛ بحثا عن التأهيل الطبي المناسب». الحربي الزامل