في معرضها الشخصي، والذي اُفتتح مؤخرا في صالة الاديب عبدالله القصبي للثقافة والفنون بالمركز السعودي للفنون التشكيلية بمدينة جدة، وأسمته «ألا يحدث ذلك كله» تميزت أعمال التشكيلية نور هشام السيف، بالجرأة في طرق مواضيع تتعلق بالحروب في مناطق مختلفة من العالم، ومن منطلق رؤيتها الفكرية كفنانة تشكيلية، تقول عن هذه الرؤى التي تحملها نصوصها البصرية: «الرؤى تحمل جسر عبور ما بين صور تاريخنا القديم والمعاصر، ووجوه الاختلاف الطفيفة ووجوه الشبه المتوارثة والمكررة هي مجموعة رؤى عن الشتات في الدول ذات الحضارات الأولى كفلسطين وسوريا والعراق. المفارقة أن أعرق الحضارات هي التي تحترق اليوم كالهشيم على مدى سنوات. مضيفة: «صحيح أن الحروب حدثت في مختلف مناطق العالم، ومن فئات وطبقات مختلفة، ومن مواقع جغرافية شتى، لكن طرحي هنا يتمركز حول بذور العنف في تاريخنا العربي وامتدادها الى حاضرنا هذا، في موازاة ذلك، أطرح صورة المثقف العربي كشاهد على التاريخ، وعن مستواه الاخلاقي المهني الذي تقتضيه الثقافة. وعن سؤالها حول «دور الصالات الفنية وهل تضطلع بدورها كما ينبغي في الارتقاء بالفن التشكيلي السعودي المعاصر ودعم الفن والفنانين» قالت: لكل صالة عرض سياسة عامة للارتقاء بالفن، وسياسة خاصة بمصلحتها في أن تكون في الصدارة، وهذا حق مشروع، المهم ألا تتعارض الملصحة العامة للنهوض بالفن مع المصلحة الخاصة وإلا اختلت الموازين. هناك صالات غير ربحية لكنها لا تقدم للفنان، وهناك صالات لها طابع وتوجه خاص ولا تقبل مدارس فنية أخرى، المهم ألا يغير الفنان هويته الفنية لمجاراة هذه السياسة. الفن القوي والصادق يفرض نفسه مع الوقت. وعن رؤيتها للحوار بين اللوحة والمتلقي ورسالة الفنان علقت بالقول: «خلق الحوار هو الغاية والاساس في العمل الفني... التمعن... الاسئلة المحيرة... الدهشة... الانجذاب أو حتى النفور! كل ذلك، يعني أن العمل قد نطق وأطلق رسالته، وهذا ما يجب أن نضعه في ثوابتنا كفنانين، ألا نفكر في المضمون ونجرّ المتلقي لنتبرع بالشرح قبل أن نمنحه فرصة التوحد مع اللوحة. القاعدة ليست في القضية- على أهميتها-، بل كيف أطرح القضية وأصب عليها تراكماتي البصرية والمخزون المعرفي وأقدمها للمتلقي. وسألنا الفنانة التشكيلية نور السيف، عن اقتناء العمل الفني، وهل يمثل هاجسا وأرقا لدى الفنان، أجابت: «هذه مسألة نسبية بحتة لا عيب أن يحصد الفنان نتيجة تعبه في انتاجه الفني الذي يؤثر عليه أحيانا نفسيا وجسديا، لكن لا يمكن أن يتحول إلى هاجس وأرق! وإلا ضاعت كل القيم في الاسس التشكيلية. الفنان حين يؤسس مشروعه الفني، فهو يضع نصب عينيه الدفاع عن تجربته الشخصية ورؤاه الفكرية قبل كل شيء، إن جاء بعد ذلك من يقدّر هذه الرؤى ويقتنيها، سيكون سعيدا سعادة مختلفة. يذكر أن الفنانة التشكيلية نور هشام السيف، خريجة جامعة الملك سعود تخصص تربية فنية عام 2005م، وحاصلة على دورات في التصوير التشكيلي من معهد المهارات والفنون في الرياض عام 2008م، وشاركت في عدد من المعارض الفنية في المنطقة الشرقية وخارجها، وتحمل عضوية فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الدمام وجمعية «جسفت»، وجمعية التشكيليين في البحرين.