يبدو أن الاتفاق الذي كان سائدًا في العلاقة بين الاتفاقيين قد انتهى مؤخرًا وذلك بعد أن ابتعد الفريق كثيرًا عن فرصة الصعود لدوري عبداللطيف جميل باحتلاله المركز الخامس برصيد 41 نقطة خلف أندية النهضة والقادسية والوحدة والطائي، وبفارق سبع نقاط عن أقرب صاحب مركز مؤهل لدوري عبداللطيف جميل وهو صاحب المركز الثاني نادي القادسية في ظل بقاء خمس جولات بالدوري لتكون مهمة الصعود لدى الاتفاقيين صعبة إن لم تكن أقرب للمستحيلة ليصل الحال بين إدارته وشرفييه إلى الخلاف الحاد والتأزم في العلاقة ليأتي دور تبادل الاتهامات ومطالبة رئيس النادي بالرحيل، وذلك عقب أسابيع قليلة من نجاح المبادرة التي قادها فيصل العبدالهادي للم الشمل الإتفاقي. مبادرة لم الشمل كانت مبادرة لم الشمل بين الاتفاقيين فرصة ذهبية ونبذ الخلافات في مرحلة حساسة من الدوري فقد جاءت المبادرة في وقت كانت الأطراف الاتفاقية وخاصة الشرفية منها في أوج خلافها مع رئيس النادي ليقوم مدير مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الشرقية بجمع الاتفاقيين كافة في مقر النادي في محاولة منه لنبذ مختلف الاختلافات التي وقعت في البيت الاتفاقي، وهي المبادرة التي لاقت إشادة من الجميع، وبعد تلك المبادرة شهد النادي تحركات شرفية وبشكل خاص ودعمًا كبيرًا للفريق، وتمثل الأمر بشكل واضح من خلال العودة الكبيرة لعضو الشرف هلال الطويرقي لدعم الفريق وحضور مبارياته بعد انقطاع دام لسنوات ماضية في الوقت الذي شهدت المرحلة التي جاءت بعد الاجتماع الشرفي تحسنًا كبيرًا على نتائج الفريق وتقدمًا في نتائجه ليصل لترتيب متقدم في الدوري بل حتى وصل به المطاف ليتصدر دوري الدرجة الأولى بعد نهاية الجولة الثامنة عشرة بفوزه على أبها بأربع أهداف دون مقابل وليصل بذلك رصيده إلى سبع وثلاثين نقطة وبفارق نقطة عن النهضة أقرب منافسيه حينها. هبوط مفاجئ بعد أن تمكن الاتفاق في الجولة الثامنة عشرة من خطف صدارة الدوري تراجع مستواه في الملعب وكذلك نتائجه بشكل مفاجئ جدًا حيث لعب الفريق خمس مباريات حقق الفوز في واحدة وتعادل في مثلها في الوقت الذي خسر به ثلاث مباريات، حيث جاءت البداية بخسارة بهدف أمام القادسية تلاها تعادل مع الفيحاء فخسارة من الرياض دقت ناقوس الخطر بالنادي إلا أن إدارة النادي اتخذت قرارًا بتغيير مدرب الفريق الجزائري توفيق روابح والتعاقد مع المدرب الروماني رازفان لوشيسكو بديلًا عنه ويحقق الفريق بعد ذلك فوزًا وحيدًا على الحزم ثم يعود للخسارة أمام النهضة بهدف. غضب شرفي جاءت نتائج الفريق الأخيرة سببًا رئيسًا في الغضب الشرفي اتجاه إدارة النادي ليصب الشرفيون من خلال بيان أصدروه جام غضبهم على إدارة النادي لعدم تمكنها من تحقيق الصعود مع الفريق، وأكدوا من خلال البيان الصادر من هيئة أعضاء الشرف بأنهم قاموا بالعمل لما فيه مصلحة الفريق بعد الاجتماع الذي قام بطلبه مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالمنطقة الشرقية فيصل عبدالهادي وذلك من خلال تجاهل الخلافات والتغاضي عنها، ومؤكدين في الوقت ذاته بأنهم كأعضاء شرف سبق وأن طالبوا إدارة النادي بتسليم الفريق الأول لهم قبل شهر من إصدار البيان وهو الطلب الذي تم رفضه من قبل إدارة النادي في تلك الفترة. رد ناري جاء رد رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري ناريًا تجاه أعضاء شرف ناديه، حيث أكد الدوسري أن البيان جاء من بعض أعضاء الشرف المعروفين بالتربص بناديهم، وليس من الشرفيين الذين يقدمون مصلحة الاتفاق على مصالحهم الشخصية، ومؤكدًا أن ما يمكن فهمه من البيان تثبيطًا لروح اللاعبين ورفعًا لراية الاستسلام لعدم تمكن الفريق من الصعود إلى دوري عبداللطيف جميل، ومؤكدًا بأن ما حدث يعد تصرفًا غير لائق لأناس يدعون حب الاتفاق والحرص على مصلحته، وأكد الدوسري أنه وافق على الطلب الشرفي بالإشراف على فريق كرة القدم بالنادي إلا أنهم وبعد أن تم إبلاغهم بموافقته هربوا من تحمل المسؤولية ومؤكدًا أنه سبق وأن وافق على طلبهم في فترة سابقة بأن يكون هلال الطويرقي قريبًا من الفريق وهو ما حدث حتى تعرض الأخير لوعكة صحية، ومشيدًا في الوقت ذلك بما قدمه الطويرقي طوال فترة تواجده بالقرب من الفريق. ورد الدوسري على ما تضمنه بيان هيئة أعضاء الشرف من تأكيد على دعمهم للنادي ماليًا، مؤكداً بأن أعضاء الشرف يمنون على النادي تقديمهم مبلغ مليوني ريال في الوقت الذي قدم هو لوحده مليون ريال قبل أسبوع من بيانهم. الهزيمة القاتلة جاءت خسارة الفريق الاتفاقي أمام نادي الباطن كالقشة التي قصمت ظهر البعير فقد بات بعيدًا عن المنافسة على المراكز المؤهلة لدوري عبداللطيف جميل، وذلك من خلال تواجده خامسًا بالترتيب، وتضاؤل حظوظه بالبقاء حيث بات يحتاج لتعثر القادسية صاحب المركز الثاني بثلاث مباريات من أصل خمس بالإضافة إلى تعثر أندية الوحدة والطائي لمباراتين ليتمكن من خطف الوصافة وهي المهمة الصعبة والتي يمكن وصفها بأنها الأقرب إلى المستحيلة فتلاشت آمال الاتفاقيين بالصعود بالفريق لإعادته إلى موقعه الطبيعي بين الأندية الكبيرة في دوري المحترفين السعودي والمعروف بدوري عبداللطيف جميل للمحترفين. طريق مسدود يبدو أن العلاقة بين أعضاء شرف الاتفاق ومجلس إدارة النادي قد وصلت إلى طريق مسدود، وذلك بعد أن شهدت الكثير من الخلافات من هبوط الفريق من دوري عبداللطيف جميل إلى دوري الدرجة الأولى في نهاية الموسم الماضي، وهو الأمر الذي شهد انقسامًا في النادي سواء على الجانب الشرفي أو الجماهيري والذي استمر هذا الموسم حتى الاجتماع الذي تم برعاية فيصل عبدالهادي والذي أشرنا له سابقًا في هذا التقرير. والآن وفي ظل ضعف الآمال الاتفاقية لصعود الفريق يبدو أن العلاقة بين الاتفاقيين كمجلس إدارة وهيئة أعضاء شرف قد وصلت إلى طريق مظلم فلا يمكن أن يحدث الوفاق مجددًا بينهم. من الرئيس المقبل؟ ينتظر أن يشهد الموسم المقبل تنافسًا كبيرًا على كرسي رئاسة النادي في انتخابات الجمعية العمومية، بعد انتهاء الفترة القانونية للإدارة الحالية، و لم تستبعد أوساط اتفاقية دخول أكثر من مرشح لمنصب الرئاسة، حيث لم يعلن الرئيس الحالي عبدالعزيز الدوسري عن ترشحه لفترة قادمة أو يعلن اسم مرشح يدعمه في الانتخابات، في حين إن الطرف الآخر يعلن بين فترة وأخرى عن المرشح خالد الدبل. فرحة اتفاقية