قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء: إن مئات من مقاتلي تنظيم داعش شنوا هجومًا على القوات الكردية في شمال شرق سوريا. وكانت وحدات حماية الشعب الكردية التي تدعمها غارات جوية تقودها الولاياتالمتحدة قد حققت مكاسب كبيرة خلال الاسابيع القليلة الماضية وتمكنت من قطع طريق إمداد هام من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد في العراق. وقال المرصد السوري ومقره بريطانيا: إن داعش حاولت فيما يبدو الإمساك بزمام المبادرة الثلاثاء، وشنت هجومًا على القوات الكردية بالدبابات والأسلحة الثقيلة في محيط بلدة رأس العين (سري كانيه) بالكردية. وذكر مسؤول في مجلس الدفاع الذي يديره الأكراد أنه وقعت اشتباكات عنيفة في منطقة رأس العين القريبة من الحدود التركية، وقال: إن القوات الكردية أجبرت على الانسحاب من قرية قريبة. وقال المسؤول الذي تحدث من خلال موقع سكايب: «هناك شهداء وقتلى لكن عدد الشهداء غير معروف حتى الآن»، ولم يتضح على نحو مؤكد عدد القتلى من الجانبين. وأكد متحدث باسم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الذي تعتبر وحدات حماية الشعب ذراعه العسكري نبأ الهجوم. وقال المتحدث باسم الحزب في أوروبا نواف خليل: «داعش يشن هجومًا واسعًا وقويًا على مدينة سري كانيه». وتجري الحملة الكردية في شمال شرق سوريا بالتنسيق الجيد مع التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ويسعى لطرد تنظيم داعش من سورياوالعراق. وظهرت وحدات حماية الشعب الكردية كشريك أساسي للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة وتقاتل داعش على الأرض في سوريا. وهزمت وحدات حماية الشعب بدعم من مقاتلي البشمركة داعش في بلدة كوباني السورية الحدودية في يناير. وبعد التقدم السريع في مواجهة داعش أعلنت وحدات حماية الشعب يوم 27 فبراير أنها سيطرت على بلدة تل حميس المهمة استراتيجيًا وانتزعتها من داعش. وقال التحالف في بيان الثلاثاء: إن قوات معارضة لداعش سيطرت على أراض مهمة قرب تل حميس الأسبوع الماضي، ولم يحدد تلك القوات على أنها وحدات حماية الشعب ووصفها بدلًا من ذلك بأنها «قوات مناهضة لداعش». وقال البيان: إن العملية في شمال شرق سوريا «حرمت داعش من الدخول إلى مسارات سفر رئيسية تستخدم تاريخيًا في تحريك الأفراد والمواد إلى العراق -تحديدًا تلعفر والموصل-». وقال: إنه سيواصل جهود الدعم لمهاجمة وهزيمة داعش. وقال جيمس تيري ضابط من الجيش الأمريكي: «تصميم هذه القوات المناهضة لداعش وضرباتنا الجوية الدقيقة مكنتنا من حرمان داعش من هذه الأراضي الرئيسية في سوريا». وكانت المعركة من أجل كوباني أول نموذج تعلن عنه قوات التحالف التي تنسق عسكريًا عن قرب مع قوة برية تقاتل داعش. وتقول الولاياتالمتحدة: إنها تريد تدريب وتجهيز الجماعات غير الجهادية لمحاربة داعش في أماكن أخرى في سوريا. ومن المقرر أن يجري التدريب في الأردن هذا الشهر. ولم يحدد الجيش الأمريكي الجماعات المسلحة التي يعتزم تدريبها. غارات على صعيد آخر أظهرت لقطات فيديو بثت على الإنترنت ما ورد أنه قصف جوي نفذته قوات النظام السوري في أنحاء مختلفة من البلاد. ويصور فيديو ما قيل: إنه انفجاران نجما عن غارات جوية لقوات الحكومة على معرة حمرة في إدلب يوم الإثنين. وجرى تصوير الفيديو الثاني حسبما ورد في يوم الثلاثاء في معرة النعمان في إدلب ويظهر فيه مدنيون يتجمعون حول سيارة مدمرة وملطخة بالدماء. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن البلدة قصفت ببراميل متفجرة وإن ثلاثة على الأقل لقوا حتفهم وأصيب كثيرون. وفي فيديو ورد أنه صور في حلب يوم الثلاثاء يظهر أشخاص يهرعون إلي مبنى دمره القصف الجوي في حين تجمع قوات الدفاع المدني المصابين من وسط الأنقاض. وتحلق طائرة تابعة للنظام فوق ما قيل: إنها بلدة دير العصافير في ضواحي دمشق في الفيديو الرابع ويعقب ذلك انفجار هائل وتتصاعد أعمدة الدخان. أما الفيديو الأخير فيصور أطفالًا صغارًا فزعين يطلب منهم التوجه بسرعة إلى مخبأ هربًا من القصف في ريف دمشق الثلاثاء بينما يسمع صوت رجل يحاول تهدأتهم. الحدود الجنوبية وفي جنوبسوريا استهدفت قوات المعارضة الأربعاء تجمعات لقوات النظام في الفوج 175 واللواء 12 في مدينة أزرع بريف درعا بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ. كما دارت اشتباكات بين الطرفين في محيط حاجز البقعة الواقع بين منطقتي أزرع واللجاة في حين قصفت قوات الأسد براجمات الصواريخ قرية المسيكة الغربية في اللجاة. كما استهدفت قوات الأسد بالمدفعية والرشاشات الثقيلة بلدة بصر الحرير والطريق الواصل بينها وبين بلدة مليحة. على صعيد آخر شهدت منطقة السهول في التل الأحمر بنوى تحليقًا للطيران الإسرائيلي منذ ساعات الصباح الباكر. وشهدت المنطقة الحدودية مساء الثلاثاء تحليقًا للطيران الإسرائيلي وذلك عقب إعلان الجيش الإسرائيلي إصابة أحد ضباطها في إطلاق نار بالجولان السوري المحتل.