رأى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن ثمة «نقاطاً مشتركة كثيرة» لإبرام طهرانوواشنطن اتفاقاً لتسوية الملف النووي الإيراني، فيما لم يستبعد نظيره الأميركي جون كيري احتمال إبرام اتفاق خلال أشهر. وتحدّث ظريف عن «خطوات أولية اتخذتها ايران وأميركا ودول أخرى لتسوية القضايا القائمة»، لافتاً إلى «نقاط مشتركة كثيرة للوصول إلى اتفاق» بين الجانبين. وأضاف: «إذا اطمأنت إيران إلى استعداد أميركا للاعتراف رسمياً بحقوقها النووية، ستتوافر فرصة حقيقية لإبرام اتفاق، ولدينا دعم وتأييد كاملين من المرشد (علي خامنئي) لهذا الأمر». وتطرّق إلى اعتراضات في طهران على الاتصال الهاتفي بين الرئيسين حسن روحاني وباراك أوباما، معتبراً أن «احد أوجه الشبه بين ايران وأميركا، وجود تعددية أصوات فيهما، وهذا أمر جيد ونقطة قوة». ظريف الذي كان يتحدث مع شبكة «آي بي سي» الأميركية، أكد أن إيران «مستعدة للتفاوض، وكل جوانب برنامجها لتخصيب اليورانيوم مطروحة على طاولة المفاوضات، لكن حقنا في التخصيب ليس قابلاً لنقاش». وأعلن استعداد بلاده لفتح منشآتها النووية أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وزاد: «نحن مستعدون للتفاوض، وعلى الولاياتالمتحدة أيضاً أن تقوم ببعض الأمور سريعاً، بينها رفع عقوباتها غير المشروعة على إيران. ثمة 34 سنة من الشك المتبادل، وعلينا أن نعمل على إزالته عبر مبادرات متبادلة». وتطرّق ظريف إلى انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «حملة الكلام المعسول والابتسامات» التي يتهم روحاني بإطلاقها، قائلاً: «حملة الابتسامات تبقى أفضل من حملة الأكاذيب». وأضاف أن نتانياهو «وزملاءه يقولون منذ عام 1991، إن ايران ستملك سلاحاً نووياً خلال 6 أشهر، وبعد 22 سنة ما زالوا يقولون الأمر ذاته. لن نصنع سلاحاً نووياً، لا بعد 6 اشهر ولا 6 سنوات ولا 60 سنة. لا نريد أسلحة ذرية، إذ نعتبر أنها مضرة بأمننا». أما كيري فتطرّق إلى رغبة روحاني بإبرام اتفاق خلال 3-6 أشهر، قائلاً: «ممكن التوصل إلى اتفاق في وقت أقرب، اعتماداً على مدى استعداد ايران للوضوح. والاتفاق الجيد يعني أن تكون ايران مستعدة تماماً للمساءلة، وان تتخذ تدابير واضحة لضمان أن يكون برنامجها سلمياً». وأضاف: «لن ترفع الولاياتالمتحدة العقوبات عن إيران إلا إذا اتضح وجود عملية يمكن التحقق منها وشفافة وخاضعة لمساءلة». إسرائيل - أميركا وقبل ساعات من لقاء نتانياهو أوباما أمس، وعشية إلقائه اليوم خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال مسؤول إسرائيلي إن نتانياهو سيبلغ أوباما «وجوب تشديد العقوبات» على ايران، وأن «عدم التوصل إلى اتفاق (معها)، أفضل من التوصل إلى اتفاق سيئ». وأظهر استطلاع رأي أعدّته القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن 78 في المئة من الإسرائيليين يشككون في صدق روحاني، كما يرجّح 69 في المئة منهم فشل واشنطن في إبرام اتفاق مع طهران. وشدد السفير الأميركي في تل أبيب دان شابيرو، على أن «لإسرائيل والولاياتالمتحدة أهدافاً متطابقة بكل ما يتعلق بإيران، وكلتاهما تسعيان إلى منعها من امتلاك سلاح نووي، ومتفقتان على وجوب تسوية المشكلة بوسائل ديبلوماسية». في غضون ذلك، مددت محكمة إسرائيلية اعتقال البلجيكي من أصل إيراني علي منصوري 8 أيام، بعد اعتقاله الشهر الماضي لاتهامه بالتجسس لحساب طهران. لكن المحامية ميشال اوركابي اعتبرت القضية «معقدة»، ونفت نية موكلها تنفيذ «هجمات ضد إسرائيل». وكتب أليكس فيشمان، المعلّق العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن «المصلحة الديبلوماسية في القضية واضحة جداً: إسرائيل تحاول إحراج الإيرانيين، رداً على حملة العلاقات العامة الناجحة التي نفذها روحاني الأسبوع الماضي».