في الكلمة الضافية التي وجهها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- لأبناء شعبه الأوفياء يوم أمس الأول بحضور سمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد وأصحاب السمو الملكي الأمراء وسماحة مفتي عام المملكة وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ والقضاة والمعالي الوزراء ورئيس وأعضاء وعضوات مجلس الشورى وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين رسم واضح لخطواته- يحفظه الله- في عهده الزاهر الميمون حيث أكد على أن المملكة ينتظرها مستقبل واعد ومشرق ومزدهر نظير الجهود الموضوعة لتحقيقه مع التمسك بالثوابت الراسخة المستمدة من الكتاب والسنة. وقد أكد- يحفظه الله- على انتهاج خطى النمو والتطور مع التمسك بتلك الثوابت تحقيقا لتطلعات المواطنين في صناعة مستقبلهم الأفضل والأمثل والمضي قدما على الأسس التي وضعها موحد كيان المملكة وباني نهضتها الحديثة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن- طيب الله ثراه- وتلك أسس أدت الى تمتع المملكة بالأمن والاستقرار والرخاء، وسوف تتم خطوات النهضة الشاملة والمتكاملة والمتوازنة تحقيقا لكل التطلعات والأماني المنشودة في اطار نظم الدولة واجراءاتها. لقد أكد- يحفظه الله- على اهتمامه ورعايته بكل مواطن وبكل مناطق المملكة دون تفريق، كما أكد على التصدي لأسباب الاختلاف والفرقة حفاظا على الوحدة الوطنية ونبذ التنافر بين مكونات المجتمع والسعي للأخذ بمناهج التطوير الشامل للدولة مع توفير سبل الحياة الكريمة لكل مواطن باعتباره محور اهتمامه- يحفظه الله- وأن الأمن بالمملكة مسؤولية الجميع ولن يسمح لأحد بالعبث بأمن البلاد واستقرارها. وفي حديثه عن المستقبل المنظور للمملكة أكد- يحفظه الله- على أن السنوات القادمة سوف تحفل بانجازات زاخرة بهدف تعزيز دور القطاع الصناعي والقطاعات الخدمية في الاقتصاد الوطني، وأهمية تنويع مصادر الدخل مع أهمية تطوير أداء الخدمات الحكومية في مختلف مجالاتها وميادينها. وبما أن سياسة المملكة الثابتة ترتكز أساسا على التمسك بتعاليم الدين الحنيف فان السياسة الخارجية للبلاد ستمضي في الدعوة لنشر عوامل المحبة والسلام بين كافة الشعوب والالتزام المطلق بالاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية واحترام مبدأ سيادة الشعوب واستقلالها، ورفض التدخل في شؤون المملكة الداخلية والدفاع المتواصل عن القضايا العربية والاسلامية في كل المحافل الدولية وعلى رأسها قضية فلسطين العادلة، وسوف تمضي المملكة لتحقيق التضامن العربي والاسلامي وتنقية الأجواء لمواجهة الأخطار والتحديات المحدقة بالدول الاسلامية والعربية مع استمرارية العمل على تحقيق الأمن والاستقرار في دول العالم قاطبة وارساء مبدأ العدالة والسلام. وقد شددت الكلمة الضافية على محاربة التطرف والارهاب، فالمملكة كانت ولا تزال من أولى الدول التي دعت لمحاربة ظاهرة الارهاب بالتعاون والتنسيق مع كافة الدول الشقيقة والصديقة والهيئات الدولية لاجتثاث تلك الظاهرة من جذورها، وقد أكد- يحفظه الله- على أن المملكة جزء لا يتجزأ من العالم وهي تعيش وتتعايش مع سائر التحديات التي تواجه الجميع من منطلق المسؤولية، وسوف تسعى المملكة جاهدة للمساهمة الفاعلة والايجابية للوصول الى أفضل الحلول القاطعة لتسوية قضايا العالم الملحة بما فيها قضايا البيئة وتعزيز التنمية المستدامة. لقد رسمت تلك الكلمة الضافية الأبعاد الواضحة لما انتهجته المملكة وما سوف تنتهجه من خطوات عملية لما فيه خدمة الوطن والمواطنين ودعم الاقتصاد الوطني وتطوير مرافق الدولة وتحقيق التضامن العربي والاسلامي المنشود والمساهمة الفاعلة مع المجتمع الدولي لاحتواء ظاهرة الارهاب والعمل على حلحلة سائر الأزمات العالقة في العالم ايمانا من المملكة بأهمية ارساء قواعد الأمن والاستقرار والرخاء على كافة أجزاء المعمورة.