استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس الأحد رئيس تيار المستقبل ورئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري، والسفراء الأفارقة المعتمدين بالقاهرة لمناقشة مستجدات الأوضاع على الساحة العربية الإفريقية والدولية ومنطقة الشرق الأوسط، خاصة الأوضاع في ليبيا ومالي للتأكيد على استعادة مصر لدورها المحوري في إفريقيا وتوطيد علاقات مصر مع دول حوض النيل، وفيما أغلقت قوات أمنية الطرق التى تربط بين محافظتى شمال وجنوب سيناء جزئيًا لتأمين المؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد الجمعة المقبلة بشرم الشيخ، أرجأت محكمة مصرية محاكمة اثنين من صحفيي قناة الجزيرة ل19 مارس المقبل. في ذات السياق ناقش وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار خطة تأمين المؤتمر الاقتصادي في أول اجتماع مع مساعديه للأمن الوطنى، والأمن العام، والتفتيش والرقابة، والأمن المركزي، موجهًا بضرورة العمل وفق رؤية أمنية تعتمد على قاعدة المعلومات التي تضمن مبدأ المبادرة في توجية الضربات المؤثرة لعناصر الإرهاب والبؤر الإجرامية والاهتمام بتطوير وتدريب القوات ورفع قدراتها لتنفيذ الخطط الأمنية بكفاءة. إلى ذلك أغلقت قوات أمنية الطرق التي تربط بين محافظتي شمال وجنوب سيناء جزئيًا، وقال مصدر أمني تم إغلاق كافة الدروب والممرات بين شمال وجنوب سيناء، وإقامة حواجز وأكمنة أمنية على الطرق الرئيسية التي تربط بين المحافظتين، وتشديد إجراءات فحص المارين عبرها وتوقيف المشتبه فيهم وفحصهم أمنيًا لتوفير الحماية الأمنية لفعاليات المؤتمر الاقتصادي بمدينة شرم الشيخ. ميدانيًا أعلن الأمن المصري عن ضبط خلية «إخوانية» من سبعة أشخاص لتصنيع القنابل في محافظة الدقهلية، وأعلنت الداخلية المصرية، في بيان -تلقت (اليوم) نسخة منه- تفكيك الخلية الإخوانية المتطرفة والتي كانت تنوي تنفيذ عملياتها بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ، وكشفت مديرية أمن الدقهلية (شمال شرق الدلتا) لأول مرة عن نية «الإرهابيين» استخدام طائرات صغيرة بدون طيار لتفجير أهدافهم. وحسب البيان اعترف المتهمون بالتحضير لارتكاب أعمال تخريبية ضد مؤسسات الدولة تتزامن مع انعقاد المؤتمر الاقتصادي متخذين عددًا من الشقق السكنية في المنطقة مقارًا لتصنيع وتخزين عبوات متفجرة، وعثرت الشرطة في تلك الشقق على عبوات متفجرة وأسلاك وكاميرات تصوير خاصة بطائرات تحلق بأجهزة تحكم عن بعد وعشرات محركات صغيرة وبطاريات وشرائح هواتف نقالة وسترات واقية، وأضاف البيان إن المتهمين اعترفوا بأنهم كانوا يعدّون عبوات تزن كلّ منها كيلوجرامًا واحدًا يرسلونها عبر طائرة بدون طيار لاستهداف منشآت أمنية وحيوية. وأيضًا تواصل العنف في أنحاء متفرقة في البلاد باستهداف تجمعات شعبية وسكنية من قبل العناصر الإرهابية بعبوات وقنابل ناسفة. ففي مدينة الأسكندرية ثاني أكبر مدن البلاد هزت ثلاثة انفجارات أحياء عديدة صباح أمس، لقي مساعد فني بالقوات البحرية مصرعه وأصيب 9 آخرون في انفجار عبوة بدائية الصنع ألقاها مجهولون على سيارة ميكروباص تقلّ مواطنين بجوار مجمع تجاري في شارع مصطفى كامل بحي السيوف الشعبي، تبعه تفجيران آخران، أحدهما بجوار قسم باب شرق (وسط المدينة)، أصيب فيه ثلاثة مدنيين، والآخر بمنطقة محرم بك ما أدى لتلف عدد من السيارات، وتوقف الحركة المرورية بالطريق المؤدي للقسم ونفق قناة السويس، فيما نجح خبراء المفرقعات في تفكيك عبوة رابعة بمحرم بك أيضًا. بالسياق قالت قوات الحماية الدنية والمفرقعات بمحافظة أسيوط: إنها عثرت على 5 أجسام غريبة تم العثور عليها ب5 كليات بجامعة الأزهر فرع أسيوط، ما تسبب في حالة من الذعر بين الطلاب. وكذا احترقت 17 سيارة لدى تفجير جراج مصنع مثلجات بقرية ناهيا التابعة لمركز ومدينة كرداسة جراء عبوات ناسفة وإلقاء مجهولين قنابل محلية وزجاجات مولوتوف. وأيضًا انفجرت قنبلة بدائية في كشك للكهرباء بمدينة نصر قرب البوابة الرئيسية لإدراة قطاع الأمن المركزي. وقد سمع دوي انفجار ضخم ولم يسفر الحادث عن أي خسائر في الأرواح». وعلى صعيد آخر قال المتحدث العسكرى العميد محمد سمير: إن القوات المسلحة تمكنت خلال أسبوع من تنفيذ عدد من المداهمات ضد العناصر الإرهابية والتي أسفرت عن مقتل 70 فردًا وضبط 23 مطلوبين أمنيًا «من بينهم فلسطينيان و59 مشتبهًا بهم»، وتدمير 27 مقرًا ومنطقة تجمع خاصة بالعناصر الإرهابية، وضبط وتدمير 35 عربة أنواع و73 دراجة بخارية بدون لوحات معدنية وضبط صناديق ذخيرة وأسلحة متنوعة ومخدرات وتفجير 4 عبوات ناسفة عن بعد، تم زرعها بواسطة العناصر الإرهابية لاستهداف القوات أثناء إدارة أعمال القتال. وإزاء مواجهة الإرهاب الأسود استقبل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وفدًا أمريكيًّا من المتخصصين في شؤون الأمن القومي والإعلام الذي أشاد بالدور الكبير الذى يبذله الأزهر في مواجهة الفكر المتطرف والمتشدد، وبكلمة الإمام الأكبر في مؤتمر«مكافحة الإرهاب» الذى نظمته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة للاستماع لرؤية الأزهر حول الطريقة المثلى لمواجهة الإرهاب، والمجهودات التي يبذلها في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تقتل وتحرق، مشدِّدًا على أن جميع الأفكار التي طرحها الإمام الأكبر هي محل اهتمام وتقدير، وستصل بكل أمانة للكونجرس والشعب الأمريكي. وفي السياق ذاته أكدت دار الإفتاء المصرية أن الجماعات والتنظيمات الإرهابية على اختلاف مسمياتها تحمل نفس السموم الفكرية، ويجب التعامل معها جميعًا على هذا الأساس بلا استثناء، منتقدة سياسة الانتقاء التي تتبعها بعض الدول في التعامل مع هذه التنظيمات. وأضافت فى بيان لها إن المجتمع الدولى يجب أن يتحمل مسئولياته في وضع حلول ناجحة لظاهرة الإرهاب، والتي من أهمها ضرورة تبني سياسات جدية على أرض الواقع، واضطلاع وسائل الإعلام العالمية، كذلك بمسئولياتها الأخلاقية في تهميش الخطاب المتطرف. وأشارت دار الإفتاء إلى أن هدف التطرف الديني هو تحقيق مآرب سياسية محضة لا أصل لها من الناحية الدينية، مشددة على أن هؤلاء المتطرفين يستندون إلى فهم معوج للنصوص الشرعية، ويقحمون فيه أهواءهم السقيمة، وليس كما يزعمون بدافع انتمائهم وغيرتهم على الإسلام.