لمح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أن طهران قد تقبل تجميد بعض جوانب برنامجها النووي لعشر سنوات رغم أنه رفض مناقشة القضية بالتفصيل، وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن من الممكن إبرام اتفاق جيد في المفاوضات النووية مع ايران. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما لرويترز الاثنين إن على إيران الالتزام بتعليق يمكن التحقق منه لأنشطة نووية حساسة لمدة عشر سنوات على الأقل حتى يتسنى إبرام اتفاق نووي في المحادثات بين طهران والقوى الست الكبرى. وسألت كريستيان أمانبور من شبكة تلفزيون (سي.إن.إن.) ظريف اثناء مقابلة إن كانت طهران مستعدة لقبول التعليق لمدة عقد في برنامجها النووي الذي تصر على أنه سلمي تماما. وأجاب ظريف قائلا «يعتمد الأمر على كيفية تعريفك له. إذا كان لدينا اتفاق فنحن مستعدون لقبول قيود معينة لفترة معينة من الوقت لكنني لست مستعدا للتفاوض على الهواء». ونسبت وسائل إعلام إيرانية إلى ظريف قوله الثلاثاء إن مطلب أوباما لتعليق جزئي لمدة عشر سنوات غير مقبول. وأجرى ظريف ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري محادثات هذا الأسبوع في مدينة مونترو السويسرية بهدف التوصل لإتفاق إطار سياسي بحلول نهاية مارس. وقال ظريف: «هناك الكثير من التفاصيل التي يتعين مناقشتها. حققنا بعض التقدم.. سيتعين علينا العمل بدأب خلال الأسابيع القليلة المقبلة». وحددت إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين مهلة نهائية تنقضي في نهاية يونيو للتوصل لاتفاق يقيد الأنشطة النووية الحساسة مقابل تخفيف العقوبات. وتأمل القوى الغربية بالتوصل لاتفاق إطار بحلول نهاية مارس. وقال ظريف: «نستطيع في حقيقة الأمر التوصل لاتفاق إذا توافرت الإرادة السياسية اللازمة لاتخاذ الخيارات الصعبة». وقال مسؤولون من مجموعة القوى الست وإيران ان الجولة القادمة من المحادثات الرفيعة المستوى بين الجانبين من المتوقع ان تعقد في الاسبوع الثالث من مارس في جنيف على الاغلب. وقال ظريف إنه لم يتم التوصل حتى الآن لاتفاق مرض بشأن كيفية رفع العقوبات عن إيران. وأضاف قائلا «لا يزال أمامنا بعض الوقت لحل كل القضايا». وفي كلمة في الكونجرس الأمريكي الثلاثاء حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه هو خطأ فادح. ورفض ظريف تحذيرات نتنياهو بشأن الاتفاق وقال: «بعض الناس تعتبر السلام والاستقرار خطرا على الوجود» مضيفا إن كلمة رئيس الوزراء الاسرائيلي في الكونجرس الامريكي لم يكن لها أي تأثير على المفاوضات. وفي السياق، قالت فدريكا موجريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي امس الجمعة إن من الممكن إبرام اتفاق جيد في المفاوضات النووية مع ايران. وأبلغت موجريني مؤتمرا عن السياسة الخارجية في ريجا عاصمة لاتفيا بأنها ملتزمة بأن تصل المحادثات النووية الإيرانية الى نهاية إيجابية. وأضافت: «أعتقد أن من الممكن التوصل لاتفاق جيد. كما أعتقد أنه لن يتم ابرام أي اتفاق إذا لم يكن جيدا. وهذا شئ يجب أن ننقله كرسالة لكل أصدقائنا وشركائنا» في إشارة على ما يبدو إلى انتقادات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للاتفاق النووي محل التفاوض. وتابعت: «المرحلة الأخيرة» من المحادثات النووية ستتعلق بالإرادة السياسة أكثر من المفاوضات الفنية.