هاجمت القوات الكردية مواقع لتنظيم "داعش" حول مدينة كركوك بشمال العراق، أمس الإثنين، مدعومة بضربات جوية مكثفة شنتها قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة. وقال محافظ كركوك نجم الدين كريم لقناة تلفزيونية محلية قرب الجبهة: إن هدف الهجوم كان إبعاد المتشددين عن المدينة. وقال مراسل: إن مقاتلي قوات البشمركة الكردية يقصفون مواقع للتنظيم وتقدموا على عدة جبهات إلى الغرب من المدينة فسيطروا على قرى في منطقتي ملا عبدالله وتل ورد. وقال مصدر أمني بالمدينة: إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين البشمركة ومتشددي "داعش" في خرابروت شمال غربي كركوك. وسيطر الأكراد على كركوك بالكامل في أغسطس الماضي حين انهار الجيش العراقي في الشمال واجتاح التنظيم المتشدد ثلث البلاد تقريبا. لكن المدينة ظلت معرضة للهجوم، إذ لم يكن الخط الأمامي يبعد عنها بأكثر من 20 كيلومترا في بعض المناطق. وفي أواخر يناير، اجتاح التنظيم الدفاعات الكردية حول كركوك. وتقاتل القوات العراقية حاليا لاستعادة مدينة تكريت من أيدي "داعش" في محافظة صلاح الدين إلى الجنوب من كركوك. تحرير القناطر من جهة أخرى، أعلنت قيادة عمليات بغداد، أمس، تحرير معبر القناطر، شمال شرقي ناحية الكرمة، شرقي الفلوجة بمحافظة الأنبار، من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي. وكانت القوات الأمنية العراقية المشتركة تمكنت أول أمس الأحد، من قطع طرق إمداد تنظيم "داعش" الإرهابي بين ناحية الكرمة وقضاء الفلوجة، وتحرير مناطق واسعة تقع إلى الشرق من الفلوجة. مقتل 60 من "داعش" يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن مقتل العشرات من عناصر تنظيم " داعش " الإرهابي . وبينت الوزارة في بيان لها أمس، أن أكثر من 60 من عناصر التنظيم بينهم مسؤول التدريب العسكري قتلوا في غارة جوية استهدفت تجمعاً للتنظيم في قضاء القائم غربي محافظة الأنبار . من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع العراقية في بيان منفصل عن مقتل 89 من عناصر داعش، ومعالجة منازل مفخخة وعبوات ناسفة وعجلات تحمل أسلحة أحادية، في مناطق متفرقة من حزام بغداد. حماية الآثار إلى ذلك، حث العراق التحالف العسكري الذي تقوده الولاياتالمتحدة أول أمس الأحد، على استخدام القوة الجوية لحماية الآثار في البلاد من مقاتلي تنظيم "داعش" الذين قاموا بنهب وتدمير بعض من أعظم الكنوز الأثرية في العالم. وقال وزير عراقي: إن التحالف الذي نفذ 2800 غارة جوية ضد مواقع تنظيم "داعش" في العراق وسوريا منذ أغسطس، لا يفعل ما يكفي لإنقاذ التراث الحضاري العراقي الذي لا يقدر بثمن. وقال مسؤولون: إن مقاتلي التنظيم المتشدد هاجموا مدينة الحضر الأثرية في شمال العراق التي تعود إلى ألفي عام، يوم السبت، بالجرافات بعد أيام من الهجوم على مدينة نمرود الآشورية القديمة. كما أظهرت لقطات فيديو المتشددين، وهم يحطمون تماثيل ومنحوتات في متحف بالموصل. وأثارت مثل هذه الأعمال إدانة عالمية، حيث وصفت الأممالمتحدة تدمير الإرث التاريخي العراقي الثري بأنه جريمة حرب. لكن الاحتجاجات لم توقف عمليات التخريب. وقال وزير السياحة والآثار العراقي عادل الشرشاب: إن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة يمكنه وضع حد لعمليات النهب. وأضاف الشرشاب للصحفين، أن العراقيين لا يملكون مجالهم الجوي بل التحالف هو الذي يسيطر عليه داعيا المجتمع الدولي والتحالف إلى زيادة الضربات الجوية واستهداف "الإرهابيين" أينما وجدوا. وقال الشرشاب ورئيس الهيئة العامة للآثار والتراث، قيس حسين رشيد: إن السلطات العراقية مازالت تحاول تقييم مدى الضرر الذي لحق بآثار الحضر ونينوى. وقال رشيد: إن الهيئة تأكدت من أن المتشددين استخدموا الجرافات لتخريب مواقع في نمرود والحضر لكنها لا تعلم حجم المنطقة التي تعرضت للدمار. معركة من أجل الهوية وقال الشرشاب ورشيد: إن طائرات التحالف كان يمكنها مراقبة الاستعدادات لمثل هذه الهجمات على المناطق الأثرية ومنعها، خاصة في مدينة الحضر وهي موقع صحراوي ناء على بعد نحو 110 كيلومترات جنوبي الموصل. وتساءل الشرشاب عن سبب عدم القيام بعمليات مراقبة واستطلاع رغم إمكانية تنفيذ تلك العمليات. وشبه علماء الآثار الهجوم على الإرث الثقافي للعراق بتدمير حركة طالبان لتماثيل بوذا في باميان عام 2001. لكن ما فعله متشددو "داعش" في العراق قد يكون أكثر تدميرا. وأظهر تسجيل مصور، الأسبوع الماضي، إسقاط تماثيل ومنحوتات من قواعدها الحجرية في متحف الموصل وتحطيمها بالمطارق. وأظهر التسجيل أيضا إلحاق أضرار بتمثال ضخم لثور عند بوابة نركال المؤدية إلى مدينة نينوى. وقال الشرشاب، في مؤتمر لإعلان خطط إدراج مدينة بابل على قائمة التراث العالمي: إن معركة المتشددين هي معركة على الهوية بهدف تفريغ المنطقة وخاصة العراق من التراث الإنساني. وسوف تنضم المدينة إلى أربعة مواقع عراقية أخرى وهي الحضر وسامراء وقلعة اربيل وآشور أول عاصمة للامبراطورية الآشورية. وتعود الحضر إلى الإمبراطورية السلوقية قبل ألفي عام والتي سيطرت على جزء كبير من العالم القديم الذي غزاه الاسكندر الأكبر. وتشتهر بمعبد الأعمدة الذي يمزج فن العمارة اليونانية والرومانية بالعمارة الشرقية.